تسمم التمليذات.. هل يعاقب المتطرفون الأنثى على ثورتها في إيران؟

يوسف بنده

تكرار ظاهرة تسمم تلميذات المدارس في محافظات إيران يضع المتشددين في دائرة الاتهام.


تثير ظاهرة تسمم الفتيات في مدارس إيران التساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة التي انتقلت من مدينة قم الدينية إلى مدن أخرى.

وبينما تضع السلطات الرسمية تفسيراتها بين تورط أعداء إيران باستخدام العملاء في تنفيذ هذه المهمة، والادعاء بالتسمم بغاز التدفئة، فإن تجربة مطاردة المرأة وحريتها توجّه أصابع الاتهام نحو المتشددين في إيران.

fc3e94a41f5c9c436ef0dea285b1c7389dc656f5 1080x1180 1

ظاهرة تسمم التلميذات

بحسب وكالة أنباء إرنا الرسمية، 14 فبراير الماضي، تجمّع أهالي تلميذات بعض مدارس قم أمام مجلس المدينة للمطالبة بتوضيحات من السلطات حول سبب تسمم بناتهن.

وبعدها، أكد نائب وزير الصحة يونس بناهي ضمنيًّا، الأحد 19 فبراير “أن تسميم طلاب قم كان متعمّدًا”. وأشار إلى أنّه “قد تبيّن أنّ بعض الأفراد يريدون إغلاق جميع المدارس، خصوصًا مدارس البنات”، من دون أن يجري الإعلان عن أي اعتقالات.

وتابع نائب وزير الصحة بأنّ التسمّم نتج من “مركّبات كيميائية متوافرة، وليست ذات استخدام عسكري، وهي ليست معدية أو قابلة للانتقال”. وقال المدعي العام للبلاد محمد جعفر منتظري: إن “الأنباء الواردة عن تكرار مقلق لحالات التسمم في بعض المراكز التعليمية في قم تشير إلى إمكانية ارتكاب أفعال جنائية متعمدة”.

مسمومیتدانشآموزاندرقم 720x470 1

تكرار الحادثة

لم تكن هذه هي الحالة الأولى، فقد تعرض أكثر من 1200 طالب من 3 جامعات إيرانية لمضاعفات بدنية، وهي “صنعتي أصفهان والخوارزمي في كرج وصنعتي أراك”، بعد تناول الطعام المقدم من مطعم الجامعة في نوفمبر 2022.

وكذلك استمرت ظاهرة تسمم التلميذات في عدة مدن إيرانية، فحسب وكالة تسنيم، 28 فبراير، جرى نقل عشرات التلميذات إلى المستشفى على أثر تسممهن في مدرسة الخيام بمدينة بارديس الواقعة في محافظة طهران، وذلك بعد استنشاقهن غازًا لا يزال مجهولًا.

إيران بعد الجامعات المدارس تلتحق بالاحتجاجات 1664817206828 large

الهدف تخويف الفتيات

تقع حوادث تسمم الفتيات بعدما شهدت إيران حركة احتجاجات شعبية قادتها النساء تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.

وتعد مدينة قم الواقعة على بعد 150 كلم جنوب العاصمة طهران، هي مركز الحوزة الدينية الشيعية في البلاد. ويشعر المتدينون بالغضب من التحولات الاجتماعية في إيران.

وقد كتب الزعيم السني في زاهدان إيران، مولوي عبدالحميد إسماعيل زاهي، على تويتر، 27 فبراير: “تسمم الطالبات في قم، وبروجرد، عمل غير إنساني ومناهض للإسلام ومعاد لتعليم النساء، وجاء انتقامًا لانتفاضتهن الأخيرة. ونأمل في أن يجري التعرف على مرتكبي هذه الجريمة المتسلسلة ومعاقبتهم على أفعالهم في أسرع وقت ممكن”.

دانشگاه 300x169 1

إعادة إنتاج قضية مهسا أميني

ناقشت صحيفة “هم ميهن”، الاثنين الماضي، هذه القضية، وكتبت أن طالبتين من مدرسة 15 خرداد في بروجرد شاهدتا جسمًا شبيهًا بقنبلة صغيرة ألقيت من خارج المدرسة في الفناء، وأن المادة التي خرجت منها سممتهما، ما يشير إلى أن (إن صحت هذه الرواية) حالات التسمم هذه “مقصودة بالتأكيد”.

ومن جهتها، حذرت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني، من تحول تسمم الفتيات إلى “شرارة أمنية كبيرة” مثل قضية مهسا أميني. وأضافت: “يجب على أجهزة الأمن والاستخبارات أن تتصرف بأسرع ما يمكن لتحديد المسؤولين أو أسباب عملية التسمم”.

ربما يعجبك أيضا