كيف تغلب الروبل الروسي على الغرب وأمريكا في الحرب الأوكرانية؟

فاروق محمد

الإجراءات الاقتصادية الروسية الاقتصادية في ظل الحرب مع أوكرانيا عكست قوة الدب الروسي في مواجهة المعسكر الغربي الأمريكي، وساهمت في قفزة قوية للروبل الروسي.

وفق سي إن إن، اليوم الجمعة 20 مايو 2022، صعد الروبل أمام اليورو 9% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ يونيو 2015، وارتفع أمام الدولار 5% إلى 59.18 روبل في تعاملات موسكو اليوم، فماذ حقق الروبل منذ بداية الحرب في فبراير 2022؟

قرار سداد قيمة الغاز بالروبل

اتجاه الطاقة الأوروبية إلى الالتزام بقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسداد قيمة مشترياتها من الغاز الطبيعي الروسي بالروبل، ليستفيد الروبل من القرار ويحقق قفزة كبيرة أمام عملات أوروبا وأمريكا.

وكانت آخر الشر كات التي رضخت لقرار بوتين شركة “إيني” الإيطالية للطاقة، التي قررت، يوم الثلاثاء 17 مايو، فتح حساب باليورو وآخر بالروبل لدى مصرف “جازبروم بنك” لتسديد مدفوعاتها لقاء إمدادات الغاز الروسي المستحقة، امتثالًا لطلب موسكو، بحسب روسيا اليوم.

رد فعل روسيا على العقوبات سر نجاح

استهدفت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، الضغط على علمتها المحلية وإضعاف قيمة الروبل مقارنة بالدولار الأمريكي. وشملت العقوبات حظر الواردات من النفط الروسي بالكامل.

مع خروج روسيا من برنامج سويفت للمدفوعات وصعوبة الوصول لاحتياطاتها، ونتيجة العقوبات أعلنت كثير الشركات العالمية خروجها من السوق الروسي، كل ذلك مثل ضغوطًا على الاقتصاد الروسي، بينما لا تزال الدول الأوربية تعتمد على الغاز الروسي كمصدر أساس للطاقة، وإن كانت تبحث عن بدائل لتقليل الاعتماد.

الرضوخ لمطالب روسيا

رغم تحذير مفوضية الاتحاد الأوروبي من أن آلية روسيا بفرض الروبل تُشكل التفافًا على العقوبات، مشددًا على ضرورة الاستغناء عن النفط الروسي، سارعت بعض دول التكتل للحفاظ على إمداداتهم من الغاز الروسي بفتح حسابات بالروبل.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس الماضي، إن نحو نصف زبائن “جازبروم” من الشركات الأجنبية فتحت حسابات بالروبل لتسديد مدفوعاتها، بواقع 54 شركة، بحسب “سكاي نيوز“.

أوروبا تتجه للبحث عن بديل

يخطط الاتحاد الأوروبي لاستثمار 300 مليار يورو للاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي، لإنهاء الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، وفقا لتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لرويترز. وتعتمد القارة الأوروبية على إمدادات الغاز الروسي في سد أكثر من 40% من احتياجاتها من الطاقة حتى الآن.

أطلقت المفوضية الأوروبية، خطة تتضمن “توفير الطاقة، وتنويع إمدادات الغاز، والتسريع القوي للطاقات المتجددة وخصوصًا الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وأخيرُا الاستثمارات الضخمة”. وتقضي الخطة بالتخلص من ثلثي واردات الغاز الروسي نهاية 2022، أو نحو 110 مليارات متر مكعب، وإجراء إصلاح هيكلي لنظام الطاقة بحلول 2027/ 2030 لضمان استقلاليته.

حالة طوارئ مناخية وأمنية

السلطة التنفيذية الأوروبية، قالت إن حالة الطوارئ الأمنية والمناخية يسيران جنبًا إلى جنب، ولذلك تفترض خطة العمل مسبقًا تعزيز أهداف إزالة الكربون للاقتصاد الأوروبي، والتي حددت الصيف الماضي كجزء من حزمة تشريعية تمكن القارة العجوز من تقليل انبعاثات الغاز 55% بحلول عام 2030.

ربما يعجبك أيضا