مناورة مقتدى الصدر الأخيرة تهدد مستقبل العراق.. ما القصة؟

ضياء غنيم
استقالة نواب التيار الصدري

لوح زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، باستقالة نواب التيار ما لم تتوافق المنظومة السياسية على تشكيل حكومة أغلبية، في مناورة قد تكون الأخيرة لمعالجة الانسداد السياسي في البلاد

تعويل زعيم التيار الصدري، على ثقله السياسي والميداني في العراق يهدد بتصاعد الأزمة السياسية أمام تعدد مبادرات الحل وفشل المعسكرين المتضادين في التوافق على رئيس الجمهورية الجديد، ومسار تشكيل الحكومة، وسط تحذيرات أممية ودولية.

الصدر يلوح باستقالة نوابه

في خطوة لتجاوز انسداد أفق تشكيل حكومة الأغلبية، طالب زعيم التيار الصدري، في خطاب تلفزيوني، يوم الخميس 9 يونيو 2022، نواب كتلته بإعداد استقالاتهم تمهيدًا لتقديمها إلى رئاسة مجلس النواب العراقي «في قابل الأيام»، بحسب “أي نيوز”.

خطاب الصدر قبيل انتهاء مهلته للإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة مقابل تحول تياره إلى المعارضة، وبعد نجاحه في تمرير قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، جاء لنقل الضغوط إلى خصومه وتحميلهم مسؤولية الفشل في تشكيل الحكومة، بينما يحتمي بخيار اللجوء إلى الشارع بدعم أنصاره، وفق صحيفة العرب. ويدخل مجلس النواب العراقي في عطلة تشريعية تستمر حتى يوليو المقبل،

المعارضة أو اللجوء للشارع

محاولات الصدر وحلفائه في «إنقاذ وطن» من جهة والإطار التنسيقي وتحالفه «الثبات الوطني» من جهة أخرى، لم تنجح في تفكيك أي من التحالفين المتضادين وامتلاك أغلبية الثلثين لتجاوز عقبة انتخاب رئيس العراق الجديد.

وتتخوف المنظومة السياسية من لجوء الصدر للمقاطعة واستقالة نواب التيار الصدري، وهي مناورة مضمونة النتائج لجأ إليها من قبل في مقاطعة الانتخابات الأخيرة قبل أن يعود للسباق مع تعهد القوى السياسية المختلفة في وثيقة سياسية باحترام نزاهة العملية الانتخابية ومخرجاتها، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

مبادرات الحل.. فشل متواصل

منذ انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد، في يناير 2022، قدمت القوى السياسية على اختلاف توجهاتها مبادرات لحل الانسداد السياسي الحالي الذي أفرزته الانتخابات، تماهى بعضها مع مطالب الإطار التنسيقي في تشكيل حكومة توافقية تجمع كل الأطراف.

مبادرات الصدر لتشكيل حكومة أغلبية وطنية كذلك باءت بالفشل سواء عبر تحالفه «إنقاذ وطن» مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة السني، أو من خلال قوى الإطار وباقي القوى السياسية عدا الكتلة الصدرية، وفق صحيفة الشرق الأوسط.

مبادرة برزاني غير الواضحة

مصادر كردية، رجحت تقدم زعيم الحزب الديمقراطي، مسعود بارزاني، بمبادرة جديدة لحل الانسداد السياسي، في غضون أيام، في وقت تشهد العلاقة بين إربيل وبغداد تأزمًا بسبب الخلاف على إيرادات نفط وغاز الإقليم والهجمات الصاروخية المتكررة على عاصمة الإقليم الكردي دون رد رادع من الحكومة المركزية.

بنود المبادرة لا تزال غير واضحة، إلا أنها، حسب قناة الغد، هدفها تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية الشيعية والتوافق على شخص رئيس الوزراء المقبل، سيرًا على نهج «الديمقراطي» في تحقيق التوافق الكردي، وإن تمسك بمرشحه لرئاسة الجمهورية، بمواجهة الرئيس الحالي، برهم صالح.

الأمم المتحدة تبحث توحيد البيت الكردي

دعا ذلك الوضع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جنين بلا سخارت لتبني خيار دعم الحوار الكردي الكردي للاتفاق على الاستحقاق الانتخابي لبرلمان إقليم كردستان، ونجحت في تأسيس سكرتارية مشتركة بين القوى الكردية ورئاسة الإقليم من جهة وممثلية الأمم المتحدة في العراق، حسب موقع قناة روداوو الكردية.

ويتوقع محللون عراقيون أن تساهم جهود بلا سخارت في توحيد البيت الكردي والتوافق حول مرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، بعدما وجهت المسؤولة الأممية سهام النقد اللاذع للمنظومة السياسية برمتها من منبر مجلس الأمن الشهر الماضي، محذرةً من نفاذ صبر المجتمع الدولي وتفاقم غضب الشارع العراقي.

حل البرلمان.. الخيار الأصعب

الأصوات التي تنادي بحل مجلس النواب تتصاعد كحل أخير للأزمة الراهنة، لكن تستبعد القوى السياسية اللجوء إليه والاتجاه لانتخابات مبكرة، لما يعنيه من استمرار حكومة الكاظمي المؤقتة لفترة قد تمتد إلى عامين حسب مراقبين.

وفي حال لم تنجح مناورة الصدر في تشكيل حكومة أغلبية، فإن خيار الحكومة التوافقية قد يكون أقرب إلى الواقع من خيار حل مجلس النواب.

ربما يعجبك أيضا