معادلة صفرية.. هل تنزلق إيران وتركيا إلى صراع مباشر؟

ضياء غنيم
إيران وتركيا في مواجهة محتملة بالعراق

المواجهة بين إيران وتركيا تركت أثرها في تصعيد الحرس الثوري تجاه قادة إقليم كردستان


التحركات العسكرية في شمال العراق وسوريا، ترجح انزلاق إيران وتركيا إلى صراع مباشر، على الرغم من العلاقات المستقرة نسبيًّا بين البلدين الجارين.

وتسببت الخريطة المعقدة لتحالفات الجانبين في شمال العراق والمصالح الجيوسياسية المتعارضة في ارتفاع منسوب الخلافات، وقادت لإرجاء زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى أنقرة التي كانت مبرمجة الأسبوع الماضي، فهل

تحالفات ومصالح متعارضة في العراق

يعمل الجانب التركي بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان العراق اقتصاديًّا وأمنيًّا، ويعتزم الطرفان بناء أنبوب يمد أنقرة بغاز الإقليم وصولًا للأسواق الأوروبية بعيدًا عن سلطة الحكومة المركزية، وكذلك تؤيد تركيا نفوذ الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم على منطقة سنجار، لتقويض تحركات خصميهما حزب العمال الكردستاني وحلفائه في المكون الأيزيدي، حسب مجلة ذي ناشونال إنترست.

وعلى الجانب الآخر، تربط إيران وميليشياتها في الحشد الشعبي علاقات وطيدة بحزب العمال تعود إلى اتفاق غير معلن في 17 أكتوبر 2016، يقضي بتسليح عناصر الحزب لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي آنذاك، مقابل فتح خطوط اتصال مع الحرس الثوري وانخراط الحزب في تأمين طريق إيران البري إلى البحر المتوسط، حسب ما ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تقرير نشر 5 يوليو 2017.

سنجار في قلب التصعيد

الحرب ضد تنظيم داعش ساهمت في تغيير خريطة التوازنات بالمنطقة الحدودية الاستراتيجية بين العراق وسوريا وتركيا، فمع تراجع قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي عن سنجار، دخلت عناصر حزب العمال وكونت مجموعة من سكان المدينة هي وحدات حماية سنجار، ونقل الحزب مقره من جبل قنديل على الحدود الإيرانية العراقية إلى جبل سنجار.

وفي 2019، انخرطت وحدات حماية سنجار “اليبشة” في هيئة الحشد الشعبي، ما أهلّها لتلقي مرتباتها من حكومة بغداد، وشجع ذلك الحزب والقوات المحلية الموالية له على تنفيذ هجمات ضد التواجد التركي “غير القانوني”، وصعّدت الفصائل الموالية لإيران لهجتها تجاه الاحتلال التركي شمال العراق.

«أحرار سنجار» عنوان جديد للمواجهة

برز مسمى حركة “أحرار سنجار” لأول مرة في 3 فبراير 2022 بتبنيها هجومًا على القاعدة التركية في زيلكان بقضاء بعشيقة في محافظة نينوى، وصولًا إلى الهجوم الأخير في 2 يونيو الحالي على ذات القاعدة. ونفذت نحو 6 هجمات على التواجد التركي في المنطقة بالطائرات المسيرة والصواريخ، كان آخرها مساء الخميس 9 يونيو الحالي.

وتظهر معلومات مجلس أمن إقليم كردستان بشأن نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على مواقع داخل الإقليم، وأخرى اكتشف دخولها كردستان، تظهر ارتباط الفصيل الأيزيدي بميليشيات “كتائب حزب الله” و”حركة النجباء” و”عصائب أهل الحق”، وتلقي عناصره تدريبًا على استخدام الصواريخ في معسكرات تتبع الحشد الشعبي، حسب معهد واشنطن.

الحزب الديمقراطي في مواجهة إيران

المواجهة بين إيران وتركيا تركت أثرها في تصعيد الحرس الثوري تجاه قادة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي، واستهدفت صواريخ الحرس الثوري منتصف مارس 2022، ما ادعى أنه مقرًا للموساد الإسرائيلي في إربيل ليتضح في ما بعد أن المقر المستهدف هو فيلا المدير التنفيذي لشركة كار النفطية الكردية، شيخ باز كريم البرزنجي، حسب موقع شفق نيوز.

وفي ديسمبر 2021 أبرمت الشركة المذكورة اتفاقًا مع الجانب التركي لمد خط غاز إلى مدينة دهوك القريبة من الحدود التركية، قبل أن تعلن إربيل رغبتها في توصيل الغاز المستخرج من أراضي الإقليم إلى السوق الأوروبية عبر تركيا، عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

بنية النفط والغاز في مرمى هجمات طهران

لم يكن الهجوم الإيراني آخر الاعتداءات في إقليم كردستان، واستهدف هجمات صاروخية متعددة البنية التحتية للنفط والغاز بالإقليم، خشية تهديد نفوذ إيران في السوق التركية التي تعد متنفسًا مهمًا لطهران في ضوء العقوبات، فضلًا عن تأثر فرصها المحتملة للسوق الأوروبية.

واتهم مجلس أمن إقليم كردستان رسميًّا كتائب حزب الله بالوقوف خلف الهجوم الأخير على طريق بيرمام في أربيل يوم الأربعاء 8 يونيو الذي يمر من خلاله موكب قادة الحزب الديمقراطي وحكام إقليم كردستان، وذلك انطلاقًا من معسكراتها في محافظة نينوى.

خطوط التوتر من جبال قنديل إلى تل رفعت

مجلة ذي ناشونال إنترست رجحت أن يتحول العراق إلى ساحة مواجهة بين تركيا وإيران، في ظل العمليات العسكرية التركية في شمال البلاد التي تهدف في مرحلتها الأولى لطرد حزب العمال والمجموعات الموالية له من سنجار، وقد تكون المرحلة الثانية والأخطر لعملية “المخلب-القفل” تجاه جبل قنديل على الحدود العراقية الإيرانية التي ستهدد الاستقرار الداخلي الإيراني الهش .

وتثير العملية التركية المزمعة في تل رفعت ومنبج مخاوف وسائل الإعلام الإيرانية بشأن الهدف النهائي منها، وتتهم أنقرة والمجموعات الموالية لها في “الجيش الوطني السوري” من اتخاذ العملية ذريعة للتوجه إلى محافظة حلب، في مواجهة تمركزات ميلشيات فاطميون وزينبيون وهاشميون في بلدتي الزهراء ونبل، حسب موقع المونيتور.

ربما يعجبك أيضا