وسط زيادة محمومة لأسعار البنزين.. صيفٌ قاسٍ ينتظر الأمريكيين

ولاء عدلان

إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: الأسر في الولايات المتحدة ستنفق نحو ألفين و945 دولارًا على البنزين هذا العام، بزيادة قدرها 18% مقارنة بأرقام 2021.


قالت وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر جرانهولم، الثلاثاء 24 مايو 2022، إن البيت الأبيض يدرس فرض قيود على صادرات النفط لتخفيف موجة ارتفاع أسعار الوقود محليًّا وعلى رأسها البنزين.

وتكافح إدارة الرئيس جو بايدن للسيطرة على تضخم متصاعد، تغذيه في الأساس أسعار الوقود التي شهدت زيادة محمومة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، وسط توقعات ببلوغ الأسعار خلال شهور الصيف أعلى مستوياتها منذ العام 2008.

جميع الخيارات مطروحة

شددت وزيرة الطاقة الأمريكية في تصريحات نقلتها “رويترز” أمس، على أن إدارة بايدن تدرس جميع الخيارات المطروحة لخفض أسعار الوقود، وتركز أساسًا على السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي، وزيادة المعروض المحلي من البنزين لتهدئة الأسعار، ويبلغ متوسط سعر البنزين داخل الولايات المتحدة حاليًّا نحو 4 دولارات للجالون.

وتدرس إدارة بايدن، إضافة إلى فرض قيود على صادرات النفط، خيارات أخرى لتقليل تكلفة وأسعار الوقود، منها السحب من مخزونات الديزل البالغة نحو مليون برميل، وذلك للمرة الأولى منذ 2012، وتعليق بعض القواعد البيئية الخاصة بإنتاج واستهلاك البنزين خلال شهور الصيف من إبريل إلى سبتمبر، والهادفة إلى تقليل الضباب الدخاني في مختلف الولايات.

مستويات تاريخية

توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في إبريل الماضي أن تنفق الأسر نحو ألفين و945 دولارًا على البنزين هذا العام، بزيادة قدرها 18% مقارنة بأرقام 2021، وقالت إن متوسط ​​أسعار البنزين العادي والديزل للتجزئة سيبلغ 3.84 دولار و4.57 دولار للجالون أو ما يعادل 3.8 لتر على الترتيب في صيف 2022، ما يضع الأسعار عند أعلى مستوياتها منذ 2014.

وتوقع بنك “جي بي مورجان” ارتفاع متوسط سعر البنزين في أمريكا بـ37% إلى 6 دولارات للجالون بحلول أغسطس المقبل، ليسجل أعلى مستوياته منذ 2008، وسط تراجع للمخزونات الوطنية منه إلى أدنى مستوياتها منذ 2019، ونمو الطلب المحلي، وفقا لـ”سي إن إن“.

حرب أوكرانيا تشعل الأسعار

تعتبر وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أن من أبرز عوامل ارتفاع أسعار الوقود محليًّا الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من عقوبات على روسيا التي أدت إلى تعطل إمدادات النفط الخام عالميًّا، وتباطؤ إنتاج النفط في الولايات المتحدة وسط نمو الطلب مع تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة كورونا، في حين أشار “جي بي مورجان” إلى أن أسعار البنزين قفزت 20% منذ بداية الحرب.

وتوقع “جي بي مورجان” في مذكرة بتاريخ 13 مايو، تراجع ​​إجمالي المخزونات الأمريكية من البنزين إلى أدنى مستوياته منذ الخمسينيات، أي أقل من 160 مليون برميل بنهاية أغسطس المقبل، وقال إن النمو القوي للوظائف يعد أحد العوامل التي تغذي أسعار البنزين المرتفعة، لذا فالأمر الوحيد الذي قد يوقف هذا الارتفاع هو دخول الاقتصاد الوطني في دائرة الركود.

توقعات بتراجع  تدريجي للأسعار

توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في إبريل أن تشهد أسعار البنزين انخفاضًا تدريجيًّا خلال شهور الصيف، لتصل إلى 3.68 دولار بحلول سبتمبر المقبل، مع إعادة بناء مخزونات النفط التجارية عالميًّا بما يدفع أسعار خام برنت إلى التراجع من مستويات الـ117 دولار للبرميل المسجلة في مارس، إلى متوسط 106 دولارات هذا الصيف، ويدفع بالتبعية أسعار البنزين للتراجع محليًّا، وفقا لموقع “تو داي” الأمريكي.

واستبعد “جي بي مورجان” في المقابل، انخفاض أسعار البنزين في الولايات المتحدة قبل نهاية العام الحالي، ما لم تقرر إدارة بايدن في وقت قريب وقف صادرات النفط والمشتقات البترولية عمومًا لزيادة إنتاج البنزين محليًّا، وتعزيز المعروض بالأسواق، وتلبية الطلب المتزايد خلال فصل الصيف، وفقًا لـ”سي إن إن“.

ربما يعجبك أيضا