روسيا تضع خطة لصادرات ضخمة من «خام الأورال»

سارة كريم

يحجم المشترون الأوروبيون عن استيراد النفط الروسي في وقت تستعد موسكو لتحميل كميات هي الأكبر في 3 سنوات


تعتزم روسيا خلال شهر أبريل شحن أكبر كمية لديها من خام الأورال منذ 3 أعوام، في محاولة منها لجذب مصافي النفط الأوروبية الباحثة عن الإمدادات وتواجه أسعاراً تصل إلى 120 دولارًا للبرميل.

وأصدرت شركة خطوط الأنابيب الحكومية الروسية “ترانسنفت” برنامج تصدير لتحميل 2.26 مليون برميل يوميًا على ناقلات من 3 موانئ غربية، وهي أكبر كميّة منذ يونيو 2019 وتشكل قفزة كبيرة عن تلك الفترة أيضًا، وفق تقرير نشرته بلومبرج يوم الجمعة 25 مارس 2022.

خطوة مفاجئة لأوروبا

توقع الكثيرون أن تحافظ روسيا على استقرار صادرتها أو تخفيضها بدءاً من مارس، لكن تفاجأ التجار ببرنامج التصدير الضخم في أبريل المقبل، في وقت تشهد أوروبا إحجامًا طوعيًّا عن النفط والغاز الروسي رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما يثير التساؤل بشأن ما إذا كانت آسيا ستشتري كميات كبيرة من النفط الرخيص، الذي يرفض الأوروبيون الحصول عليه.

واستقبلت المصافي الأوروبية أكثر من 70% من صادرت خام الأورال المنقول بحرًا في الأوقات العادية، لكن بعد الحرب تقلص الأغلبية منهم مشترياتها من النفط الروسي، لكن لم تعوّض أي مناطق أخرى عمليات الشراء الأوروبي المفقودة، ما أثّر في العرض الإجمالي للنفط الخام على مستوي العالم.

خطوات آسيوية للاستفادة الوضع

وفق لبيانات بلومبرج، اشترت مصافي التكرير الهندية ما لا يقل عن 8 ملايين برميل من خام الأورال، خُصِّص معظمه للتصدير في شهر أبريل، في حين تشتري الشركات الصينية سرًا الخام الروسي الرخيص التي تشحن من موانئ بحر البلطيق والبحر الأسود.

واشترت الهند حتى الآن ما لا يقل عن 13 مليون برميل من خام الأورال منذ أواخر فبراير، وفق بيانات جمعتها بلومبرج، و اشترت شركة “إنديان أويل” 3 ملايين أخرى في أحدث مناقصة لها. وبلغ متوسط ​​أحجام الدولة نحو 128 ألف طن شهريًا في العام 2021، وفق حسابات بلومبرج المستندة إلى بيانات تتبع السفن.

هل الطلب الآسيوي كافٍ لسد الفجوة؟

الطلب الآسيوي منفردًا لا يبدو أنه كافٍ لامتصاص حجم النفط المخطّط بأكمله في شهر أبريل، وهذا يعني أن موسكو ستشهد ضغوطًا متزايدة لمراجعة وتقليص عمليات التحميل المقررة، في حال لم تعثر على ما يكفي من الخزّانات أو السفن لتخزين الشحنات.

ومن المقرر أن تصل شحنات الأورال لشهر مارس إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقارير وكلاء الموانئ وبيانات تتبّع السفن التي جمعتها بلومبرج، لكن الحجم يقلّ بمقدار 5% عمَّا كان مخطّطًا في الأصل، وبيعت العديد من الشحنات لشهر مارس قبل الحرب.

ربما يعجبك أيضا