تجاوزات “حزب الله” تعكر صفو الأجواء الانتخابية في لبنان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان ترتفع حدة السجالات الانتخابية وتبادل الاتهامات، بل والاشتباكات بين القوى السياسية المتصارعة من أجل الفوز بمقاعد أكثر في البرلمان المقبل.

“بلطجة” ميليشيات حزب الله

في إطار سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها ميليشيات حزب الله في لبنان، اعتدى أربعون شاباً ينتمون إلى الحزب على المرشح عن لائحة “شبعنا حكي” الصحفي علي الأمين في بلدته “شقرا”اعتداء سافرًا ومهينًا على مرشح انتخابات مفترض أن تكون “ديمقراطية”، وذلك أثناء نزوله لمشاركة شباب حملته الانتخابية في تعليق اللافتات والصور.
 
الأمين قال بصوت خافت: “هؤلاء مجموعة من الشبيحة الذين اعتدنا عليهم. هم عناصر من حزب الله يستقوون بالسلاح لمصادرة كل من يقول رأيا مختلفا”.

واعتبر الأمين أن حزب الله “يفوز بسلاحه وبضغطه على الناس” قائلًا: “لا أحد يقوم بحمايتنا”.

السلاح لغة التعامل

لا تفوت ميليشيات حزب الله مناسبة في لبنان إلا وتستعمل سطوتها. قوة تظن أن باستطاعتها أن تجعلها دولة داخل دولة.

فالميليشيات لا تطبق سوى قانونها الخاص وأجندتها التي تخدم مصالح من يحركها داخل لبنان، يظهر ذلك جلياً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في البلاد.

“دغدغة عظام من يعارض” هكذا تواجه ميليشيات حزب الله معارضيها في الانتخابات النيابية فيتحول السلاح بيدها إلى لغة للتعامل مع المعارضين لها.

هذه الوقائع  ليست الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة طالما بقيت هذه الميليشيات دون رادع.

 في وقت سابق اندلعت ميليشيات بين مقاتلين من حزب الله وأنصار المرشح يحيى شمص على لائحة ” الإنماء والكرامة ” في مدينة بعلبك، كما لفقت الميليشيات تهماً وحاولت اغتيال عباس الجوهري رجل الدين المعروف والمنافس المناوئ لها في الدائرة ذاتها.

سقوط قناع المقاومة

انتهاكات ومحاولات لتكميم الأفواه يمارسها حزب الله، إلا أنها تزداد قبيل إجراء الانتخابات النيابية .

أرجع مراقبون تنامي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة إلى امتعاض كبير من سياسات الحزب في حاضنته الشعبية، فتدخلات الحزب في دول الجوار لا سيما في سوريا ساهمت بشكل كبير في سقوط قناع المقاومة الذي طالما ارتداه الحزب لحشد قاعدة شعبية في لبنان وخارجها.

كذلك يقول معارضون للحزب إن المساعدات الاجتماعية التي كان يقدمها انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب توجيه الأموال إلى الحرب في سوريا واليمن وغيرها ما أدى إلى انحسار شعبيته.

هذه العوامل وغيرها كان لها أثرها السلبي على ميليشيات “حزب الله” التي لم تجد غير السلاح سبيلاً لتحقيق مآربها الانتخابية، بعدما فشلت في إقناع الناخب اللبناني ببرنامجها وبأدائها على أرض الواقع نظراً لانشغالها في الصراع الدائر في دول سوريا والعراق واليمن تحقيقاً لأجندة نظام الملالي الذي يحركها.

ربما يعجبك أيضا