باستثمارات 238 مليون دولار.. «الاتصالات السعودية» و«علي بابا» تؤسسان شركة للحوسبة السحابية

ولاء عدلان

فورتشن بيزنس إنجستس أكدت أن حجم سوق الحوسبة السحابية العالمي سيقفز إلى 791.48 مليار دولار بحلول 2028 بمعدل نمو سنوي 17.9٪.


أعلنت شركة الاتصالات السعودية “إس تي سي”، الأسبوع الحالي، عن تأسيس شركة متخصصة بالحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية، باستثمارات تتجاوز 238 مليون دولار، بشراكة مع كيانات عدة، في مقدمتها مجموعة “علي بابا”.

ويأتي تأسيس الشركة الجديدة لـ”إس تي سي” بموجب اتفاقية شراكة مع كيانات عدة، في مقدمتها مجموعة “علي بابا”، وأعلنت الهيئة العامة للمنافسة السعودية، أمس الثلاثاء 24 مايو 2022، عدم ممانعتها إتمام الشراكة لتوفير خدمات الحوسبة السحابية في المملكة.

استثمار أولي بـ 894 مليون ريال

وقّعت “إس تي سي” في 22 مايو 2022، اتفاقية شراكة مع “علي بابا كلاود” التابعة لمجموعة “علي بابا”، وشركتي “أي دبليو تي بي أرابيا” للابتكار التقني والشركة السعودية للذكاء الاصطناعي “سكاي” والشركة السعودية لتقنية المعلومات “سايت” لتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة متخصصة في مجال الحوسبة السحابية.

وقالت “إس تي سي”، في بيان، إن رأس مال الشركة الجديدة يبلغ 894 مليون ريال، أي 238.3 مليون دولار، وإن الحصص فيها ستتوزع على الشركاء كالآتي، 55% لـ”إس تي سي”، و27% لـ”إي دبليو تي بي أرابيا”، و10% لـ”علي بابا”، و4% لـ”سكاي” و4% لـ”سايت”، مشيرة إلى أن حصتها من هذا الاستثمار والبالغة 491.7 مليون ريال، أي 131.1 مليون دولار، ستمولها من مصادرها الذاتية.

استجابة للطلب المتزايد ولـ”رؤية 2030″

أوضحت “إس تي سي”، في بيانها، أن الشركة الجديدة سيقع مركزها الرئيس في السعودية، وهو ما ينسجم مع النمو المتوقع والطلب المتزايد على خدمات ومنتجات الحوسبة السحابية العامة في المملكة، ويتوافق مع استراتيجية التوسع والنمو لـ”إس تي سي”، ومع رؤية المملكة 2030 لتوطين خدمات الحوسبة السحابية فائقة السعة.

وأشارت إلى أن تأسيس الشركة الجديدة لا يزال يتطلب الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة، وإكمال شروط اتفاقية الشراكة، موضحة أن صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي السعودي، يعد طرفًا ذا علاقة بوصفه من كبار مساهمي “إس تي سي” بحصة ملكية تصل إلى 64%، في حين يملك كامل أسهم شركتي “سكاي” و”سايت” ويعد شريكًا محدودًا في ” إي دبليو تي بي أرابيا”.

أهداف الشركة الجديدة

تعكس شراكة “إس تي سي” مع “علي بابا” لتوفير خدمات الحوسبة السحابية في السعودية دور الشركة في دفع جهود التحول الرقمي محليًّا، والتزامها بعقد شراكات قوية مع كبرى شركات التكنولوجيا حول العالم، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير بيئة آمنة لرواد الأعمال، وتعزيز أمن المعلومات، من خلال حماية البيانات داخليًّا في المملكة.

وسوف يسهم إنشاء الشركة الجديدة في توفير خدمات الحوسبة السحابية فائقة السعة داخل المملكة، بما يطور بنيتها التحتية الرقمية، ويعزز قدرتها على توفير خدمات الحوسبة السحابية للشركات العالمية، بالإضافة إلى إنشاء منصات مبسطة ومحسنة لرواد الأعمال ودفع عجلة الابتكار وتمكين القطاع التقني السعودي من بناء شراكات مع كبرى شركات التقنية الحديثة، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.

ريادة سعودية في تنظيم “الخدمات السحابية”

تعد السعودية من أوائل الدول التي أصدرت لوائح تنظيمية لقطاع الخدمات السحابية، ففي أكتوبر 2020 نشرت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، ونفذت “سياسة الحوسبة السحابية أولًا” بهدف تشجيع الجهات الحكومية على اعتماد الخدمات السحابية بدلًا من حلول تقنية المعلومات التقليدية، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2023 لزيادة جودة الخدمات، وفقًا لدراسة لهيئة الاتصالات السعودية.

ويقصد بالحوسبة السحابية توفير موارد تقنية المعلومات، حسب الطلب عبر الإنترنت، مع تسعير التكلفة حسب الاستخدام، فبدلًا من شراء مراكز البيانات والخوادم المادية، يمكن للمستخدمين من مختلف القطاعات عبر موفري خدمات الحوسبة السحابية الوصول والاستفادة من الخدمات التكنولوجية مثل إمكانات الحوسبة، والتخزين، وقواعد البيانات، بأسلوب يعتمد على احتياجاتهم.

Untitledsss

شرح لكيفية استفادة القطاع العام السعودي من الحوسبة السحابية – وزارة الاتصالات السعودية

توقعات إيجابية لسوق الحوسبة السحابية

توقعت مؤسسة فورتشن بيزنس إنجستس للأبحاث، أغسطس الماضي، أن ينمو حجم سوق الحوسبة السحابية العالمية، خلال الفترة من 2021 إلى 2028 من نحو 250.04 مليار دولار إلى 791.48 مليار دولار بحلول 2028، بمعدل نمو سنوي مركب 17.9%، مدفوعًا بتبني التقنيات المتقدمة على نطاق واسع عالميًّا، مثل الذكاء الاصطناعي وزيادة الاستثمارات الخاصة والحكومية في قطاع الحوسبة السحابية.

وأوضحت أن حجم سوق الحوسبة السحابية عالميًّا، بلغ 219 مليار دولار في 2020، مسجلًّا نموًّا  13.7% على أساس سنوي بفعل التأثير الاستثنائي لجائحة كورونا التي أسهمت في مضاعفة الطلب على الحلول السحابية، في جميع أنحاء العالم مع تبني نموذج العمل من المنزل والتعليم عن بُعد، مضيفة أن الجائحة أسهمت في تسريع وتيرة التبني العالمي للحلول السحابية والتحول الرقمي.

ربما يعجبك أيضا