هل يقف اقتصاد منطقة اليورو على أعتاب أزمة جديدة؟

ولاء عدلان
اقتصاد منطقة اليورو

تشهد منطقة اليورو ارتفاعا حادًا في تكاليف الاقتراض للعديد من الحكومات الأوروبية في مخاوف المستثمرين من قدرة تلك الدول على الوفاء بديونها


قال رئيس مجموعة اليورو، باسكال دونوهو، اليوم الاثنين 20 يونيو 2022، إن اقتصادات التكتل في وضع جيد يسمح لها بمواصلة النمو والتعافي خلال العام الحالي.

وتأتي هذ التصريحات بالتزامن مع توجه البنك المركزي الأوروبي صوب رفع أسعار الفائدة في يوليو المقبل لأول مرة منذ 2011، لكبح التضخم المتصاعد، ما يهدد أسواق الديون الأوروبية السيادية بمزيد من الاختلالات، والضغط على الاقتصادات الأضعف.

ارتفاع مقياس الخوف

تشهد منطقة اليورو منذ مطلع يونيو الحالي ارتفاعا حادًا في تكاليف الاقتراض للعديد من الحكومات الأوروبية، وخلال التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، استقر عائد السندات الحكومية الإيطالية لأجل 10 سنوات عند 3.675%، بعد أن قفز الأسبوع الماضي إلى 4.01% لأول مرة منذ يناير 2014، في حين انخفض عائد السندات الألمانية إلى 1.656%.

واتسع الفارق بين عوائد السندات الإيطالية والألمانية إلى 201.3 نقطة، بعد أن قفز خلال الأسبوع الماضي إلى 240 نقطة، مسجلًا أعلى مستوياته منذ أوائل 2020، ويعرف هذا الفارق بمقياس الخوف الأوروبي، ويعكس مخاوف المستثمرين من قدرة الدول الأوروبية على الوفاء بديونها، وفق “رويترز”.

ارتفاع عوائد السندات الإيطالية

ارتفاع عوائد السندات الإيطالية أعلى الـ4%_ “سي إن بي سي”

مخاوف تحاصر منطقة اليورو

ارتفعت عوائد السندات الإيطالية والإسبانية خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ 8 أعوام، مدفوعة بشكوك المستثمرين بشأن قدرة المركزي الأوروبي على معالجة الفوارق بين أسواق الديون السيادية، والحدّ من ارتفاع تكاليف الاقتراض في الدول الأضعف بالكتلة، مع استعداده لوقف التحفيز النقدي عبر رفع الفائدة بـ0.25%، وإنهاء برنامج شراء السندات خلال يوليو المقبل.

واشتدت هذه المخاوف مع رفع المركزي الأوروبي هذا الشهر توقعاته لمدل التضخم خلال العام الحالي إلى 6.8% من 5.1% في مارس، وخلال مايو الماضي ارتفع التضخم في منطقة اليورو إلى 8.1%، ما عزز توقعات بسقوط اقتصادات المنطقة في دائرة الركود بفعل انضمام أوروبا إلى موجة التشديد النقدي العالمية التي تتخذ وتيرة أسرع، وفق “سي إن بي سي”.

هل يعصف الركود بأوروبا؟

قال رئيس معهد إيفو الألماني الاقتصادي، كليمنس فوست، في تصريح صحفي بتاريخ 10 يونيو، إن تحرك المركزي الأوروبي لرفع الفائدة جاء متأخرًا، وسمح بارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي، ما يرفع توقعات انزلاق منطقة اليورو باتجاه الركود، وتفاقم أزمة الديون، وفق “دويتشه فيله”.

ومنذ فبراير الماضي، أدت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار أزمة سلاسل التوريد العالمية إلى تدهور توقعات النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو، ما دفع المركزي الأوروبي لخفض توقعاته لنمو اقتصادات اليورو إلى 2.8% من 3.7% توقعات مارس، وكذلك خفضت مؤسسة “كونفرنس بورد” تقديراتها لنمو منطقة اليورو من 4% إلى 2.7%.

توقعات مؤسسة كونفرنس بورد لمنطقة اليورو

توقعات مؤسسة كونفرنس بورد لاقتصاد منطقة اليورو

منطقة اليورو في وضع جيد

توقعت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، في بيان يوم 9 يونيو، أن يواصل اقتصاد منطقة اليورو نموه هذا العام، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا قبل الحرب الروسية الأوكرانية التي تلقي بثقلها على الاقتصاد وحركة التجارة وأسعار الطاقة عالميًّا.

ونفى رئيس مجموعة اليورو، باسكال دونوهو، أن يكون الاتحاد الأوروبي أمام أزمة شبيهة بتلك التي وقعت في أوائل عام 2010 عندما اندلعت أزمة الديون الأوروبية السيادية، ويأتي ذلك بعد أن توقعت “كونفرنس بورد” في 17 يونيو أن يتمكن اقتصاد منطقة اليورو من تجنب الركود خلال النصف الثاني من 2022 وفي 2023 مدفوعًا بسوق العمل القوية، وارتفاع وتيرة الأنشطة التجارية والخدمية، وفقًا لـ”فايننشال تايمز”.

ربما يعجبك أيضا