“تشيرنوبل” تلوح في الأفق.. روسيا تتسبب في “كارثة نووية غامضة” جديدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أقرت الحكومة الروسية بالطبيعة النووية للانفجار الذي وقع في منشأة عسكرية في مدينة سفرودفنسك الروسية، خلال إطلاق صاروخ يعمل بالطاقة النووية، والذي أسفر عن مصرع 5 من عناصر الوكالة النووية الروسية، لتعيد إلى الأذهان الكوارث النووية الروسية، وعلى رأسها كارثة تشيرنوبل.

“بداية الكارثة”

في الثامن من أغسطس الجاري، هز انفجار ضخم مدينة سفرودفنسك، شمال روسيا، وحاولت السلطات الروسية إبقاء “الانفجار الغامض” طي الكتمان، واكتفت بالإعلان عن وقوع حادث ما عقب انفجار غامض إثر تجربة محرك صاروخي بالقرب من مدينة سيفيرودفينسك، على طول ساحل القطب الشمالي الروسي.

وأعلنت السلطات الروسية حينها، في بيان رسمي، الخميس الماضي؛ مقتل شخصين، مشيرة إلى أن الانفجار أدّى إلى ارتفاع وجيز في مستوى النشاط الإشعاعي، ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل أخرى.

وسادت حالة من القلق بين سكان المدينة المغلقة حاليا، وحاول عمدة المدينة تهدئة المواطنين، لكن محاولاته بات بالفشل، مساء اليوم التالي، عقب تداول السكان فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لما يحدث في موقع الحادث، والتي أظهرت أشخاص يرتدون بدلات واقية من خطر الإشعاع، وتواجد سيارات إسعاف، علاوة على طائرات هيلوكوبتر لنقل من يعاني من إصابات خطيرة إلى المستشفيات، ما دفع الأهالي إشراء أقراص “اليود” للوقاية من سرطان الغدة الذي ينتج عن التسرب الإشعاعي.

وفي ظل محاولات التكتم، أعلنت بلدية مدينة سيفيرودفينسك، أن أجهزة الاستشعار لديها “سجلت ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة”، مشيرة إلى أن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 0.2 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، و أن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0.6 ميكروسيفيرت في الساعة.

“اعتراف غامض”

وفي يوم السبت الماضي، أقرت موسكو  في بيان رسمي، بأن الانفجار كان نوويًا، مشيرة إلى أن حصيلة القتلى وصلت إلى خمسة أشخاص، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

وذكرت وكالة روساتوم الروسية النووية، أن خمسة من موظفيها قتلوا في هذا الانفجار، وأن ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح ناجمة عن تعرضهم لحروق، لافتة إلى أن مستويات الإشعاع بالمدينة ارتفعت إلى 16 مرة بعد الحادث، في الوقت الذي كشفت فيه منظمة السلام الأخضر “جرينبيس” أن مستويات الإشعاع ارتفعت نحو 20 مرة.

وقالت الوكالة الدولية الروسية للطاقة الذرية في بيان إنه “تم اختبار محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل، وانه عقب انتهاء الاختبار، اشتعل الوقود الصاروخي ووقع الانفجار، ما أدى إلى سقوط عدد من موظفيها في البحر، دون توضحية حقيقة الخطأ أو الصاروخ.

وأوضحت السلطات، أمس الأول؛ أن موسكو منحت أوسمة لخمسة خبراء نوويين و”أبطال قوميين” لقوا حتفهم في انفجار غامض في البحر أثناء اختبار محرك صاروخ.. وذكرت وكالات أنباء عالمية، أن موسكو أقامت مراسم تأبين للخبراء الخمسة في مدينة ساروف المغلقة في منطقة نيجني نوفغورود.

وكشف رئيس الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية “روس آتوم” أليكسي ليخاتشيف، أن الخبراء الـ5 الذين لقوا مصرعهم، كانوا يعملون على تطوير “أسلحة جديدة”.

“كوارث روسيا”

حادثة سفرودفنسك، أعادت إلى الأذهان الكوارث النووية التي سببتها روسيا والاتحاد السوفيتي، والتي كان أبرزها حادثة تشيرنوبل، في عام 1986، والتي صنفت كأكبر كارثة نووية شهدها العالم، وأدت إلى مقتل 31 شخصًا في ليلة الحادث، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى مصرع حوالي 9 آلاف شخص بسبب الحادثة.

وبعد حوالي 3 أعوام، وقعت كارثة جديدة في الغواصة النووية كومسموليتس أثناء إبحارها على عمق 380 مترا في بحر النرويج، ما أسفر عن مصرع 42 بحارا مصرعهم، وبقيت الغواصة غارقة تحت 1700 متر من سطح بحر النرويج.. وذكر المعهد النرويجي، في وقت سابق، أن إشعاعات “السيزيوم” التي تنبعث من الحطام لا تزال “مرتفعة جدا”، لأنها تزيد عن المستوى العادي للإشعاع في البحر، بواقع 800 ألف مرة، لافتة إلى أنه يتم الاطلاع على وضع الغواصة منذ تسعينيات القرن الماضي.

وفي عام 2000، غرقت الغواصة النووية الروسية “كورسك” قرب القطب الشمالي في بحر بارنتس نتيجة تسرب وقود الطوربيد، ما أسفر عن مقتل 108 بحارا كانوا بداخلها.

وفي يوليو الماضي، أدى حريق في غواصة روسية تعمل بالطاقة النووية في مدينة سيفيرومورسك إلى مقتل 14 بحارا جراء التسمم بالدخان المنبعث من الحريق.

ربما يعجبك أيضا