الغاز والذهب.. القطاعات والدول المستفيدة من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا

أحمد السيد

حال اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، سيكون هناك عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، وربما يحدث تضخم، خاصة بعد ارتفاع أسعار القمح والذهب والنفط والغاز حاليا، ورغم استفادة بعض الدول من الأزمة، سيكون هناك عواقب صعبة على الجميع


تعد روسيا دولة محورية في توريد عدد من السلع الأساسية في العالم مثل الغاز والنفط والحبوب، ومع حدوث أزمة بين روسيا وأوكرانيا التي تصدر الحبوب واللحوم بكميات كبيرة أيضا لدول العالم، فإن ذلك من شأنه أن يحدث موجة تضخم عالمية، بحسب تصريحات الخبيرة الاقتصادية، سمر عادل، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء مع “شبكة رؤية الإخبارية”.

أسعار الوقود

خطوط نقل النفط

ترى الخبيرة الاقتصادية أن أسعار الوقود ستكون من القطاعات المرتفعة بشدة، بسبب نقص الإمدادات عبر روسيا وهي من أهم موردي الغاز لأوروبا، ومع هذه الأزمة ستتجه العديد من الدول الأوروبية للبحث عن بدائل لاستيراد الغاز.

تشير عادل، إلى أن الدول التي تستورد الحبوب واللحوم من أوكرانيا وروسيا، بدأت البحث عن بدائل أيضا، وسيكون هناك توجها نحو إفريقيا للحصول على هذه الاحتياجات الأساسية  للدول، وأيضا للاستثمار الزراعي والحيواني.

حصاد محصول القمح

توضح الخبيرة الاقتصادية، أنه على مستوى الدول، ستتجه الأسواق إلى حجز شحنات قمح من رومانيا وهي من كبار منتجي القمح عالميا، وسيتم التوجه أيضا لأسواق فرنسا والدول أمريكا الجنوبية للحصول على هذه السلع، مما يعني تغيير للخريطة العالمية للاستيراد والتصدير والاستثمار.

توقعت عادل، أن يؤثر حدوث صراع أوكراني روسي، إلى موجة تضخم عالمية وارتفاع أسعار القمح والنفط والذهب والسلع الأساسية، وهو ما سيقود لموجة تضخم جديدة أبطالها روسيا وأوكرانيا بعد فيروس كورونا والأزمات الناجمة عن الجائحة.

استفادة قطر من الأزمة

مع مخاوف نقص إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر روسيا، فإن قطر تسعى للاستفادة من هذه التداعيات، وتوريد بعض الشحنات إلى دول القارة العجوز، بحسب تقرير لفرانس 24، نشر في الـ29 من يناير الماضي 2022، لكنه ذكر أن قطر المرتبطة بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.

يضيف التقرير، أن قطر لا تملك أي طاقة فائضة لتوريد غاز مسال طبيعي إضافي، وأنها ليست مثل السعودية التي تحتفظ بفائض كبير من النفط، لكنها قد تقوم بإعادة توجيه بعض الشحنات إلى أوروبا.

مشروع الغاز الجزائري

تدخل الجزائر على خط الاستفادة من الأزمة الروسية الأوكرانية، فحلف الناتو، يحاول إحياء مشروع لنقل الغاز من الجزائر إلى أوروبا، بحسب ما نشره روسيا اليوم، في الـ10 من فبراير الجاري 2022، معتمدا على تقارير دولية.

الغاز الطبيعي

وفق التقرير يستهدف التحالف خيار إعادة إحياء مشروع  Midcat، وهو ممر الغاز المتوسطي يهدف لتوصيل الغاز الجزائري إلى وسط أوروبا، عبر إنشاء خط جديد لإرسال الغاز الطبيعي والمسال الجزائري إلى وسط أوروبا، وذلك بعد معالجة الغاز بواسطة 8 مصانع لإعادة تحويل الغاز، تقع في إسبانيا والبرتغال.

مكاسب الذهب

على مستوى القطاعات الرابحة، كان الذهب من السلع التي ارتفعت لمستويات قياسية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وقفز لمستوى 1900 دولار للأوقية، بحسب ما نشرته العربية في الـ17 من فبراير الجاري، نظرا لأنه من أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ لها المستثمرين في أوقات الأزمات.

زياة إمدادت النفط من دول الخليج

مصنع تابع ل أراموكو السعودية

ستدخل الدول الأوروبية على خط محادثات ومفاوضات مع دول الخليج لتأمين احتياجات النفط المهددة بسبب أزمة روسيا وأوكرانيا، وكان أحدث هذه المحادثات ما كشفت النمسا بأنها ستعتمد على المنطقة العربية كشريك رئيسي في إمدادات الطاقة مستقبلًا، لتكون بديلًا لروسيا بسبب الأزمة الأوروبية الروسية الراهنة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن تصريحات وزيرة الاقتصاد النمساوية مارجريت شرامبوك، في الـ14 من فبراير الجاري.

وفق الوزيرة، سيكون هناك حاجة إلى شراكات جديدة في مجال الطاقة، لذا فإنها أجرت محادثات مع الإمارات وسلطنة عمان في هذا الشأن، كما ستزور السعودية في مارس لبحث زيادة إمدادات النفط، معتبرة أن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يُنظر إليها على أنها “جرس إنذار” لإمدادات الطاقة في النمسا وأوروبا عامة.

ربما يعجبك أيضا