“إتش إس بي سي” يواجه تحقيقًا أمريكيًا بسبب “واتساب”.. ما القصة؟

ولاء عدلان

بنك "إتش إس بي سي": التحقيقات الأمريكية بشأن استخدام المصرفيين لتطبيقات المراسلة الشخصية في الاتصالات المهنية قد تمتد إلى بريطانيا.


يواجه بنك  HSBC “إتش إس بي سي” تحقيقًا من قبل المنظمين الأمريكيين بشأن إساءة استخدام موظفيه لمنصات التواصل الاجتماعي.

البنك قال في تقريره السنوي، أمس (الثلاثاء) 22 فبراير، إنه يتعاون مع أعضاء لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية في تحقيقها بشأن استخدام المصرفيين لتطبيق”واتساب” لإجراء اتصالات مهنية مع العملاء.

التحقيق جزء من حملة أوسع

الرئيس التنفيذي لبنك “إتش إس بي سي” نويل كوين، بين أن تحقيق لجنة تداول السلع الآجلة جزء من تحقيقات أوسع تجريها السلطات الأمريكية بشأن استخدام المصرفيين لحسابات التواصل الاجتماعي الشخصية بشكل غير قانوني لإجراء اتصالات مهنية ومناقشة سبل العمل، مضيفًا: “لا اعتقد أن التحقيق يستهدفنا وحدنا، بل يشمل جميع المؤسسات المالية”.

وأوضح كوين في تصريح لـ”بلومبرج“، أن سياسة البنك تقتضي عدم استخدام تطبيقات مثل “واتساب” لإرسال رسائل عمل حساسة، وأشار المدير المالي لبنك “إتش إس بي سي” إوين ستيفنسون إلى أن البنك الذي يعد واحدا من أكبر 5 بنوك في بريطانيا لديه بالفعل إجراءات ومتطلبات داخلية تتعلق باستخدام المنصات غير المصرفية لإجراء اتصالات مع العملاء.

غرامات سابقة

خلال ديسمبر الماضي، فرضت لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية “CFTC” ولجنة البورصات الأمريكية غرامة على بنك “جي بي مورجان” بـ200 مليون دولار، بعد أن وجدتا أن موظفيه وبعض كبار المسؤولين التنفيذيين أرسلوا رسائل متعلقة بالعمل باستخدام منصات مثل واتساب والبريد الإلكتروني الشخصي، ولم يحتفظ البنك بأي من المراسلات، وفق ما يقتضي القانون الأمريكي.

وفي عام 2017، فرضت هيئة السلوك المالي البريطانية “FCA” أول غرامة بسبب استخدام موظفي المصارف لتطبيق “واتساب” في التواصل المهني، والغرامة طالت مصرفي بأحد البنوك البريطانية وجاءت بقيمة تزيد عن 37 ألف جنيه إسترليني، هذا وفقا لـ”ذا تليجراف“.

الحملة تمتد إلى بريطانيا

قالت “ذا تليجراف” إن القطاع المصرفي لديه مخاوف حاليًا بشأن تحول الجهود الأمريكية للتدقيق في استخدام الأجهزة والتطبيقات الشخصية في مراسلات العمل إلى ما يشبه الحملة العالمية على مستوى القطاع المصرفي، ونقلت عن المدير المالي لبنك “إتش إس بي سي” أن التحقيقات الأمريكية بشأن استخدام المصرفيين لتطبيقات المراسلة الشخصية في الاتصالات المهنية قد تمتد إلى بريطانيا.

وأفادت بأن هيئة السلوك المالي البريطانية حذرت البنوك في يناير الماضي من ارتفاع مخاطر سوء السلوك خلال فترة العمل من المنزل التي تفرضها قيود جائحة كورونا، مثل استخدام المصرفيين لتطبيقات مراسلة غير خاضعة للرقابة كـ”واتساب” لمشاركة معلومات حساسة تتعلق بالعمل، وأن مثل هذا السلوك يعد خطيرًا وسيظل خاضعًا للتدقيق من طرفها خلال الفترة المقبلة.

بنوك تتحرك تحسبًا للحملة

في وقت سابق من الشهر الجاري، حذر “دويتشه بنك” الألماني موظفيه من حذف أي رسائل تتعلق بالعمل تمر عبر قنوات الاتصال الشخصية بما فيها تطبيق “واتساب”، لأن هذا الأمر يخالف سياسة البنك ويعد جريمة بموجب القانون الأمريكي، وفي نهاية العام الماضي طلب “كريدي سويس” السويسري من موظفيه الوصول إلى حساباتهم الشخصية المستخدمة في اتصالات العمل.

منذ أن أعلنت السلطات الأمريكية في ديسمبر 2021، بدء تحقيقاتها في كيفية تخزين المؤسسات المالية لمراسلات العمل تحديدا عند استخدام تطبيقات شخصية، اتجهت البنوك الكبرى إلى البحث عن وسائل لتخزين محادثات موظفيها “المهنية”، وأعلن “دويتشه بنك” في يناير أنه يسعى لتخزين رسائل واتساب المرسلة من هواتف العمل الخاصة بموظفيه بشكل آمن، وفقًا لـ”ذا تليجراف”.

ربما يعجبك أيضا