رغم الأزمة.. صناعة الرقائق تسجل رقمًا تاريخيًا في 2021

ولاء عدلان

جمعية صناعة أشباه الموصلات الأمريكية: مبيعات الشركات المصنعة للرقائق قفزت في الربع الأخير من 2021 إلى 152.6 مليار دولار.


كشفت جمعية صناعة أشباه الموصلات الأمريكية “أس آي أيه” أن مبيعات صناعة أشباه الموصلات العالمية قفزت خلال العام الماضي بنسبة 26.2% على أساس سنوي.

الجمعية قالت في تقريرها للعام 2021، إن مبيعات الصناعة تجاوزت لأول مرة في تاريخها سقف النصف تريليون دولار، وأن الشركات المنتجة شحنت نحو 1.15 تريليون وحدة من أشباه الموصلات في 2021، لتبقى تساؤلات حول أسباب تسجيل مبيعات أشباه الموصلات هذا الرقم القياسي، وأكبر الرابحين من القفزة التاريخية.

مستويات غير مسبوقة

جمعية صناعة أشباه الموصلات، ذكرت أن مبيعات أشباه الموصلات العالمية ارتفعت خلال العام الماضي إلى 555.9 مليار دولار مقارنة بـ440.4 مليار دولار خلال 2020، وأن مبيعات الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات قفزت في الربع الأخير من 2021 وحده بنسبة 28.3% على أساس سنوي إلى 152.6 مليار دولار.

وقال المدير التنفيذي للجمعية جون نيوفر في 14 فبراير الجاري، إن شركات أشباه الموصلات عززت معدلات إنتاجها خلال 2021 إلى مستويات غير مسبوقة لتلبية الطلب المتزايد باستمرار وسط أزمة نقص الرقائق العالمية، ما أدى إلى مبيعات قياسية، مستشهدًا بقفز مبيعات رقائق الذاكرة التي تدخل في صناعة الأجهزة الإلكترونية بـ30.9% لتبلغ 153.8 مليار دولار.

Screen Shot 2022 02 11 at 2.49.00 PM

طفرة الصين.. خطوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي

ارتفعت مبيعات أشباه الموصلات في الصين خلال العام الماضي بنسبة 27.1% على أساس سنوي، لتصل إلى 192.5 مليار دولار، لتتجاوز الصين بذلك غيرها من الأسواق من حيث حجم المبيعات، وبحسب تقرير لـ”سي إن بي سي“، الصين تضع حاليا هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات على رأس أولوياتها الصناعية.

بالنسبة للأسواق الأخرى، سجلت المبيعات في الأمريكتين الشمالية والجنوبية أكبر زيادة سنوية خلال  2021 بنسبة 27.4%، وزادت المبيعات في أوروبا بـ27.3٪ وفي اليابان بـ19.8%، وفقًا لتقرير “أس آي أيه”.

صناعة الرقائق أولوية

ضربت أزمة الرقائق الإلكترونية خلال العامين الماضيين صناعات عدة حول العالم أبرزها السيارات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، في ظل أسباب أبرزها استمرار تداعيات جائحة كورونا على سلاسل الإمدادات العالمية ونفاد مخزون أشباه الموصلات نتيجة ارتفاع الطلب العالمي، وأمام هذا أصبحت الشركات المنتجة للرقائق غير قادرة على تلبية الطلب، بحسب “سي إن بي سي”.

وأضافت “سي إن بي سي”: “أدى ذلك إلى قيام الحكومات في جميع أنحاء العالم بالتدافع للاستثمار في قطاع أشباه الموصلات باعتباره أولوية للصناعة الوطنية، فعلى سبيل المثال خصصت الإدارة الأمريكية العام الماضي 50 مليار دولار لتصنيع أشباه الموصلات، وأعلن الاتحاد الأوروبي هذا العام عن خطة لزيادة إنتاجه من الرقائق بأربعة أضعاف باستثمارات تقدر بـ15 مليار يورو (17.11 مليار دولار)”.

أكبر الرابحين

أفادت مؤسسة “جارتنر” الأمريكية للأبحاث في مسح نشرته مجلة “فورتشن” الدولية خلال يناير الماضي، بأن شركة “سامسونج” الكورية الجنوبية جاءت في المرتبة الأولى كأكبر بائع لأشباه الموصلات خلال 2021، لتنتزع عرش المبيعات من “إنتل” الأمريكية، بإيرادات بلغت  75.9 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 31.6%، وبلغت إيرادات “إنتل” 73 مليار دولار “+0.5%”.

وجاءت أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، وهي شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات “تي إس إم سي” في المرتبة الثالثة بمبيعات بلغت 57.45 مليار دولار، بحسب “فورتشن”.

توقعات باستمرار الطلب القوي

المدير التنفيذي لجميعة صناعة أشباه الموصلات توقع أن يستمر الطلب على أشباه الموصلات في الارتفاع بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، مع دمج الرقائق أكثر في التقنيات الأساسية للحاضر والمستقبل.

وتوقع رئيس “تي إس إم سي” التايوانية مارك ليو في يناير الماضي، أيضًا استمرار نمو صناعة أشباه الموصلات مدفوعة بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس بشكل أوسع عالميًا، فيما توقعت مجموعة “مورنينجستار” الأمريكية للاستشارات تحول سوق الرقائق من أزمة في المعروض إلى مرحلة التخمة بحلول 2024.

ربما يعجبك أيضا