إيران تضع الكرة في ملعب الأمريكان وتطالب بالرفع الكامل للعقوبات

يوسف بنده
محادثات فيينا

رؤية – بنده يوسف

لا تزال إيران تحاول إبعاد الكرة عن ملعبها؛ حتى لا تبدو في موقف حرج أمام العالم؛ فهي مازالت تماطل في العودة إلى طاولة المفاوضات النووية في فيينا، وما زالت تضع المطالب التعجيزية من أجل رفع سقف مطالبها في هذه المفاوضات.

ويُنتظر من الجولة السّابعة من محادثات فيينا-وهي أوّل جولة بعد وصول إبراهيم رئيسي إلى رئاسة الجمهورية الإيرانية في يونيو/حزيرن 2021- أن تكون اختبارا للحكومة الإيرانية الجديدة المحافظة، ولا سيما لوزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، مساعد وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقد أثبتت الجولات الست الماضية من محادثات فيينا أن الأمريكيين لن یرفعوا العقوبات الكاملة ولن یقدموا ضماناً للتنفيذ المشرف والعادل للاتفاق النووي ولعدم انتهاكه مجدداً أو الانسحاب الأحادي الجانب منه مرة أخری.

وحسب تقرير لموقع أورينت، فمن وجهة نظر الجانب الإيراني، فقد حاولت الأطراف الغربیة تحقيق هدفين خلال هذه الجولات هما أولاً، ضمان رقابة طويلة الأمد (إن لم نقل دائمة) على برنامج إيران النووي (حتى بعد انتهاء تاريخ صلاحیة الاتفاق)، وثانيًا، الحصول على ضمانة من الجمهورية الإسلامية لإجراء محادثات إقليمية في الشرق الأوسط، بهدف تقليل التوتر والقیام بإجراءات لبناء الثقة. إلا أن إيران رفضت كلا البندين رفضاً قاطعاً.

يعيب الجانب الإيراني كذلك على الولايات المتحدة أنها لم ترفع الخمسمائة عقوبة على الأفراد والكيانات القانونية والمؤسسات الإيرانية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب، کما رفضت إلغاء “قانون كاتسا”2. ولم تبد واشنطن استعداداً لتقدیم أي ضمانة لتشجيع قيام شركات دولية كبرى بالاستثمار الطویل الأمد في إیران، ما یؤدي إلی ابتعاد المستثمرین.

الرفع الكامل للعقوبات

في ظل انعدام الثقة بالولایات المتحدة، لن يظهر الوفد الإيراني الجديد أي مرونة في المفاوضات تحت إشراف وتوجيهات القائد والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وبالنسبة له، لن يكون هناك اتفاق إلا إذا کان شاملاً، حتى إذا تطلب الأمر العودة إلی نقطة الصفر في المفاوضات.

وقد قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الثلاثاء الماضي، إن طهران تؤيد إجراء مفاوضات حول الملف النووي بما يفضي إلى رفع “كل العقوبات” التي جرى فرضها على البلاد.

وقد استبعد رئيسي أن تشمل المفاوضات الصواريخ البالستية ودعم الميليشيات الإقليمية وهي من ضمن المواضيع الخلافية التي كانت تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إدراجها ضمن المحادثات أيضاً.

وقد عقدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أول اجتماع لها مع نظيرها الإيراني وحثت طهران على العودة سريعاً إلى مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي بهدف عودة جميع الأطراف للامتثال به وتخفيف التوتر بشأن برنامج إيران النووي، وفق متحدث باسم الحكومة البريطانية.

شروط تعجيزية

ويبدو أن شروط إيران مبالغ فيها وتعجيزية أمام الاطراف الغربية؛ فقد قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، قاسم محبعلي، في مقابلة مع صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، إن بعض المسؤولين الإيرانيين يضعون شروطا عجيبة لإحياء الاتفاق النووي، مشددا على ضرورة العمل على رفع العقوبات النووية فقط، وبدء مفاوضات جديدة في الملفات الأخرى.

وأضاف أنه وبدون رفع العقوبات لا يمكن لإيران أن تسير نحو التنمية والازدهار، وأن طهران ستشهد تراجعا مستمرا عن دول الجوار من حيث التنمية والتطور الاقتصادي.

وأشار محبعلي إلى الدور الروسي في المفاوضات النووية، موضحا أن الروس قد بدأوا بلعبة معقدة مع الجانب الإيراني والجانب الأميركي والأوروبي، ونوه إلى أن الروس في الوقت الراهن يلعبون دورا أكثر من إيران في مسار المفاوضات، وإنهم يحاولون العمل على تقدم المفاوضات وفق مصالحهم.

ويبدو أن طهران تسعى إلى اتفاق جديد مع الغرب؛ إذا ما عجزت عن رفع العقوبات.

ربما يعجبك أيضا