تبادل الرسائل بين إسرائيل و«حزب الله» ينذر بتصعيد محتمل

تتواصل الرسائل المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” بشأن حقل كاريش المتنازع عليه، في توتر محفوف بمخاطر تصعيد المواجهة بين الطرفين.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في عددها يوم أمس الأربعاء 20 يوليو 2022، تهديده بمنع دولة الاحتلال من استخراج الغاز من حقول البحر المتوسط، إذا لم يحصل لبنان على حقوقه، مستندًا إلى الحاجة الأوروبية إلى غاز شرق المتوسط.

«حزب الله» يهدد بالحرب

بدا الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله واثقًا بقدرته على فرض معادلة جديدة في الأزمة ونصها “لا استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي إذا لم يأخذ لبنان حقه”، ففي حين لوَّح بتصعيد محدود مشروط بالرد الإسرائيلي، استند إلى الحاجة الأوروبية الملحة لغاز شرق المتوسط في كبح جماح تصعيد غير محسوب للمواجهة مع إسرائيل.

ورأى نصر الله أن رسائل المسيرات كانت الدافع الأساسي لاستئناف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية وليس تعطيلها، مضيفًا “المقاومة في لبنان تمسك باللحظة التاريخية لإنقاذ لبنان”، حسب ما نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، أمس الأربعاء 20 يوليو 2022.

«حزب الله» وسياسة حافة الهاوية

يتخوَّف مراقبون وساسة لبنانيون من تحركات قادمة لحزب الله، في سياق تهديده بمنع إسرائيل من استخراج الغاز، تتمثل في إرسال مسيرات مفخخة هذه المرة، تنفجر بالقرب من المنصات الإسرائيلية في حقل كاريش وما بعده، خاصة إذا جاء الرد الخطي من إسرائيل إلى لبنان، عبر المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين سلبيًّا.

وعلى الحدود الجنوبية في الناقورة فتح وزير الأشغال علي حمية، المحسوب على الحزب، نقطة نزاع جديدة مع إسرائيل، بعدما طالب يوم السبت باستعادة “نفق الناقورة المحتل” الذي شيدته سلطة الانتداب البريطاني عام 1944، لربط لبنان وفلسطين عبر خط سكك حديدية، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

لابيد يحلق فوق كاريش

في زيارة غير معلنة، زار رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد ووزير الدفاع بيني جانتس، الحدود مع لبنان وحلّق فوق حقل كاريش البحري، يوم أول من أمس الثلاثاء 19 يوليو 2022، في رسالة واضحة بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تأخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد.

وقد قال يائير لابيد إن “عدوان حزب الله غير مقبول، ومن المحتم أن يقود المنطقة بكاملها إلى تصعيد غير ضروري”، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أهمية الحقل في تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، في خضم الحرب الروسية الأوكرانية ومخاوف قطع الغاز الروسي عن أوروبا.

خيارات لابيد الصعبة

المدى الزمني المقترح لإنهاء المفاوضات بحلول سبتمبر المقبل يبدو ضاغطًا على يائير لابيد، بحسب صحف إسرائيلية، نظرًا لصعوبة خيار الحرب، والتي وإن انتصر فيها ميدانيًّا، ستعزز من فرص معسكر اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست مطلع نوفمبر المقبل، وقد ينزلق في تلك المعركة بدوافع انتخابية لأعضاء تحالفه.

ويشير موقع أكسيوس إلى أن لابيد شدد لهوكشتاين على رغبته في التوصل إلى اتفاق مع لبنان في أسرع وقت، على هامش زيارة الرئيس الأمريكي منتصف يوليو الحالي، ولكن لم يتسرب عن اللقاء، الرسالة الإسرائيلية المنتظرة في لبنان، ما يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق بحلول سبتمبر.