بعد 100 يوم من الحرب الأوكرانية.. كيف تأثرت أسعار الغذاء والطاقة؟ «تفاعلي»

منه عبد الرازق

من شأن زيادة حدة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود أن تدفع إلى مخاطر أكبر من حدوث قلاقل في بعض المناطق.


تسببت الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت قبل 100 يوم، تحديدًا في 24 فبراير 2022، في تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة، وقال تقرير صندوق النقد الدولي، في مارس، إن دول العالم تشعر بآثار تباطؤ النمو وزيادة التضخم.

تباطؤ النمو يأتي عبر قنوات رئيسة، هي “ارتفاع أسعار السلع الغذائية والطاقة”، ما يتسبب في إضعاف الطلب، وتأثر الاقتصادات المجاورة للحرب، وتراجع ثقة مجتمع الأعمال وشعورهم بعدم اليقين.. فكيف أثرت الحرب في الاقتصاد العالمي وأسعار السلع الأساسية؟

تأثر قطاع الطاقة

أوضح تقرير صندوق النقد، أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في ارتفاع أسعار الحبوب الغذائية عالميًّا، فأوكرانيا وروسيا تسهمان في 30% من صادرات القمح العالمية. وتعتبر روسيا ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط بعد الولايات المتحدة والسعودية بنحو 7.5 مليون برميل سنويًّا.

ومع تزايد فرض العقوبات على النفط الروسي، وعبر تحليل “شبكة رؤية الإخبارية” لأسعار النفط الخام خلال الـ6 أشهر الماضية لوحظ ارتفاع سعر النفط الخام 54% في يونيو مقارنة ببداية العام، فارتفع سعر البرميل من 92 دولارًا يوم 24 فبراير الماضي، إلى 123 دولارًا في 8 مارس بزيادة 33% مسجلًا أعلى معدلاته في هذا اليوم خلال الـ6 أشهر المنقضية.

وخلال الـ6 شهور الماضية ارتفع سعر خام برنت 48% عن بداية العام، فسجّل 78 دولارًا في بداية العام قبل أن يسجل 116 دولارًا في يونيو الجاري، ووصل إلى أعلى معدلاته في 8 مارس الماضي عند 127.9 دولار.

أسعار الغاز ترتفع 122%

 

تأثر الغاز الطبيعي بالحرب مثلما تأثر قطاع النفط، فاحتل أكبر زيادة ضمن قطاع الطاقة بـ122% في يونيو الجاري مقارنة ببداية العام، وتزايد السعر من 3.8 دولار إلى 8.4 دولار في 3 يونيو الجاري.

يوضح تقرير صندوق النقد الدولي أن الطاقة تمثل القناة الرئيسة للتداعيات في أوروبا، فروسيا تعدّ مصدرًا أساسيًّا لواردات القارة العجوز من الغاز الطبيعي. وقد يترتب على ذلك أيضًا حدوث انقطاعات أوسع نطاقًا في سلاسل الإمداد.

وتأثر الغاز الطبيعي بالحرب، محتلًّا أكبر زيادة ضمن قطاع الطاقة بـ122% في يونيو الجاري مقارنة ببداية العام، وتزايد السعر من 3.8 دولار إلى 8.4 دولار في 3 يونيو الجاري.

الدول الأكثر تضررًا

يضيف تقرير صندوق النقد الدولي أن الدول المرتبطة بعلاقات تجارية وسياحية وتعاملات مالية مباشرة ستشعر بمزيد من الضغوط، خصوصًا الاقتصادات المعتمدة على الواردات النفطية فستسجل معدلات عجز أعلى في المالية العامة والتجارة وتشهد ضغوطًا تضخمية أكبر.

كشفت بيانات التجارة الدولية بموقع الكومتريد، التابع للأمم المتحدة، أن حجم صادرات روسيا عالميًّا خلال 2020، أحدث بيانات متوفرة، بلغت 337 مليون دولار، وهي الأقل منذ 2017، وبلغت ذروة صادراتها في 2018 بـ451 مليون دولار. وتحتل الصين وهولندا المركز الأول والثاني للصادرات الروسية، وتأتي أمريكا وبريطانيا ضمن أول 10 دول.

أزمة القمح الروسي في آسيا وإفريقيا

يشير تقرير صندوق النقد الدولي إلى تضرر إفريقيا من الحرب، منوهًا بأن ارتفاع أسعار القمح إلى مستويات قياسية، يثير مخاوف كبيرة في المنطقة التي تستورد نحو 85% من إمداداتها من هذه السلعة، ثلثها من روسيا وأوكرانيا. وزادت أسعار القمح بعد الحرب بنحو 40% في يونيو الجاري، ووصل أعلى سعر في 7 مارس الماضي إلى 422 دولارًا للطن.

واحتلت مصر المرتبة الأولى في صادرات القمح من روسيا في عام 2020 بـ1.7 مليار دولار، يليها تركيا وبنجلاديش، وبالنسبة للمناطق الجغرافية فشرق آسيا هي المنطقة الأولى المستوردة للقمح من روسيا بـ2.3 مليار دولار يليها شمال إفريقيا بـ1.9 مليار دولار، ما يعني أن مصر تستورد 90% من القمح المورد لهذه المنطقة، ثم جنوب إفريقيا.

صادرات أوكرانيا

تُعد الحبوب الغذائية السلعة الأكثر تصديرًا لأوكرانيا في عام 2020، بـ8.5 مليار دولار، وفقًا لبيانات الكومتريد. وتعتبر مناطق شرق وغرب آسيا الأكثر استيرادًا للقمح الأوكراني يليهم دول أوروبا المتقدمة. وعلى صعيد الدول، احتلت الصين المرتبة الأولى لاستيراد القمح والذرة من أوكرانيا بـ1.8 مليار دولار، تليها مصر بـ1.1 مليار دولار.

وجاءت صادرات أوكرانيا من الحديد والصلب في المرتبة الثانية بـ6 مليار دولار، وكان لأوروبا النصيب الأكبر من الاستيراد، ثم المعادن بـ4.6 مليار دولار.

انعدام الأمن الغذائي في بعض أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط

قال تقرير صندوق النقد الدولي إنه من شأن زيادة حدة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود أن تدفع إلى مخاطر أكبر من حدوث قلاقل في بعض المناطق، من إفريقيا جنوب الصحراء، وأمريكا اللاتينية إلى القوقاز وآسيا الوسطى، ومرجح زيادة انعدام الأمن الغذائي في بعض أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا