ماذا وراء كنز الليثيوم في منطفة إيفرست؟

سارة كريم

احتواء الصخور الصلبة على ثالث أكبر منجم من نوعه في الصين على بُعد نحو 3 كيلومترات من قمة تشانغجياجانج بمنطقة أعلى جبل في العالم.


وصَفَ علماء الجيولوجيا الصينيون في نشرة علمية رسمية متخصصة في الصين اكتشاف الليثيوم في منطقة جبل إيفرست بأنه “هائل”. وذلك كما نُشر في اقتصاد الشرق في بلومبرج.

وكشف الموقع الإلكتروني الإخباري الذي تدعمه الأكاديمية الصينية للعلوم “ساينس نت”، عن احتواء الصخور الصلبة على ثالث أكبر منجم من نوعه في الصين، وذلك على بُعد نحو 3 كيلو مترات من قمة تشانججياجانج في منطقة أعلى جبل على مستوى العالم.

مرحلة مبكرة

يوجد كثير من الاكتشافات المعدنية العالمية التي تبدو واعدة، لكنها في النهاية لا تكون قابلة للاستغلال. وحسب تقديرات علماء الجيولوجيا في الأكاديمية الصينية للعلوم، قد تحتوي رواسب الخام فوق هضبة تشينجهاي في التبت على نحو 1.0125 مليون طن من أكسيد الليثيوم. ولا يزال المشروع في المرحلة الأولى من بين 4 مراحل، فتمثل المرحلة النهائية الاستكشاف الكامل وتكوين خطة مفصلة بالمناجم، حسب التقرير.

وقال الخبراء إن موقع المنجم المحتمل بعيد عن المحمية الطبيعية الأساسية لجبل إيفرست، ويتمتع بطرق نقل مناسبة. ويأتي اهتمام وسائل الإعلام بهذا الاكتشاف المعدني بالتزامن مع ارتفاع أسعار الليثيوم وسط نقص الإمدادات، لأن أسعار كربونات الليثيوم في الصين قد ارتفعت بأكثر من 400% العام الماضي، وسجلت ارتفاعًا بنحو 50% منذ بداية عام 2022 الحالي.

ارتفاع المبيعات رغم ارتفاع الأسعار

ارتفعت أسعار كربونات الليثيوم الصينية، التي تتتبعها شركة آسيان ميتال، إلى مستوى قياسي جديد، فقد أظهرت بيانات تسجيل السيارات الكهربائية قفزة بنسبة 35% في ديسمبر الماضي على أساس شهري. فجرى تسجيل نحو 400 ألف سيارة كهربائية خلال الشهر، وفقًا لمركز الصين لتكنولوجيا وبحوث السيارات. وكان نصيب “تسلا” نحو 18% من إجمالي تلك السيارات. واصلت أسعار الليثيوم صعودها في الصين مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية التي زادت خمسة أضعاف العام الماضي. وقدمت أرقام المبيعات أحدث دليل على أن ثورة السيارات الكهربائية بدأت بكامل قوتها الآن.

وهذا ما أدى لمكاسب كبيرة في أسهم شركات صناعة السيارات وشركات التعدين. ووفق شركة “جانجينج ليثيوم”. فقد وقعت صفقة توريد طويلة الأجل مع “تسلا” في نوفمبر الماضي، وذكرت أن أرباحها لعام 2021 الماضي سترتفع بما يصل إلى 437%، مدفوعة بالتطور السريع” لصناعة السيارات الكهربائية. لكن مع ارتفاع أسعار الليثيوم لمستويات قياسية تجاوزت سابقتها، يكمن خطر متزايد من أن تضخُّم أسعار المواد الخام قد يتسبب في عرقلة الصناعة المزدهرة. وتتوقع “بلومبرج إن إي إف” ارتفاعًا بنسبة 2% في أسعار مجموعات البطاريات هذا العام، ما قد يؤخر وصول السيارات الكهربائية لنقطة تعادل التكلفة مع السيارات التقليدية.

الإمدادات المضطربة في المدى القريب

تواجه إمدادات المادة الأساسية في البطاريات سلسلة من المخاطر على المدى القريب، والتي تهدد بنقص أعمق في الوقت الذي يتسارع فيه الطلب مع تزايد تبني المركبات الكهربائية عالميًّا. تعاني السوق من قلة المعروض فعليًّا من كل شيء بدءًا من صيانة المصانع والقيود المرتبطة بالألعاب الأوليمبية الشتوية في الصين، إلى نقص العمالة نتيجة الوباء في أستراليا، ما يزيد الضغط على مصنعي السيارات الكهربائية بعد عام شهد تضاعف أسعار الليثيوم العالمية أربعة أضعاف تقريبًا، وارتفعت كربونات الليثيوم في الصين بنسبة 3% بالفعل العام الحالي، مسجلة رقمًا قياسيًّا جديدًا.

وفي الصين تخضع سلسلة من مصانع الليثيوم للصيانة الدورية، في حين يواجه بعض المنتجين في المقاطعات الشمالية مثل “شاندونج وخبي” قيودًا لمكافحة التلوث مع اقتراب دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، وفقًا لسوق شنجهاي للمعادن. وكان من المقرر أن تبدأ الدورة في أوائل فبراير. ولا يمثل وصول متحور أوميكرون إلى الصين سوى زيادة المخاطر. وقد أثرت التحديات المتعلقة بالفيروس على شركات التعدين في غرب أستراليا، على سبيل المثال، مع نقص العمالة الناجم عن القيود المفروضة على حدود الدولة.

ربما يعجبك أيضا