قوة الدولار تسحق عملات أوروبا وآسيا وتهدد الاقتصاد العالمي

أحمد السيد
الدولار

دفع ارتفاع الدولار الاقتصاد العالمي إلى تباطؤ متزامن بسبب زيادة تكاليف الاقتراض، وتأجيج تقلبات الأسواق المالية، لكن قد يلوح القليل من الراحة في الأفق.


سحق الدولار عملات الأسواق الناشئة والمتقدمة ودول أوروبا وآسيا خلال الأيام الماضية، بعد توجه المستثمرون إلى أدوات الدين الأمريكية.

ويضغط ارتفاع الدولار السريع على الأسواق الناشئة في المقام الأول، ويحدّ من قيمة عملاتها، ويضعها في اختبار اقتصادي صعب بجانب ضغوطات الحرب الروسية الأوكرانية التي عصفت بالاقتصاد العالمي، وسرعت معدلات التضخم إلى أعلى مستوياتها.

تهاوي عملات الدول الناشئة في آسيا

واستعاد الدولار الأمريكي أمجاده وقوته أمام كل نظرائه الكبار تقريبًا، مدعومًا بعوائد سندات الخزانة الأعلى التي وصلت 3%، وموجة بيع الأسهم التي تدعم بشدة الطلب على عملة الاحتياطي العالمي، وتكبّدت العملات الآسيوية أكبر خسائر مع انخفاض الدولار التايواني، والوون الكوري الجنوبي، واليوان الصيني بـ0.5% على الأقل، وفق بلومبرج في 7 مايو 2022.

الدولار وعملات الأسواق الناشئة

وتضررت سندات الأسواق الناشئة أيضًا بعد القفزة التي حقّقتها عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات التي ارتفعت فوق 3% خلال مايو الحالي، وتراجعت الديون السيادية في عدّة دول من كوريا إلى ماليزيا مع تخلص المستثمرين من الأصول الحساسة للنمو، وفق التقرير.

الدولار يعصف باليورو

وعصف الدولار بالعملة الأوروبية الموحدة، وانزلق اليورو نحو التساوي بالدولار لأول مرة منذ 20 عامًا، بعد تراجع العملة الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في 5 سنوات بالقرب من 1.03 دولار، تحت ضغط الاندفاع نحو الدولار كملاذ من اضطرابات السوق والحرب في أوكرانيا، وفق أرقام في 15 مايو 2022.

وأدى ذلك إلى توقع شركات مثل “إتش إس بي سي هولدينغ” (HSBC Holdings) و”آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets) أن تصل العملتين إلى التكافؤ في العام 2022.

الدولار يهدد بدفع الاقتصاد العالمي إلى تباطؤ أشد

ويدفع صعود الدولار الاقتصاد العالمي نحو تباطؤ أكبر، بسبب زيادة تكاليف الاقتراض، وإذكاء تقلبات الأسواق المالية، وفق تقرير العربية في 15 مايو 2022.

الدولار عملات الأسواق الناشئة

وارتفع مقياس الدولار عن كثب بـ7% منذ يناير إلى أعلى مستوى في عامين، بعد أن شرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة للحد من التضخم، ولجأ المستثمرون لشراء الدولار كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي، بحسب تقرير العربية.

رفع أسعار الواردات

يساعد ارتفاع العملة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الأسعار، ودعم الطلب الأمريكي على السلع من الخارج، لكنه يهدد أيضًا برفع أسعار الواردات للاقتصادات الأخرى، ما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم فيها، واستنزاف رأس المال، وفق تقرير العربية.

وتراجع الفرنك السويسري ليبلغ نقطة التكافؤ مع الدولار لأول مرة منذ العام 2019، كما بلغ الين أخيرًا أدنى مستوى له في عقدين، وتؤدي الوتيرة السريعة لرفع أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي تسبب مشاكل للعديد من الاقتصادات الأخرى في العالم، ما أدى إلى نزوح رأس المال وضعف العملات الأخرى، كما ذكر تقرير العربية.

ربما يعجبك أيضا