«اليونيفيل» تحت التهديد.. ماذا يجري في جنوب لبنان؟

محمود طلعت

قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان تعرضت لتهديدات ومحاولة نزع أسلحتها، ما دفع قيادتها إلى دعوة الجيش اللبناني لضمان أمنها.


تعرضت دورية تابعة لقوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لاعتداء من المدنيين، ما دفعها لمطالبة الجيش اللبنانية بضمان سلامتها.

وأعلن الناطق باسم “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، أن مجموعة من الرجال في ثياب مدنية أوقفوا، السبت الماضي، جنود حفظ سلام كانوا في دورية روتينية في محيط قرية عرب اللويزة، جنوب لبنان، مضيفًا أنهم هددوا الجنود وحاولوا نزع أسلحتهم، وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام.

قرار مجلس الأمن رقم 1701

الناطق باسم “اليونيفيل” أوضح أنه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، تتمتع قواته بحرية حركة كاملة، والحق في تنفيذ دوريات داخل منطقة عملياتها، مشيرًا إلى أن هدف قواته الأساسي يتمثل في الحفاظ على الاستقرار بجنوب لبنان، بالتنسيق مع القوات المسلحة وبدعم من سكان الجنوب.

ولفت تيننتي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أدانا بشدة سلسلة حوادث الحرمان من حرية الحركة الأخيرة، مع الإشارة إلى أن حرية حركة اليونيفيل الكاملة وأمن وسلامة أفرادها جزء لا يتجزأ من التنفيذ الفعال لمهامها بموجب القرار 1701.

حفظ الأمن في جنوب لبنان

أندريا تيننتي أشار إلى أن قوات اليونيفيل تقدّر علاقاتها الطويلة والمثمرة مع المجتمع المحلي، وتنفّذ كل يوم مئات الدوريات والعمليات التي تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، وتقديم المساعدة للمجتمعات المحلية.

واعتبر أن الهجمات والتهديدات وأعمال التخويف ضد حفظة السلام التابعين لليونيفيل الذين يخدمون قضية السلام هي مصدر قلق بالغ، ودعا القوات المسلحة اللبنانية إلى ضمان سلامة وأمن وحرية حركة قوات اليونيفيل.

لبنان يتطلع لتجديد ولاية “اليونيفيل”

في أوائل يونيو الحالي، أعلن وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم، تمسك بلاده بدور قوات “اليونيفيل”، وحرصه على استمرار مهامها في كامل منطقة انتشارها، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وعبّر عن تطلع لبنان إلى التجديد لـ”اليونيفيل” دون أي تعديل في مهامها وعديدها.

وجاء تصريحات وزير الدفاع اللبناني خلال استقباله الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، محمد خالد الخياري، بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، وقائد “يونيفل”، الجنرال أرولدو لازارو، وفقًا لـ”صحيفة الشرق الأوسط”.

وتناول المسؤول الأممي مع وزير الدفاع اللبناني موضوع التجديد لـ”اليونيفيل” في أغسطس المقبل 2022 من مجلس الأمن الدولي، لافتا إلى أن زيارته لبنان تأتي في إطار إعداد تقريره الذي سيرفعه إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو جوتيريش، بشأن التجديد المنتظر.

تاريخ تأسيس “اليونيفيل”

تأسست القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان  “يونيفيل” بواسطة مجلس الأمن في مارس 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعالة في المنطقة، بحسب موقع الأمم المتحدة.

وجرى تعديل المهمة مرتين نتيجة التطورات في 1982 و2000، وبعد العام 2006، عزز المجلس القوة وقرر أن البعثة بجانب مهامها الأخرى ستراقب وقف الاعتداءات، ومرافقة ودعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار في جنوب لبنان، وتمديد المساعدة لتأكيد وصول المعونات الإنسانية للمواطنين المدنيين، والعودة الطوعية الآمنة للمهجّرين.

افتتاح مقر “الفوج النموذجي” للجيش

في السياق، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان و”إكسبرتيز فرانس” افتتاح مقر “الفوج النموذجي” للجيش في بلدة صربين. ويهدف المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي بقيمة 6 ملايين يورو إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وبحسب بيان بعثة الاتحاد الأوروبي، أنشأ لبنان وحدة مشاة جديدة تحت اسم “الفوج النموذجي” لنشرها في منطقة عمليات “اليونيفيل”، بما يسمح له بزيادة دورياته المشتركة في المنطقة مع القوات الدولية. ويضم مقر “الفوج النموذجي” جميع الوظائف والخدمات التي يحتاج إليها الجيش لناحية القيادة والعمليات والسكن والخدمات اللوجستية.

ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل

تزامنًا مع التهديدات التي تعرضت لها “اليونيفيل”، قال قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، اليوم الاثنين، إن القوات المسلحة ستدعم أي قرار تتخذه القيادة السياسية في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، حسب ما أورد حساب الجيش اللبناني على تويتر.

وأضاف خلال كلمته بمناسبة تخريج دفعة جديدة من كليّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان “الجيش أعلن موقفه صراحةً بانتهاء مهمّته التّقنيّة، وأنّه يقف خلف السّلطة السّياسيّة في أيّ قرار تتّخذه، لسنا معنيّين بأيّ تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسيّة أم إعلاميّة”.

ربما يعجبك أيضا