بلومبرج: كوفيد 19 أصبح أكثر انتشارًا في الولايات المتحدة ويصعب إيقافه

بسام عباس
كوفيد 19

كشفت تحاليل على مدى ثلاث سنوات لمياه الصرف الصحي في منطقة بوسطن أن فيروس كوفيد 19 أكثر انتشارًا مما كان في أبريل 2020.


قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن علماء الأوبئة غير متيقنين، مما تعنيه قراءات تحليل مياه الصرف الصحي لقياس مدى انتشار فيروس كوفيد 19 بالولايات المتحدة.

وأشارت الوكالة إلى أن العلماء أجروا دراسات لمقارنتها بمقاييس أخرى لانتشار الفيروس، وأن الاستنتاج العام هو أن تركيزات الفيروس بمياه الصرف الصحي في منطقة بوسطن ومناطق أخرى، تشير إلى مدى انتشار الفيروس، إلا أن الأمر يحتاج مزيدًا من الدراسة.

مقياس أكثر موثوقية

أوضح الكاتب الصحفي، جاستن فوكس، في مقال نشرته بلومبرج، اليوم الخميس 16 فبراير 2023، أن قراءات منطقة بوسطن، التي تعد فريدة من نوعها، لعدم انقطاعها منذ منتصف مارس 2020، توفر مقياسًا لانتشار الفيروس الفعلي أكثر موثوقية من أرقام الحالات المؤكدة، بناءً على اختبارات كوفيد، التي تجرى غالبًا في المنازل.

وأضاف أن قراءات تحاليل مياه الصرف الصحي تشير إلى أن موجة أوميكرون، في الشتاء الماضي، كانت ذروة كوفيد حتى الآن، إضافة إلى أن المرض كان أكثر انتشارًا خلال موجة هذا الشتاء، التي بلغت ذروتها في يوم رأس السنة الجديدة 2023، مقارنة بالمواجهة الأولى لمنطقة بوسطن مع كوفيد في العام 2020.

مؤشرات محبطة وأخرى مشجعة

قال الكاتب إن هذه النتيجة محبطة للوهلة الأولى، فبعد ما يقرب من 3 سنوات، في منطقة تلقى فيها نحو 95% من السكان جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد 19، يوجد عدد كبير جدًا ممن أصيبوا بالفيروس، هذا الشتاء، مقارنة بأيام ربيع 2020 المخيفة، وأن الإشارة الفيروسية أقوى مرتين إلى 9 مرات، في ديسمبر 2022.

وأضاف أن الجانب المشجع أيضًا في هذه النتيجة، هو الإبلاغ عن نحو 200 حالة وفاة فقط بسبب كوفيد، في ديسمبر 2022، في مقاطعات ميدلسكس ونورفولك وسوفولك، التي ترسل مياه صرفها الصحي إلى محطة المعالجة في جزيرة دير، مقارنة بـ أكثر من ألفي حالة وفاة في إبريل 2020.

وأوضح الكاتب أن هذا العدد يعد مؤشرًا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لحماية كبار السن وإنقاذ حياتهم، مشيرًا إلى أنه مؤشر أيضًا على أن اللقاحات والإصابة السابقة بالفيروس، والمتغيرات التي طرأت فيه، جعلت المرض أقل فتكًا مما كان عليه في البداية.

استراتيجية سحق المنحنى

قال جاستن فوكس إن تقديرات الوفيات الناجمة عن كوفيد على مستوى الولاية حسب تاريخ الوفاة، والمتاحة يوميًّا من إدارة الصحة العامة بولاية ماساتشوستس، ومع كون مقاطعات منطقة بوسطن تشكل ما يقرب من ثلثي سكان الولاية، ينبغي أن تعكس نفس موجات الفيروس، التي تظهر في بيانات الصرف الصحي.

وأضاف أنه في إبريل 2020، تسبب كوفيد في وفاة العديد من الأشخاص، شرقي ولاية ماساتشوستس، التي كانت من بين المناطق الأمريكية التي تضررت في وقت مبكر، لافتًا إلى أن الفيروس انحسر بسرعة، نظرًا لمدى ارتفاع الإشارة الفيروسية في مياه الصرف الصحي، بسبب موجات كوفيد اللاحقة.

وذكر أنه من غير المحتمل أن يكون الانخفاض في ربيع 2020 ناتجًا عمَّا يسمى بمناعة القطيع، بعد إصابة الكثير من المواطنين بالمرض، وربما كان ذلك نتيجة تواجد مواطني بوسطن وضواحيها في منازلهم، مشيرًا إلى أن استراتيجية “سحق المنحنى” في الأيام الأولى للوباء، حطمت المنحنى بالفعل، رغم أنها لم تقض على الفيروس.

أقل خطورة أم شديد العدوى

أفاد فوكس بأن متغير أوميكرون، منذ ظهوره في أواخر خريف 2021، جعل الإشارة الفيروسية لمنطقة بوسطن أعلى من ذروتها في إبريل 2020، التي يمكن أن تُعزى للطبيعة المعدية والمراوغة للمناعة ضد المتغيّر، ولم يعد الناس محصورين في المنازل، لكن لأن المرض أصبح أقل فتكًا بكثير، أصبح تبرير المكوث في المنزل الآن غير منطقي.

وأضاف أن الطريقة الأخرى لتوضيح المشكلة، أن الاختلاف الكبير بين رد الفعل الأولي للفيروس والموقف الحالي يبدو مبررًا إلى حد ما، من خلال التغييرات في ضراوتها، وأن المرض، بالنسبة لمن لديهم نقص المناعة، لا يزال خطيرًا وأكثر فتكًا من الأنفلونزا الموسمية وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى.

والآن، بعد أن تعرض الجميع تقريبًا للمرض، من خلال اللقاحات أو العدوى أو كليهما، أصبح الأمر أقل خطورة، لكنه شديد العدوى بحيث يصعب تجنبه أيضًا، ما يمثل مشكلة لمن لا يزالون معرضين للخطر، مشيرًا إلى أن من المطمئن، إلى حد ما، أن نرى ذلك مدعومًا بما ظهر في نتيجة تحاليل مجاري بوسطن.

ربما يعجبك أيضا