وزير خارجية تركيا يزور تل أبيب ويلتقي نظيره الإسرائيلي.. ما الدلالات؟

ضياء غنيم
وزير الخارجية التركي ونظيره الإسرائيلي

أرجأ الجانب الإسرائيلي خطوة تبادل السفراء إلى المسار الحذر لتطبيع العلاقات الثنائية


التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، أمس الأربعاء 25 مايو 2022، في جولة شملت الضفة الغربية المحتلة.

هذه الزيارة هي الأولى من نوعها خلال 15 عامًا، وحملت رسائل سياسية ورمزية تجاه العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب من ناحية، وتجاه القضية الفلسطينية في سياق السياسة التركية من ناحية أخرى.. فما تلك الرسائل؟

الطاقة والتعاون الاقتصادي

تصدر ملف الطاقة التعاون الاقتصادي محادثات الجانبين التركي والإسرائيلي، فأنقرة تسعى لربط منظومة غاز شرق المتوسط بالسوق الأوروبية عبر أراضيها، بحسب صحيفة العرب. واتفق الجانبان على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة، واستئناف المحادثات بشأن اتفاقية جديدة لتسيير شركات الطيران الإسرائيلية لرحلاتها إلى تركيا، وتعزيز السياحة المتبادلة بين البلدين.

ورغم الخلافات وجائحة كورونا، واصلت العلاقات التجارية نموها في ضوء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين الموقعة 1996، كما تحتل إسرائيل المرتبة التاسعة ضمن أكبر أسواق الصادرات التركية، وارتفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار في 2021، مقارنة بنحو 6.2 مليار في 2020، حسب الجانب التركي.

تبادل السفراء يحتاج إلى الوقت

التوترات بين البلدين تصاعدت مع حادثة أسطول الحرية التركي في 2010، ووصلت إلى حد سحب السفراء منذ 2018، وفي الوقت نفسه أرجأ الجانب الإسرائيلي خطوة تبادل السفراء إلى المسار الحذر لتطبيع العلاقات الثنائية، بحسب موقع أكسيوس.

من جانبه، اعتبر جاويش أوغلو أن استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل سيسهم في حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأوكلت أنقرة وتل أبيب مهمة العودة الكاملة والتدريجية للعلاقات الدبلوماسية إلى لجنة مشتركة بقيادة المديرين العموميين لوزارتي الخارجية.

تسلسل الزيارة

تسلسل زيارة وزير الخارجية التركي التي بدأت من رام الله يوم أمس الأول الثلاثاء، بلقاء الرئيس محمود عباس ونظيره الفلسطيني رياض المالكي، يدلل على انتهازية الموقف التركي واستغلاله للقضية الفلسطينية.

وفي تصريحاته مع الجانب الفلسطيني اعتبر الوزير التركي أن مسار العلاقات مع إسرائيل منفصل تمامًا عن دعم القضية الفلسطينية، سب صحيفة العرب.

رسائل القدس

زار جاويش أوغلو  متحف «ياد فاشيم» في القدس الغربية لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست، ووضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري، قبل توجهه إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

وفيما لفت الوزير التركي إلى حساسية بلاده تجاه القدس والحرم القدسي الشريف، ذكر أن البلدين “اجتازا مرحلة مهمة بفضل العلاقات الجديدة” وذلك رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين في شهر رمضان. وقد عزز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجواء الثقة بتغيير الموقف التركي عبر تهنئة نظيره الإسرائيلي بما يسمى «يوم الاستقلال»، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

مساعٍ تركية حثيثة

بذلت أنقرة جهدًا ملحوظًا للتقارب مع تل أبيب، كان أبرزها استضافة أردوغان لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، في مارس 2022، عقب إعلان تركيا تفكيك خلية إيرانية استهدت رجل أعمال الإسرائيلي التركي يائير جيلر، في فبراير الماضي.

وبنهاية إبريل 2022 قررت الحكومة التركية طرد عناصر من حركة حماس الفلسطينية، ورهنت البقاء على أراضيها بوقف أي نشاط ضد إسرائيل بناءً على قائمة سلمتها الأخيرة للجانب التركي، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا