بعد اشتباكات طرابلس.. نيران الميليشيات تؤجج الغرب الليبي

ضياء غنيم
من اشتباكات طرابلس إلى الزاوية

يركز الدبيبة في المرحلة المقبلة على احتواء كتيبة النواصي أو طردها من مواقع سيطرتها بقلب العاصمة الليبية.


فجرت اشتباكات طرابلس، إثر دخول رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، إلى العاصمة الليبية، 17 مايو 2022، حركة تغييرات ملحوظة في الأجهزة الأمنية وقيادة الميليشيات المسلحة.

وتُلقي الترتيبات الأخيرة الضوء على توازن القوى بين باشاغا ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، داخل العاصمة طرابلس، وتأثيره على المشهد الميداني والسياسي العام في البلاد.

اشتباكات طرابلس فرصة للدبيبة

على خلفية دخول باشاغا إلى العاصمة طرابلس، استقبله كل من “كتيبة ثوار طرابلس” و”جهاز الدرع” و”كتيبة 28 مشاة” و”اللواء 444 قتال” و”اللواء 777 قتال”، وذلك في مقر “كتيبة النواصي”، ما استثار غضب الدبيبة والمجموعات الموالية له، وعلى رأسها قوة الردع الخاصة التي هاجمت مقر النواصي.

وجاء انسحاب باشاغا بعد وساطة قائد “اللواء 444 قتال”، محمود حمزة، بين الطرفين، ما جعل الدبيبة أقوى وأكثر نفوذًا في العاصمة طرابلس، بعد أن فقدت الميليشيات الموالية لوزير الداخلية السابق أجزاء من مناطق سيطرتها، وغياب الدعم من ميليشيات مصراتة، بحسب تصريحات الخبيرة بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا جازيني، لموقع بي بي سي عربي.

إقصاء أعوان باشاغا

توجّه رئيس حكومة الوحدة لإقصاء أعوان غريمه فتحي باشاغا بعد اشتباكات طرابلس، حيث أقال مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، أسامة جويلي، من منصبه وهو في نفس الوقت قائد كتائب الزنتان الموالية لرئيس الحكومة المكلف.

وطالت الإقالات قائد “كتيبة النواصي”، مصطفى قدور، من منصبه كنائب رئيس جهاز المخابرات العامة، ويركز الدبيبة في المرحلة المقبلة على احتواء كتيبة النواصي أو طردها من مواقع سيطرتها بقلب العاصمة، وتشمل مطار معيتقة وسوق الجمعة، بحسب صحيفة العرب.

تقييد التحركات العسكرية في طرابلس الكبرى

رغم الاشتباكات المتقطعة بين الميليشيات في العاصمة طرابلس ومحيطها خلال الأشهر الماضية نتيجة الصراع على مناطق النفوذ بينها، لم تستطع الحكومة تنفيذ قرار تقييد التحركات العسكرية، وآخرها اشتباكات جنزور في 15 مايو الجاري، ليصدر الدبيبة قرارًا باستخدام الذخيرة الحية ضد أي خروقات.

القرار تضمن تكليف غرفة عمليات الطيران المسير بمراقبة التحركات المسلحة في نطاق طرابلس الكبرى، والتعامل المباشر بالذخيرة الحية مع أي تحركات مشبوهة، ورفع تقرير يومي لمكتب وزير الدفاع، وهو المنصب الذي يحتفظ به الدبيبة، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

المشهد القادم في غرب ليبيا

حذر المحلل السياسي، فرج زيدان من خطورة سيطرة الميليشيات على المشهد الليبي، والتي تتلاعب برئيسي حكومة الوحدة وحكومة الاستقرار، واتهم، في تصريحات لقناة الغد، بعض المجموعات بنقض اتفاق الهدنة مع باشاغا لدى دخوله العاصمة بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة.

وربط محللون اندلاع المواجهات في مدينة الزاوية، فجر السبت 21 مايو الجاري، بين مجموعة ضيف جموم ومجموعة محمود بن رجب، بقرار الدبيبة إبعاد كل من أسامة جويلي ومصطفى قدور من منصبيهما، ما يرجح تصاعد معارك النفوذ والسيطرة الميدانية في الغرب الليبي بين الميليشيات المتناحرة، وسط استمرار الأزمة السياسية في البلاد.

ربما يعجبك أيضا