الجارديان |الفلسطينيون لن يحتفلوا لرحيل نتنياهو

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

قد يكون سقوط رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتمي، لكن الفلسطينيين لن يحتفلوا بعد برحيله، ربما لأنه لا يمكن لحكومة الاحتلال الجديدة المقترحة أن تصمد إلا من خلال تجنب القضايا الأيديولوجية الساخنة، مثل ضم أو التنازل عن أراضي الضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.

الارتياح الحذر

ولا يزال الفلسطينيون في غزة يتعاملون مع الانهيار بعد الحرب التي دامت 11 يومًا بقيادة نتنياهو في الشهر الماضي، فيما شهدت الحرب الإسرائيلية ضد غزة تدمير الأبراج بالقنابل وسقوط قتلى وجرحى، لذلك يعتبر الفلسطينيون نتنياهو مجرم حرب.

ولا ينتظر الفلسطينيون في الأراضي المحتلة تغييرات كبيرة قد تحدث في الحكومات الإسرائيلية لأنها معقدة دائمًا، وتقديراتهم لاحتمال رحيل نتنياهو عن منصب رئيس وزراء إسرائيل، أقل من ذلك بقليل.

وأشارت صحيفة «الجارديان» البريطانية أنه لن يكون للفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة رأي في القرار، على الرغم من حقيقة أن السياسة الإسرائيلية لها عواقب بعيدة المدى في تحديد كيفية تشكيل الحياة الفلسطينية.

وفي أعقاب الإعلان عن تشكيل حكومة ائتلافية محتملة من شأنها أن تنهي 12 عامًا من الحكم المستمر لبنيامين نتنياهو ، كانت ردود الفعل من غزة إلى الضفة الغربية متضاربة لا محالة.

وأكد تقرير «الجارديان»، أن النظرة المتشائمة للكثير من الفلسطينيين بعد رحيل نتنياهو، ننتيجة الاستمرار في بناء مستوطنات يهودية جديدة واضطهاد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ففي علاقة المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال ، بغض النظر عن هوية رئيس الحكومة، لا يوجد فرق حقيقي في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

ويعيش سكان غزة حصارا كبيرا فرضته حكومات الاحتلال المتعاقبة، كذلك يعيش سكان رام الله بالضفة الغربية وسط اضطهاد وجرائم فصل عنصري، وتمتزج مشاعر الفلسطينيين بين الارتياح بشأن الرحيل المتوقع لنتنياهو مع الإحساس بأن الأمور لن تتغير بشكل جوهري.

هزيمة المقاومة للاحتلال

ونوه جمال الخطيب، الأستاذ في جامعة القدس برام الله خلال تصريحات للصحيفة البريطانية، إلى وجهات النظر القومية اليمينية المتشددة لنفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأول المقترح في حكومة الاحتلال الجديدة، وأضاف: «لقد انتقلت الحكومة من اليمين المتطرف إلى اليمين المتطرف، التناوب المخطط للتحالف، لكن هناك فرح بخروج نتنياهو من الحكومة ، وهذا ما يعتبره الفلسطينيون جزءا من الانتصار الذي حققته المقاومة للاحتلال».

واعتبر الخطيب أن الوحدة الفلسطينية تستطيع تغيير السياسة الإسرائيلية، نحن لا نعتمد على الحكومات الإسرائيلية، لأن التاريخ أثبت أنها لا تتغير سياستها.

وأفشل تنوع القوى السياسية مكائد نتنياهو التي حالت دون حصوله على تأييد شخصيات رئيسية من بين مجموعة من الأحزاب الصهيونية المتطرفة التي كان يحتاجها لدعم رئاسته الخامسة للوزراء.

جرائم نتنياهو

بعد أوسلو، نظم نتنياهو لوبى لحشد المعارضة داخل الكونجرس الأمريكى لاتفاقيات السلام، ومثلت هذه المرة الأولى التى يقوم فيها لوبى إسرائيلى داخل الولايات المتحدة بمعارضة الحكومة الأمريكية.. كان يجب اتهامه بالخيانة.

داخل إسرائيل، خلال نفس الفترة، قام بالتنظيم مع أرييل شارون وآخرون حملة تشهير ضد رئيس الوزراء السابق إسحق رابيين، كانت الحملة شديدة العنف مما دفع الكثير من الإسرائيليين، من ضمنهم زوجة رابيين، بتحميل نتنياهو مسئولية اغتيال رابيين.. كان يجب اتهامه بالتحريض.

في عام 1996، تم انتخابه رئيسا على خلفية عزمه على إنهاء عملية السلام.. وفعل كل ما فى وسعه لإبطاء، وتشويه، وتخريب عملية أوسلو للسلام، حتى الاتفاق الذى قام بتوقيعه مع الفلسطينيين في واي ريفر عرقلت عملية السلام، ومع حلول نهاية فترة ولايته الأولى، كانت عملية السلام داخل غرفة الإنعاش.. كان يجب اتهامه بتدمير عملية السلام وتعريض حياة الملايين للخطر.

خلال فترة ولاياته الثلاث الأخيرة، حرض على العنف والكراهية ضد الفلسطينيين سواء كانوا مواطنين فى إسرائيل أو من يعيشون تحت الاحتلال، هذا أدى إلى تأجيج الحركات الاستيطانية المتطرفة والتى نتج عنها أعمال عنف يومية وتدميرا للممتلكات والقتل، كما شجع الجنود فى الجيش الإسرائيلى على قتل الفلسطينيين العزل ودعمهم عندما وجهت التهم لهم. وبالإضافة إلى ذلك، وكما فعل مع رابيين، فقد اتهم زورا خصومه الإسرائيليين بالتقرب من العرب واتهم المواطنين الفلسطينيين فى إسرائيل بأنهم أعداء للدولة، كان يجب أن يتهم بجرائم الكراهية.

خلال فترة وجوده في منصبه: قام بتوسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المنهوبة وهدم الممتلكات الفلسطينية، وأشرف على عدد من الهجمات المدمرة على غزة والتي أسفرت عن مذبحة عشوائية لآلاف المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية لغزة؛ فرض حصار قاسٍ ومستمر على سكان غزة كعقاب جماعي، تم فيه حظر دخول الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى لفترات طويلة من الزمن أو وضع إجراءات مشددة على دخولها ــ مما أسفر عن وفاة ملايين من الأبرياء ومرضهم وإفقارهم، كان ينبغي أن يتهم بارتكاب جرائم حرب

ويعرف نتنياهو أن محاولاته للبقاء في السلطة قد تقرر ما إذا كان سيحكم عليه بالسجن أم لا بسبب تهم الفساد وجرائم الحرب التي تلاحقه، لكن بافتراض أنه خرج من السلطة بحلول منتصف يونيو/حزيران، فلن يرقص الفلسطينيون في الشوارع.

ربما يعجبك أيضا