أسواق العالم تستعد لأوقات عصيبة بعد زعزعة الاقتصاد.. وتحركات البنوك المركزية

سارة كريم

تسعى موسكو إلى استئناف تداول الأسهم بحذر، و زيادة أسعار الفائدة الأمريكية الوشيكة تؤجج التقلبات في أسواق المال مع انتعاش الدولار


تستعد الأسواق العالمية لأسبوع حافل وسوف تشهد اختبار مدى مصداقية الخطط الروسية في سداد ديونها الدولية.

وتطرح البنوك المركزية على مستوى العالم، خلال الأسبوع الحالي، أكبر عملية تقدير جماعي لوضع الاقتصاد العالمي الذي شابه التغيّر، منذ أن تجددت اضطرابات الإمدادات، واندلعت أزمة التضخم المفاجئة لاقتصادات عديدة جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

أيام عصيبة

من المقرر أن يعقد مسؤولون في 8 دول أعضاء من مجموعة الـ20، اجتماعات بشأن السياسات النقدية، ونقل اقتصاد الشرق عن بلومبرج أمس 14 مارس 2022 أنه يجري تداول العملات في تمام الساعة الثانية مساءً في نيويورك، بعد مرور الدولار بأيام قليلة عصيبة، شهدت تراجع مؤشراته بأكبر قدر منذ نوفمبر 2020، قبل أن تنتعش مجددًا الجمعة 11 مارس 2022، وتختتم اليوم 15 مارس قريبًا من أعلى مستوى لها في 20 شهرًا.

وتؤدي التكهنات إلى تشديد السياسة النقدية في أمريكا للتصدي إلى التضخم المتفاقم، وتعزيز قوة الدولار بصورة أكبر خلال الأيام المقبلة، بعدما تسببت في تدهور الين إلى أسوأ مستوى له مقابل الدولار في 5 أعوام يوم الجمعة الماضي 11 مارس، مع تأجيج موجة بيع اليورو. وانتعشت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية على وقع هذه التكهنات أيضًا.

التراوح بين التشدُّد والتساهل

سوف يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا الأسبوع، على الأرجح، أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2018، في حين تعرض البنوك المركزية علي مستوي العالم مجموعةً متنوعةً من رؤى دقيقة للسياسات تعكس التأثيرات المتباينة للصراع في اقتصاد عالمي يعمل على التأقلم فعليًّا مع تصاعد الأسعار.

وتتراوح القرارات الصادرة بين التشدد والتساهل في السياسة النقدية، فمن المحتمل أن يقدّم بنك إنجلترا المركزي الذي يتبنّى موقفًا متشددًا على زيادة سعر الفائدة مرة أخرى، ومن المرجح أن تتواصل سياسة التيسير النقدي لدى بنك اليابان المركزي، وتأتي هذه الإعلانات بعد قرار مفاجئ للبنك المركزي الأوروبي، خلال الأسبوع الماضي، لتسريع عملية الخفض في برامج التحفيز المالي.

تخلُّف وشيك

ستحظى الأصول الروسية بالتركيز، خلال كل هذه الأحداث، لا سيما في ضوء تصريح وكالة “فيتش” الائتمانية بأن التخلف عن السداد “وشيك”، وبلوغ 117 مليون دولار من مدفوعات قسائم الديون آجال استحقاقها الأربعاء المقبل 16 مارس 2022، لكن تداول الأسهم متوقف بموسكو، رغم استئناف تداول الروبل داخل البلاد.

مع استمرار الحرب، بعد قصف الميليشيات الروسية لمنشأة تدريب غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود البولندية، التي استُخدمت بانتظام من حلف الناتو قبل اندلاع النزاع بين موسكو وكييف، من المقرر أن تعقد أمريكا والصين أول اجتماع رفيع المستوى، ومحادثات وجهًا لوجه.

زيادة الفائدة

أمر شبه مؤكد تقريبًا، مفاده رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة المرجعي لديه بقيمة 25 نقطة أساس، الأربعاء 16 مارس، وسوف يُسأل رئيس البنك، جيروم باول، عن نطاق ووتيرة دورة التشديد النقدي التي يتبعها البنك المركزي، بعد إطلاقه لأحدث مخطط نقاط له.

وقد يتعرض “باول” إلى ضغوط شديدة بسبب الاضطرابات الموجودة في أسواق التمويل، وإذا عزز الدولار ارتفاعه بالفعل بعد اجتماع “الفيدرالي” سيكون الين على الأرجح أحد أكبر الخاسرين، وأفاد تقرير صادر عن المحللين الاستراتيجيين في بنك “تي دي سيكيورتيز” أنهم أوصوا بإجراء رهانات طويلة الأجل على الدولار مقابل الين.

تشديد الخناق

سوف يتساءل المتداولون حول خطط “الفيدرالي” لاستكمال الموازنة العامة الخاصة به، وبعد أعوام من سياسات التسهيل الكمي فإن الجهات التنظيمية الروسية تبحث عن طرق لإعادة فتح منظومة تداول الأسهم في بورصة موسكو، دون السماح بانهيار أسعار الأصول. وقد جرى نشر أخبار حول انفتاح البنك المركزي على استئناف التداول في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ويواصل المتداولون تركيزهم بصورة أكبر على روسيا، إذا فشلت الدولة في سداد التزاماتها، فإن هذا سيتسبب في اندلاع سلسلة من حالات التخلف عن السداد بين الشركات، وقد مُنعت روسيا من الوصول إلى نصف احتياطياتها تقريبًا، وقد تتعرض إلى مزيد من المخاطر الموجهة إلى رأس المال هذا، في ظل تشديد أمريكا وحلفائها الخناق على الصين، وفقًا لوزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف.

ربما يعجبك أيضا