الناتو يحذر الغرب من المتاجرة بالأمن من أجل الربح الاقتصادي

سارة كريم

تتصدر الأزمة السياسية والجيوسياسية في أوروبا الشرقية المستمرة حتى الآن نقاشات وأنشطة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.


حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، الدول الغربية من المتاجرة بالأمن من أجل الربح الاقتصادي.

وقال ستولتنبرح، اليوم الثلاثاء 24 مايو 2022، لقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس: “يجب أن ندرك أن خياراتنا الاقتصادية لها عواقب على أمننا، الحرية أهم من التجارة الحرة، وحماية قيمنا أكثر أهمية من الربح”، وفقًا لـ “رويترز“.

التفاعل مع الاستبداد يقوض الأمن

وقال ستولتنبرج إن التجارة الحرة جلبت الكثير من الرخاء والثروة، لكن بثمن، وأضاف: “لأن بعض هذه التجارة، وبعض هذا التفاعل مع الأنظمة الاستبدادية، يقوض أمننا – ومن ثم علينا أن نختار الأمن بدلاً من الضعف والاعتماد المفرط على الأنظمة الاستبدادية”، في إشارة إلى النقاشات بشأن استخدام التكنولوجيا الصينية في شبكات الجيل الخامس وخط أنابيب غاز نورد ستريم 2 الروسي.

انطلقت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، يوم أمس الاثنين، وتصدرت الحرب الروسية الأوكرانية جدول أعمال الدورة الجديدة، إضافة إلى الوضعين المالي والغذائي في العالم. وتأتي فعاليات المنتدى لأول مرة حضوريًّا عقب التوقف لأكثر من عام بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد التي ضربت العالم مطلع عام 2020.

خطر ركود عالمي

تصدرت التهديدات المتعددة للاقتصاد العالمي مخاوف كبار رجال الأعمال والساسة المشاركين بالمنتدى الاقتصادي العالمي السنوي، وأشار بعض المشاركين إلى خطر ركود عالمي، وفقًا لـ” رويترز“.

ويجتمع قادة سياسيون ورجال أعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي على خلفية بلوغ التضخم أعلى مستوى له خلال عقود في الاقتصادات الرئيسة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، وتسببت زيادات الأسعار في تقويض ثقة المستهلكين واضطراب الأسواق المالية العالمية، ما دفع البنوك المركزية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى رفع أسعار الفائدة.

في الوقت نفسه، أدت التداعيات على أسواق النفط والغذاء من جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير، وعمليات إغلاق مكافحة “كوفيد-19” في الصين من دون نهاية واضحة إلى تفاقم التشاؤم.

خطر واضح وقائم

كان صندوق النقد الدولي خفض الشهر الماضي توقعاته للنمو العالمي للمرة الثانية هذا العام، ووصف الحرب في أوكرانيا والتضخم بأنهما “خطر واضح وقائم” للعديد من البلدان.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، في دافوس،”إن الحرب والظروف المالية الأكثر شدة، وصدمات الأسعار، في الأغذية على وجه الخصوص، أدت بوضوح إلى تعتيم التوقعات على أساس شهري منذ ذلك الحين، ولدى سؤالها عما إذا كانت تتوقع ركوداً، قالت جورجيفا “لا، ليس في هذه المرحلة، هذا لا يعني أنه غير وارد”.

نقطة تحول

حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، من أن النمو والتضخم يسيران في اتجاهين معاكسين، وتكبح ضغوط الأسعار المتزايدة النشاط الاقتصادي وتدمر القدرة الشرائية للأسر.

وقالت، لاجارد: “قد تثبت الحرب الروسية الأوكرانية أنها نقطة فاصلة للعولمة المفرطة… قد يؤدي ذلك إلى أن تصبح سلاسل التوريد أقل كفاءة لفترة من الوقت، خلال الفترة الانتقالية، ويخلق ضغوط تكلفة أكثر استدامة على الاقتصاد”. ووعدت لاجارد برفع سعر الفائدة في يوليو وسبتمبر لكبح التضخم، حتى لو كان ارتفاع تكاليف الاقتراض سيؤثر في النمو.

رياح معاكسة

قالت النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، إنه في حين يواجه الاقتصاد العالمي رياحًا معاكسة، فإن توقعات النمو الحالية توفر حاجزًا وقائيًّا في مواجهة ركود عالمي محتمل.

وقالت جوبيناث إن من بين التهديدات الرئيسة للنمو الاقتصادي أن يتصاعد الصراع في أوكرانيا، متوقعة وجود عقوبات وعقوبات مضادة، وأضافت أن التحديات الأخرى تتضمن التضخم، ورفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الصيني.

وأشارت إلى توقعات صندوق النقد الدولي للنمو لعام 2022 الصادرة الشهر الماضي، والبالغة 3.6%، انخفاضًا من توقعات بلغت 4.4% في يناير، وقالت “لذا فإن كل هذه الأمور توفر تراجعًا للمخاطر في توقعاتنا”.

الحاجة لدحر أمراض لن تختفي

أعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا تعهده الأول من القطاع الخاص على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الثلاثاء. والتعهد البالغ 10 ملايين دولار من مؤسسة “كوميك ريليف” الخيرية الأمريكية، يفتح التزامًا مماثلًا بقيمة 20 مليون دولار من مؤسسة بيل وميليندا جيتس.

وحدد الصندوق هدفًا لجمع 18 مليار دولار بين 2024-2026. وقال المدير التنفيذي للصندوق، بيتر ساندز، إن الاضطرابات في الرعاية الصحية الناجمة عن كوفيد-19 بجميع أنحاء العالم شهدت تراجعًا في فحوص وعلاج الأمراض الفتاكة الثلاثة. وأضاف “الحقيقة هي أن الحاجة لدحر هذه الأمراض لن تختفي. إنها تزداد سوءًا”، وفقا لـ “رويترز“.

ربما يعجبك أيضا