درعا تحت القصف.. العالم يراقب وتحذيرات من هيمنة إيران

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أكثر من أربعين يوما ودرعا البلد محاصرة من قوات النظام والقوى الموالية لها، وأهلها صامدون في وجه اقتحامها ويقدمون من المقترحات ما يحافظ على سلامة أبنائها، قبل أن تخرج لجان التفاوض عن صمتها، وتطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، محذرة من هيمنة إيرانية مقبلة على منطقتهم، وهو الأمر الذي حذر منه مشرعون في الكونجرس الأمريكي في بيانات متوالية. فهل تتحرك واشنطن بعد بيانات مشرعيها في الكونجرس حول درعا البلد؟ وإلى متى يظل العالم يراقب في صمت جرائم النظام الأسدي ومليشياته ؟

تحذيرات من هيمنة إيران

حذرت لجنة التفاوض الممثلة لأهالي درعا من هيمنة إيرانية على جنوب سوريا مطالبة وفق بيان صادر عنها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل من أجل إنهاء الحصار ووقف القصف ومنع النظام ومليشيات إيران من اقتحام أحياء درعا البلد المحاصرة منذ 40 يوما.

وحذر البيان من كارثة إنسانية وموجة نزوح جديدة باتجاه الأراضي الأردنية حلال استمرار الأعمال العسكرية، مطالبة روسيا باحترام التزاماتها والتحلي بالمسؤولية اللازمة باعتبارها الضامن لاتفاق التسوية بدرعا.

في شرق سوريا، ذكرت شبكة «فرات بوست» المحلية، أنّ الحرس الثوري الإيراني بدأ في تأهيل مطار الحمدان الزراعي بريف البوكمال تحضيراً لاستخدامه كقاعدة جوية للطائرات المسيّرة. كما أجرت المليشيات الإيرانية في البوكمال وريفها تدريبات عسكرية شملت منصات الصواريخ وإخلاء المقرات.

ضغوط أمريكية

دولياً، شجبت الخارجية الأمريكية هجوم النظام السوري على محافظة درعا ووصفته بـ”الوحشي”. وقال الوزير أنتوني بلينكن: “ندين هجوم نظام بشار الأسد على درعا، وندعو لإنهاء فوري للعنف الذي قتل المدنيين وتسبب بتشريد الآلاف الذين يعانون نقص الغذاء والدواء”. وأضاف في تغريدة على “توتير”: “نجدد دعوتنا لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.

من جهته قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، إن أعمال العنف وحصار المدنيين أمر مثير للغضب وهو دليل على عدم شرعية النظام. أما الناب الجمهوري آدم كيزينغر، تطالب إدارة بايدن بالتحرك لوقف ما أسماه الفظائع في سوريا، داعيا نظام الأسد وإيران إلى وقف العمليات العسكرية فورا. وعلق عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيم ريش، قال إن العالم عانى طويلا في ظل هذا الديكتاتور القاتل الذي يعرض حياة المدنيين للخطر، ويجب التحرك لمنع مزيد من الفظائع في درعا.

في حين قال السيناتور الأمريكي، جو ويلسون، على إدارة بايدن أن توقف مجازر النظام المدعوم من إيران وروسيا ويجب على النظام أن يوقف القتل في سوريا.

أوضاع إنسانية كارثية

تواصلُ قواتُ النظامِ فرضَ حصارِها على أحياء درعا البلد منذ أكثرَ من أربعينَ يوماً في وقتٍ يُعاني الأهالي من أوضاعٍ إنسانيةٍ مُزريةٍ، وسطَ حركةِ نزوحٍ كبيرةٍ تشهدُها المِنْطقة. إذ تزداد الأمور تعقيدا في درعا وتزداد معها أوضاع السكان المعيشية مأساوية، لا كهرباء ولا ماء ولا مواد طبية أو صحية ولا حتى أبسط مقومات الحياة .

أجبر ما لا يقل على 18 ألف مدني على الفرار من أحياء درعا مناشدين الدول المجاورة لفك الحصار عليهم. 40 يوما على الحصار كانت كفيلة بإغلاق كل المحال التجارية، فلا شيء يمكن أن يسد رمق الأهالي، ولا كلمات يمكن أن تصف حجم المعاناة !

شهاداتٌ محليةٌ تحدّثَتْ عن أوضاعٍ مأساويةٍ يعيشونَها تحت الحصارِ، فلا غذاءَ يدخلُهم ولا دواءَ يستطيعونَ الوصولَ إليه، ومن يغامرُ بإدخالِ كيس من الطحين تكونُ قناصاتُ الفرقةِ الرابعة له بالمرصادِ الأمرُ الذي يضعُ المدنيّينَ ولاسيما أصحابَ الأمراضِ المزمنةِ منهم في مواجهةٍ مباشرةٍ مع الموت .

وكعادتها تتابع الأمم المتحدة بـ«قلق بالغ» ما يحدث، مكتفية بإصدار بيان دعت فيه جميع أطراف الصراع إلى التمسك بمبدأ حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى خطر التصعيد المتزايد على أحوال المدنيين في درعا.

ربما يعجبك أيضا