وسط رياح عدم اليقين.. الصناديق السيادية الخليجية تواصل ريادتها

ولاء عدلان
مبادلة للاستثمار

"جلوبال إس دبليو إف": صناديق الثروة السيادية الخليجية ستتلقى هذا العام تدفقات كبيرة بفعل انتعاشة النفط وتنوع محفظتها من الأصول.


نمت قوة صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على مدار العقد الماضي إلى أن أصبحت، خصوصًا الخليجية، لاعبًا رئيسًا في الاقتصاد العالمي.

وخلال الأزمة المالية العالمية 2008-2009، تدخلت الصناديق الخليجية لإنقاذ النظام المالي العالمي كممول غني، في وقت تأرجحت فيه كبرى المؤسسات المالية على حافة الإفلاس، والآن، مع تصاعد حالة عدم اليقين والتوترات الجيوسياسية عالميًّا، تواصل هذه الصناديق دورها المحوري.

ريادة خليجية

تمثل الصناديق الخليجية نحو 40% من أصول الصناديق السيادية في العالم، وبعضها يعود تاريخ تأسيسه إلى عدة عقود، كما هو الحال بالنسبة إلى الهيئة العامة للاستثمار في الكويت التي تأسست عام 1953 كأول صندوق سيادي في العالم، وتدير هذه الصناديق أصولًا بأكثر من 3 تريليونات دولار، وفق “جلوبال إس دبليو إف” الأمريكية المعنية بتقييم صناديق الثروة السيادية.

وتستهدف الصناديق السيادية عادة تعظيم قيمة المدخرات الوطنية طويلة الأجل لصالح الأجيال القادمة، من خلال تنويع الاستثمارات على المستويين القطاعي والجغرافي، وفي منطقة الخليج تمول هذه الصناديق بقدر أساسي من عائدات النفط التي يتوقع هذا العام أن تصل إلى مستويات قياسية، مع تداول أسعار النفط خلال النصف الأول من العام أعلى 100 دولار للبرميل على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

1x 1

 

اقتناص الفرص

ارتفعت الأصول التي تديرها صناديق الثروة السيادية عالميًّا بنحو 6%، خلال 2021، إلى 10.5  تريليون دولار، ولكن هذا الأداء الإيجابي مهددٌ الآن في ظل حالة من عدم اليقين، تخيم على آفاق الاقتصاد العالمي، بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، وعودة تفشي كورونا في الصين، وارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو، فضلًا عن التوترات الأخيرة بين واشنطن وبكين، بحسب شركة “إنفيسكو” لإدارة الأصول.

وتعد الأوقات التي تشهد فيها الأسواق تقلبات سريعة وتقيمات منخفضة وزيادة في حالة عدم اليقين، تاريخيًّا، أوقاتًا جيدة للبحث عن فرص جذابة، وهذا ما تفعله صناديق الثروة الخليجية لتعظيم أرباحها عبر البحث عن أفضل الصفقات واقتناصها، فمنذ بداية العام، أبرمت صفقات استحواذ بنحو 28.6 مليار دولار على الأقل خارج منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وفق “سي إن بي سي” وبلومبرج.

صناديق الخليج في وضع أفضل

توقعت “جلوبال إس دبليو إف”، مطلع هذا الشهر، أن تعاني صناديق الثروة العالمية من تراجع أو تباطؤ في إجمالي موجوداتها نتيجة لانكشافها على ديون الأسواق الناشئة ذات الآجال الطويلة، باستثناء الصناديق الخليجية التي ستتلقى تدفقات كبيرة بفعل انتعاشة النفط وتنوع محفظتها من الأصول ما بين الأسهم والسندات السيادية والعقارات.

وقالت دراسة لـ”إنفيسكو” إن ارتفاع مخاطر الركود ومعدلات التضخم والتوجه للعالمي لرفع الفائدة دفع نحو 55% من الصناديق السيادية بمنطقة الشرق الأوسط، بما فيها “الخليجية”، للتوجه أكثر نحو الاستثمار في العقارات والأسهم والبنية التحتية محليًّا وعالميًّا، كوسيلة للتحوط ضد المخاطر وتوفير عوائد أعلى، مع الأخذ في الحسبان بأن الأسواق المحلية توفر بيئة بعيدة عن التقلبات العالمية.

الأسواق الناشئة تفوز باهتمام الخليج

أشارت دراسة “إنفيسكو” إلى أن نحو 40% من الصناديق السيادية في الشرق الأوسط تخطط لخفض استثماراتها في اقتصادات أوروبا المتقدمة على مدار الأشهر 12 المقبلة، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وفي المقابل، توقعت أن يقدم 70% من هذه الصناديق على ضخ استثمارات جديدة في أمريكا الشمالية، و40% في الشرق الأوسط واقتصادات آسيا والمحيط الهادئ “الناشئة”.

ولعقود، مثلت الأسواق المتقدمة ملاذًا لصناديق الثروة السيادية في أوقات عدم اليقين، أما الآن فيبدو المشهد مختلفًا، رغم قتامة آفاق الاقتصاد العالمي، فهذه الصناديق تبدي اهتمامًا أوسع بالأسواق النامية والناشئة، وتحديدًا بأسواق مجموعة “بريكس”، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، و”البريكس بلس” التي تشمل الأرجنتين ومصر والسعودية والإمارات، وفق “بونسيون آند إنفسمنت”.

الاسوقا الناشئة

«مبادلة» الإماراتية.. نموذج بارز

أعلنت سلسلة مطاعم “زامب” البرازيلية، مطلع أغسطس، أنها تلقت عرضًا من “مبادلة كابيتال” التابعة لـ”مبادلة للاستثمار” للاستحواذ على حصة مسيطرة في الشركة المالكة للعلامة التجارية “برجر كينج” في البرازيل، وتأتي هذه الصفقة المحتملة عقب الإعلان في يونيو الماضي، استحواذ مبادلة على حصص مسيطرة في جامعتين طبيتين في البرازيل، وفق “رويترز”.

و”مبادلة للاستثمار” أحد صناديق الثروة السيادية الإماراتية، وأفضل صندوق سيادي لعام 2021، بحسب تصنيف “جلوبال إس دبليو إف”، وتقدر أصولها بنحو 284 مليار دولار، ولديها استثمارات في أكثر من 50 دولة، وتوجد في البرازيل منذ 2011، وحاليًّا لديها استثمارات فيها بأكثر من 3 مليارات دولار، وتتطلع للمزيد عبر استراتيجية تركز على التحسينات المالية، وإيجاد القيمة والفرص المناسبة.

مبادلة

للاطلاع على المزيد بشأن أداء الصناديق السيادية الخليجية اضغط هنا.

ربما يعجبك أيضا