العجز التجاري الأمريكي.. لماذا سجل رقمًا قياسيًا في 2021؟

ولاء عدلان

وزارة التجارة الأمريكية: واردات البلاد من السلع والخدمات ارتفعت 20.5% في 2021 إلى 3.39 تريليون دولار، فيما ارتفعت الصادرات بـ 18.5% إلى 2.53 تريليون دولار


ولاء عدلان

أفادت وزارة التجارة الأمريكية في الثامن من فبراير 2022، بأن العجز السنوي في الميزان التجاري للبلاد قفز بنسبة 27% خلال عام 2021.

وأوضحت أن العجز التجاري سجل في 2021 أعلى مستوياته على الإطلاق عند 859.1 مليار دولار، وسط توسع في واردات السلع الاستهلاكية على خلفية تراجع الإنفاق على الخدمات بسبب جائحة فيروس كورونا.. فما دلالات هذه القفزة في العجز التجاري الأمريكي؟

نمو الواردات يطغى على انتعاش الصادرات

قالت وزارة التجارة الأمريكية في بيان نشرته “رويترز” إن العجز التجاري في السلع والخدمات ارتفع في ديسمبر الماضي 1.8% إلى 80.7 مليار دولار، ليسجل خلال 2021 بأكمله 859.1 مليار دولار مقارنة مع عجز بلغ 676.7 مليار دولار في 2020، موضحة أن الواردات ارتفعت 20.5% في 2021 إلى 3.39 تريليون دولار، فيما ارتفعت الصادرات بـ 18.5% إلى 2.53 تريليون دولار.

وأوضحت الوزارة أن صادرات السلع ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة 23.3٪ إلى مستوى قياسي بلغ 1.8 تريليون دولار، وأن الولايات المتحدة سجلت صادرات قياسية إلى 57 دولة بقيادة المكسيك التي استحوذت على صادرات بقيمة 276.5 مليار دولار، في المقابل سجلت واردات السلع أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2.9 تريليون دولار، لتطغى بذلك على حجم انتعاش الصادرات.

ما السبب وراء قفزة الواردات الأمريكية؟

تعكس هذه الأرقام استمرار تأثير الجائحة للعام الثاني على أكبر اقتصاد في العالم، وسط زيادة مدخرات الأسر بعد أن قدمت الحكومة نحو 6 تريليونات دولار لتحفيز الاقتصاد، مما عزز إنفاق المستهلكين على السلع الاستهلاكية وقدرة الشركات على إعادة بناء مخزوناتها المستنفدة بفعل أزمة سلاسل الإمدادات العالمية، ما رفع حجم الشحنات الواردة، بحسب ما ذكرته “رويترز“.

وقالت أستاذة الاقتصاد الزميلة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ماري لوفلي في تصريح نقله تقرير لـ”نيويورك تايمز” إن حزم التحفيز والإغاثة التي قدمتها إدارتي الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس جو بايدن ساعدت في الحفاظ على ميزانيات الأسرة الأمريكية في حالة صحية إلى حد ما خلال الوباء، ما عزز الإنفاق القوي للأسر، وبالتبعية ارتفعت شحنات السلع المستوردة.

وأضافت أن زيادة الفجوة بين الواردات والصادرات “العجز التجاري” خلال العام الماضي تعكس أيضا استمرار النمو الاقتصادي القوي للبلاد، ما مكّن الأمريكيين أثناء فترات الإغلاق من شراء الإلكترونيات والملابس والأدوية غيرها من المنتجات المستوردة، يشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 5.7 ٪ في 2021، مسجلا أقوى وتيرة نمو منذ 1984.

العجز الأمريكي مع الصين يواصل الارتفاع

قال تقرير “نيويورك تايمز” إن أرقام الواردات للعام 2021 تشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل اعتمادها بشدة على الصين ودول أخرى تتمتع بانخفاض تكلفة إنتاج مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية، موضحا أن الطلب على هذه السلع الأجنبية كان قويا خلال العام الماضي، وسط تباطؤ الطلب على الخدمات وتراجع فائضها التجاري بنسبة 5.6% إلى 231.5 مليار دولار.

وأوضح أن عجز تجارة السلع الأمريكية مع الصين ارتفع خلال العام الماضي 14.5٪ إلى 355.3 مليار دولار، وهو أكبر عجز منذ 2018 “418.2 مليار دولار”، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، وذلك نتيجة لارتفاع الواردات من الصين بـ16.5% إلى 506.4 مليار دولار مقابل صادرات أمريكية إليها بـ151.1 مليار دولار.

توقعات باستمرار اتساع العجز التجاري

كبير الاقتصاديين في شركة “ويلز فارجو” الأمريكية للخدمات المالية تيم كوينلان قال لـ”رويترز” إن حاجة الشركات الأمريكية لإعادة بناء مخزونها من السلع لتلبية الطلب المحلي القوي ستحافظ على قوة الواردات خلال العام الجاري، لكن في نهاية المطاف مع بدء تباطؤ الطلب المحلي واستمرار التعافي العالمي، نتوقع أن تصبح التجارة الأمريكية أكثر قوة خلال العام المقبل.

فيما توقع كبير الاقتصاديين في بنك “كوميريكا” الأمريكي بيل آدامز في تصريح لـ”رويترز” أن يتباطأ نمو الواردات خلال الأشهر المقبلة من 2022، مع إحراز الشركات تقدمًا في إعادة بناء المخزونات وتراجع ​​الإنفاق الاستهلاكي على السلع المعمرة، ما يعني انخفاض الطلب على المنتجات الاستهلاكية المستوردة تدريجيا.

1003x 1

ارتفاع العجز التجاري الأمريكي لأعلى مستوى على الإطلاق في 2021

ربما يعجبك أيضا