الشمال السوري.. عملية تركية وشيكة لإقامة «منطقة آمنة» و«قسد» تستبعد

محمود سعيد

فصائل المعارضة السورية التي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المقاتلين رفعت الجاهزية، خاصة على خطوط التماس مع “قسد”.


باتت العملية العسكرية التي تهدد بها أنقرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ أشهر على الأبواب، وكانت القوات التركية بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، نفذت 3 عمليات عسكرية سابقا في الشمال السوري.

تحدث الرئيس التركي، الأسابيع الماضية، عن تجهيزات إعادة مليون سوري إلى بلدهم، وهو ما ظهر جليًّا مع الاستعدادات العسكرية، فقد استغلت تركيا ورقة مفاوضاتها مع الغرب بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى” الناتو”، وموقفها المتوازن من روسيا بعد حربها في أوكرانيا، لتحييد واشنطن وموسكو اللذين وقفا سدًّا منيعًا أمام هذه العملية لأشهر.

أردوغان والشمال السوري

أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستستكمل إنشاء المناطق الآمنة على عمق 30 كيلومترًا، بمحاذاة الحدود الجنوبية لتركيا مع الشمال السوري، لكن ما لم يقله أردوغان أنه يستغل عمليات الانسحاب الروسية من سوريا مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

ولفت بحسب “وسائل إعلام تركية” إلى أن المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية، في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، وأفاد أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن، وأردف: “سنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس القادم”.

“قسد” تشكك في العملية العسكرية

من جانبها، أصدرت “قسد” بيانًا نفت فيه أي بوادر لتغيير استراتيجي في انتشار القوى الضامنة بمناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، معتبرة أن التصريحات التركية عن عمل عسكري تهدف إلى “تسخين الأجواء”، وأنها لا تتوقع عملية عسكرية تركية قريبًا.

وأشارت “قسد” إلى أن قواتها “تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة” لمناطق شمال شرقي سوريا، وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة. في إشارة منها إلى القوات المتحالفة مع “قسد”، لكن “المرصد العربي في تل أبيض” رصد حشودًا عسكرية لقسد واستنفارًا لقواتها، كذلك يعمل تنظيم “قسد” منذ 7 مايو بإحصاء سكاني في مناطق سيطرته تحت مسمى “الإحصاء السكاني”.

المعارضة السورية المسلحة

فصائل المعارضة السورية التي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المقاتلين رفعت الجاهزية، خاصة على خطوط التماس مع “قسد” في كل من ريف حلب، وتحديداً عند محاور أعزاز بالقرب من مدينة تل رفعت المسيطر عليها من قبل “قسد”، وفي مدينة الباب المحاذية لمناطق سيطرة النظام في ريف حلب، وكذلك على تخوم مدينة منبج وتل نمر وعين العرب ومناطق أخرى شمال سوريا.

وتقول قوات المعارضة السورية المسلحة إن القوات الروسية انسحبت من مواقع رئيسة بما في ذلك إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية السورية. الميليشيات المدعومة من إيران تنتشر في تلك المناطق، لكن التقارير التركية تقول أيضًا إن هذا “فتح الطريق” كما دخل رتل عسكري أمريكي قاعدة عسكرية تركية في أعزاز في ريف حلب الشمالي لمناقشة التطورات في سوريا مع قادة عسكريين أتراك.

عمليات عسكرية سابقة ضد قسد

المحلل العسكري، العقيد عبدالباسط الطويل، قال إن هدف العملية هو مدينة منبج وعين عيسى وعين العرب، مستبعدًا أن تطال مناطق في ريف الحسكة، كالدرباسية والمالكية والقامشلي لأنها مناطق مفتوحة على الحدود مع جبال قنديل، وتعدّ مركز ثقل حزب العمال والميليشيات التابعة له، ناهيك عن وجود حضور كبير للقوات الأمريكية فيها، كذلك استبعد أن تشمل هذه المرحلة تل رفعت.

وفي 20 يناير عام 2018، أطلقت أنقرة عملية “غصن الزيتون” العسكرية، وانتهت بسيطرة “الجيش الوطني” على مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وأطلقت، في 9 أكتوبر 2019، عملية “نبع السلام”، واستمرت حتى 25 نوفمبر، وفي مطلع أكتوبر 2021، لوّح أردوغان بعملية جديدة ضد “قسد”، مشددًا على التزام بلاده بعمل كل ما يلزم لمكافحة حزب العمال الكردستاني و”قسد”.

ربما يعجبك أيضا