كل ما تود معرفته عن مشروع «مستقبل مصر للإنتاج الزراعي»

افتتح الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، يوم السبت 21 مايو 2022، مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، الواقع على امتداد محور “روض الفرج – الضبعة الجديد”.

المشروع يعد قاطرة مصر الزراعية، ويهدف إلى مضاعفة الإنتاج وتوفير منتجات زراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة للمواطنين. ورافق السيسي خلال الافتتاح رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول محمد زكي، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

باكورة مشروع الدلتا الجديدة

يستهدف مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي استصلاح مليون و50 ألف فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة البالغة 2.2 مليون فدان، ويعد باكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء وتصدير الفائض، ويعد أحد أهم المشروعات القومية التي دشنتها مصر بهدف سد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.

وأجرى الرئيس السيسي جولة في المشروع، استمع خلالها لشرح حول حصاد صنف بطاطس “روزيتا” وإنتاجية البنجر، والآلات المستخدمة في الحصاد، والميكنة الحديثة التي تساعد على نقل المحصول في أقل زمن ممكن، دون أي هدر. وكذلك استمع لشرح حول حصاد محصول القمح الذي يقع على مساحة 75 فدانًا، ويتوقع إنتاج من 18 إلى 20 أردبًا.

4 مراحل للمشروع

مدير مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، بهاء الغنام، استعرض مراحل المشروع، موضحًا أنه يتكون من 4 مراحل، الأولى انتهت بالكامل بطاقة 34 ألف فدان، والثانية مقرر تسليمها في أكتوبر المقبل، والمرحلة الثالثة في يوليو 2023، والرابعة في 2024.

وأوضح الغنام أن المرحلتين الثالثة والرابعة فستكونان بقوة 700 ألف فدان، ليصل إجمالي الأراضي المستصلحة في المشروع إلى نحو مليون و50 ألف فدان.

تكلفة المشروع الاستثمارية

أوضح الغنام أنه منذ العام 2017، جرى استصلاح 200 ألف فدان، وبحلول العام 2023 سينتهي استصلاح 300 ألف فدان، وفي عام 2024 من المقرر استصلاح 400 ألف فدان لتخفيض حجم واردات مصر من القمح والذرة والفول الصويا بقيمة مليار دولار، إضافة إلى منطقة صناعية بدأ تنفيذها بتكلفة مليار جنيه، أي نحو 54.2 مليون دولار، مشيرًا إلى أن التكلفة الاستثمارية ورأس المال العام في المشروع ستبلغ 133 مليار جنيه، أي نحو 7.2 مليار دولار، في العام 2024.

ووفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، يستخدم مشروع مستقبل مصر أنظمة الزراعة الحديثة، منها أنظمة الري المحوري التي تتمتع بمرونة مع طبيعة الأرض المختلفة، إضافة إلى الري تحت السطحي والري بالتنقيط. وكذلك استخدام تقنية “المسح الرقمي” أحد العوامل المؤثرة في العملية الزراعية في أثناء التنفيذ ومرحلة الإنتاج، وتعتمد على مسح الأرض رقميًّا ورفع تضاريس الأرض والتحكم في اتجاه ومرور المياه، ما يعد عاملًا كبيرًا في توفير التكلفة، بحسب تصريحات الغنام.

إدارة الطاقة والمياه

في مجال التكنولوجيا والتحكم في إدارة الطاقة والمياه، فإن رؤية مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي يعكس حسن إدارة الطاقة والمياه، لأنهما من العناصر المهمة جدًا في التكلفة وتمثل من 25 إلى 30%، ونفذت مصر عدة محاور وطرق مثل محور روض الفرج ومحور الضبعة، ميزت المشروع وسهلت عمليات نقل المحاصيل والسلع في وقت قصير، ما يعد إضافة كبيرة للاقتصاد الزراعي.

ويتميز المشروع أيضًا بوجود إدارة للرقمنة وتحليل البيانات لتقييم أداء الموظفين وتحاشي السلبيات، فضلًا عن وجود قسم التنبؤ بالأزمات التي قد تواجه البلاد مثل ما حدث من جراء الحرب الروسية الأوكرانية. وتتواصل إدارة المشروع مع مراكز البحث وكليات الزراعة لتحقيق أفضل نتائج على أساس علمي سليم، بهدف مجابهة التوسعات الزراعية باستخدام الوسائل الحديثة.

تقليل فاتورة المحاصيل الاستراتيجية

وصلت واردات مصر الزراعية من المحاصيل الاستراتيجية إلى 8 مليارات دولار، وتسعى الدولة المصرية لزراعة أراض تقلل من هذه الفاتورة، الأمر الذي دفعها للتعاقد مع وزارة الزراعة لإنتاج 18 ألف فدان لأغراض الإكثار والتقاوي لتحقيق زراعة 600 ألف فدان قمح هذا العام، وبحلول العام 2023 سيضاف نحو مليون طن من القمح لمخزون مصر، وفقًا لمدير مشروع مستقبل مصر.

وأوضح الغنام أن مصر تستورد ذرة بنحو 2.5 مليار دولار سنويًّا تستخدم في الأعلاف أو السكريات الكحولية، مشيرًا إلى أن “مستقبل مصر” زرع ويستكمل زراعة نحو 40 ألف فدان في هذا الموسم تحقق 120 ألف طن، ومن المخطط في العام 2023 زراعة 70 ألف فدان لتحقيق 220 ألف طن من الذرة، ومن المخطط أيضًا في موسم 2024 زراعة 150 ألف فدان، لتحقيق 450 ألف طن.