طابا.. قطعة من الجنة على أرض الفيروز (خاص)

سهام عيد

كتابة وتصوير – سهام عيد

قيمتها التاريخية وموقعها الاستراتيجي ميزاها بشكل خاص حتى وصفت بأنها “قطعة من الجنة”.. هي مدينة طابا المصرية.

تقع طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالًا.

تشرف طابا على حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، كما تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقًا، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة، ويبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريبًا.

تتميز طابا بسواحلها التي تطل على مجموعة من الشواطئ والخلجان والبحيرات وأماكن الغوص.

تحتوي مدينة طابا على عدة معالم سياحية أثرية وهي: “خليج فيورد، محمية طابا، الوادي الملون، جزيرة فرعون”، نستعرضها فيما يلي.

جزيرة فرعون

تبعد جزيرة فرعون 10 كم عن مدينة العقبة، و30 مترًا عن شاطئ سيناء، وتقع بها قلعة صلاح الدين الأثرية، التي أنشأها القائد صلاح الدين عام 1171 ميلادي، لصد غارات الصليبيين، وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء.

حاصر الأمير أرناط صاحب حصن الكرك الجزيرة بقصد إغلاق البحر الأحمر أمام المسلمين، واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندي بالاستيلاء على أيلة شمالًا (العقبة حاليًا) وعدن جنوباً، فتصدى له العادل أبوبكر بن أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين، وكان ذلك تمهيداً لموقعة حطين.

تحوي القلعة منشآت دفاعية، وورشة لتصنيع الأسلحة، وقاعة اجتماعات حربية، وغرفًا للجنود، وفرنًا للخبز، ومخازن غلال، وحمام بخار، وخزانات مياه، ومسجدًا أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان. وبنيت القلعة من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل الذي بنيت عليه القلعة.

الوادي الملون

“الوادي الملون” أو “الأخدود الملون” أو”الكانيون” هو أحد العجائب الطبيعية بمحمية طابا، وهو عبارة عن متاهة من الصخور الرملية الملونة التي يصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى 40 مترًا.

يشكل هذا الوادي الذي يمتد في أعماق جبال الصحراء بفعل مياه الأمطار والسيول الشتوية التي حفرت لها قنوات وسط الجبال بعد أن ظلت تتدفق لمئات السنين، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه وعروق الأملاح المعدنية التي ترسم خطوطا على أحجاره الرملية والجيرية وتضفي عليها ألوانا قرمزية وبرتقالية وفضية وذهبية وأرجوانية وحمراء وصفراء.

محمية طابا

تعتبر محمية طابا من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة، وتحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي “وتير” و”الزلجة” و”الصوانة” نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات، و50 نوعا من الطيور، وأكثر من 450 نباتا نادرا.

خليج فيورد

يقع خليج فيورد على بعد 15 كم جنوب طابا، وهو عبارة عن بقعة غطس مذهلة يحتضنها ويحميها خليج طبيعي خلاب من الشعاب المرجانية في مشهد لا ينسى.

يناسب الخليج هواة الغطس ومحترفيه، حيث تجذب منطقة الحفرة أو الهول محترفي الغوص والتي يمكن الوصول إلى مدخلها عن طريق مجموعة ضخمة من الشعاب المرجانية على عمق 16 مترا، لتبدأ الرحلة داخل الحفرة حتى عمق 24 مترا يشهد خلالها الغواصون مشاهد نادرة للحياة البحرية، تتضمن رؤية أسماك البحر المفتوح وهي تتغذى على أسماك الزجاج الصغيرة والسمك الفضي.

أما لهواة الغوص الأقل خبرة فالبديل هو منطقة “الموزة” وهي عبارة عن بقعة ضحلة من الشعاب المرجانية التي تشبه في الشكل فاكهة الموز والتي يصل عمقها بحد أقصى إلى 12 مترا وتأوي مجموعة متنوعة من الأسماك والشعاب المرجانية.

ربما يعجبك أيضا