هل تصبح الأمطار نقمة على الاقتصاد العالمي؟

سارة كريم
امطار

كشفت دراسة علمية حديثة أن هناك علاقة قوية بين الاضطرابات المناخية وتراجع الأداء الاقتصادي ومعدلات النمو حول العالم.


نُشرت دراسة حديثة في مجلة “نيتشر” في منتصف يناير 2022 تفيد بأن النمو الاقتصادي ينخفض ​​عندما تزداد الأيام التي تسقط فيها الأمطار بغزارة، ما يخلق ضرورة اقتصادية للسيطرة على التغيرات المناخية.

قال أندرس ليفرمان، رئيس قسم أبحاث العلوم المعقدة في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، إن الاضطرابات المناخية تؤثر على “النمو الاقتصادي” وتتطلب استجابة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. نظر علماء معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، في بيانات من أكثر من 1500 منطقة بين عامي 1979 و2019، وقالوا خلال بيان رسمي إن التحليل يُشير إلى أن هطول الأمطار اليومية المكثفة بسبب تغير المناخ من حرق النفط والفحم سيضر بالاقتصاد العالمي.

التغيرات المناخية

قالت الدراسة، التي راجعها الأقران ليوني وينز، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: “تتباطأ الاقتصادات في جميع أنحاء العالم بسبب زيادة الأيام الممطرة وهطول الأمطار اليومية الشديدة، هذا الأمر يُمثل رؤية مهمة تُضيف إلى فهمنا المتزايد للتكاليف الحقيقية لتغير المناخ”.

أضافت الدراسة: “في حين أن المزيد من هطول الأمطار السنوي مفيد بشكل عام للاقتصادات، وخاصة الاقتصادات المعتمدة على الزراعة، فإن الإشكالية هنا أيضًا في كيف يتم توزيع الأمطار على مدار أيام العام”، وتبين أن هطول الأمطار اليومية المكثفة أمر سيئ، خاصة بالنسبة للدول الغنية والصناعية مثل الولايات المتحدة أو اليابان أو ألمانيا. وقد سلط المعهد الضوء على قطاعي الخدمات والتصنيع باعتبارهما أكبر المتضررين.

قمة المناخ كوب 26

في قمة المناخ “كوب 26” التي استمرت أسبوعين خلال عام 2021، في مدينة جلاسكو الاسكتلندية، وعد قادة أكثر من 100 دولة حول العالم، بينها فرنسا والولايات المتحدة والصين، بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي.

ذلك بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي. ويذكر معهد الموارد العالمية أن الغابات تمتص نحو 30% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض، وتوضح مبادرة “جلوبال فورست ووتش” المعنية برصد إزالة الغابات والتابعة لمعهد الموارد العالمية أن العالم فقد 258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في 2020.

تضرر مناجم ثاني أكبر شركة منتجة لخام الحديد بالعالم

أوقفت “فالي”، ثاني أكبر شركة منتجة لخام الحديد في العالم، بعض إنتاج المناجم بسبب هطول الأمطار الغزيرة في ولاية ميناس جيرايس خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى إغلاق الطرق السريعة. كما جاء في موقع بلومبرج.

قالت شركة التعدين البرازيلية العملاقة في بيان إنها أوقفت جزئيًا خدمة القطارات على خط سكة حديد “استرادا دي فيرو فيتوريا” في ميناس والإنتاج في أنظمتها الجنوبية الشرقية والجنوبية لضمان سلامة موظفيها ومجتمعاتها. فتمثل المناجم في المناطق 40% من إنتاج شركة “فالي” من مكونات صناعة الصلب خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر 2021.

جددت الشركة في بيانها أمس الإثنين، مستهدفات الإنتاج ما بين 320 و335 مليون طن من خام الحديد في عام 2022. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة عن انهيار أرضي في مشروع النحاس سالوبو الثالث” ، في ولاية بارا، بسبب الأمطار أيضاً.

الأمطار الغزيرة تضر بالقمح الأسترالي

هطول أمطار غزيرة في وقت غير مناسب في أستراليا، في أواخر نوفمبر الماضي، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، ففي الوقت الذي يستعد فيه المزارعون للتوجه إلى الحقول وجني حصاد وفير.

فتسببت الأمطار الغزيرة في تدمير المحاصيل في مناطق النمو الرئيسية في شرق البلاد، ما أدى إلى تعثر الآلات وتصاعد المخاطر الكبيرة بشأن تقلص الإنتاج ما قد يؤدي إلى تفاقم النقص العالمي في طحن القمح. قال أولي هوي، الرئيس التنفيذي لشركة “أيكون كوموديتيز”: “ليس هناك شك في أن الجميع يخفضون تصنيف القمح، لدرجة أننا سنحصل على قمح علف أكثر بمقدار 200% إلى 300% من العام العادي”. وتوقع أن تواجه ولاية نيو ساوث ويلز أكبر الخسائر في ظل تعرض حوالي 30-40% من إجمالي الإنتاج للخطر كونه علفًا حيوانيًا منخفض الجودة – مقارنة بحوالي 8% فقط في عام عادي.

ومع ذلك، فإن أستراليا في طريقها لإنتاج 37 مليون طن من القمح هذا الموسم، وفقاً لـ”أيكون”، فلم يتأثر الإنتاج من غرب أستراليا إلى حد كبير بالأمطار الغزيرة. وإذا بقيت الظروف على حالها خلال الموسم، فمن المحتمل أن يتم خفض تصنيف المحصول الوطني بنسبة 15% -20% فقط للتغذية، كما قال هوي، بحسب بلومبرج.

ربما يعجبك أيضا