تحالف «أوبك+» يرفع الإنتاج بـ648 ألف برميل يوميًا.. هل تهدأ أسواق النفط؟

ولاء عدلان
شعار أوبك

البيت الأبيض: نرحب بقرار "أوبك بلس" المهم بناء على ظروف السوق الجديدة، وندرك دور السعودية بصفتها أكبر منتج داخل "أوبك".


أعلن تحالف “أوبك+”، يوم الخميس 2 يونيو 2022، زيادة إنتاجه من النفط الخام لشهري يوليو وأغسطس المقبلين بمقدار 648 ألف برميل يوميًا.

وأشادت واشنطن بهذه الخطوة في وقت تكافح فيه لإعادة الاستقرار لأسواق النفط وتهدئة الأسعار التي أشعلتها الحرب الروسية الأوكرانية، ومن شأن زيادة إنتاج “أوبك+” أن تسهم في زيادة المعروض بالأسواق التي تشهد عودة للطلب القوي مع إعادة فتح الاقتصاد الصيني.

زيادة 50%

قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”، في بيان الخميس الماضي، إن أعضاء أوبك وكبار منتجي النفط من خارجها وفي مقدمتهم روسيا اتفقوا خلال الاجتماع الوزاري لـ”أوبك+” على زيادة الإنتاج خلال يوليو وأغسطس 2022 بمقدار 648 ألف برميل يوميًا بزيادة 50% مقارنةً بالسقف المذكور “432 ألف برميل يوميًا” في خطة تعديل الإنتاج الشهري المعلنة في إبريل.

وأوضحت أن قرارها يأتي انطلاقًا من حرصها على وجود أسواق مستقرة للنفط الخام والمنتجات المكررة وينسجم مع زيادة متوقعة في استهلاك المصافي العالمية خلال الفترة المقبلة ومع رفع قيود الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا في المراكز الاقتصادية العالمية في إشارة إلى الصين، مضيفةً أن تحالف “أوبك+” سيجتمع في 30 يونيو الجاري لتقييم الالتزام بالقرار وأوضاع السوق.

واشنطن ترحب

في أول تعليق من واشنطن التي طالبت دول “أوبك” مرارًا بزيادة إنتاجها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير: “نرحب بقرار أوبك بلس المهم بناء على ظروف السوق الجديدة، وندرك دور السعودية بصفتها أكبر منتج داخل أوبك، في الوصول لهذا التوافق بين أعضاء التحالف”، وفق تقرير لـ”ستاندرد آند بورز“.

وأضافت: “نثمن الجهود والمساهمات الإيجابية للإمارات والكويت والعراق أيضًا، وسنواصل العمل من أجل معالجة أسعار الطاقة المرتفعة”، ووصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرار أوبك بـ”الخطوة الإيجابية”. يذكر أن معظم الزيادات في حصص يوليو ستأتي في الأساس من العراق والإمارات والكويت، بالإضافة إلى السعودية التي يصل إنتاجها يوميًا إلى نحو 10.8 مليون برميل.

جدول حصص إنتاج أوبك بلس

جدول حصص إنتاج أوبك بلس في يوليو 2022 .. المصدر أوبك

توقيت حاسم

قرار “أوبك” يأتي في توقيت حاسم لسوق النفط وأسواق الطاقة عمومًا، فبعد الحرب الأوكرانية في فبراير الماضي تحركت أسعار النفط أعلى مستوى الـ100 دولار، وسط مخاوف من شح بالإمدادات العالمية بفعل العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو ثالث أكبر منتج للنفط بعد أمريكا والسعودية. وبحسب “ستاندرد آند بورز” سيسهم القرار الجديد في تهدئة جانب من المخاوف.

وأضافت “ستاندرد آند بورز” أن القرار سيساعد في تخفيف حدة الارتفاعات مع بداية موسم العطلات الصيفية في الولايات المتحدة وأوروبا، تحديدًا مع تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض حظر يشمل 90% من واردات النفط الروسية قبيل نهاية العام الجاري، الأمر الذي سيضغط على إنتاج روسيا الذي بدأ يتراجع فعليًا 15% أقل من هدفها البالغ 10.8 مليون برميل يوميًا لشهر يوليو.

كيف استقبلت الأسواق قرار “أوبك”؟

لم تتأثر أسواق النفط على نحو كبير بقرار “أوبك” بزيادة الإنتاج، وواصلت الأسعار ارتفاعها، أمس الجمعة، ليغلق خام برنت مرتفعًا عند 1.8% عند مستوى 119.72 دولار للبرميل، محققًا مكاسب أسبوعية بنحو 3.6%، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.7٪ إلى 118.87 دولار، مع مكاسب أسبوعية بنحو 3.3%، وفق “رويترز”، و”بلومبرج“.

واستبعد بنك “سيتي جروب” في مذكرة أمس، أن يكون لقرار “أوبك” تأثير كبير على حركة الأسعار في ظل التحرك الأوروبي لحظر واردات النفط الروسي ورفع قيود الإغلاق في الصين أكبر مستهلك للنفط عالميًا، وبدء موسم العطلات الأمريكي، ورجحت مجموعة “آي إن جي” الهولندية ألا تتمكن “أوبك بلس” فعليًا من تحقيق زيادة الإنتاج المعلن عنها.

دور أكبر للسعودية والإمارات

توقعت “ستاندرد آند بورز” أن روسيا لن تتمكن من الوفاء بكامل حصتها الإنتاجية ضمن “أوبك+” البالغة 10.8 مليون برميل يوميًا، موضحةً أن إنتاج التحالف تراجع في إبريل إلى 2.6 مليون برميل يوميًا، وأن بعض دول “أوبك+” لن تتمكن من الوفاء بالحصص الإضافية في يوليو وأغسطس، وأن دول مثل السعودية والإمارات لا يزال بإمكانها ضخ المزيد من النفط.

وأضافت أن السعودية أكبر مصدر للنفط عالميًا والإمارات ثالث أكبر منتج للنفط في “أوبك” يمكنهما زيادة إنتاجهما بنحو 800 ألف برميل يوميًا. وفي تحليل في 2 يونيو، قالت      “نيويورك تايمز“، إن قرار “أوبك” يُعد اختراقًا يمهد لمزيد من التعاون بين السعودية ودول مثل الإمارات لتعويض الفقد الناجم عن العقوبات على روسيا.

أنتاج أوبك

خريطة لإنتاج بعض أعضاء أوبك بلس من فبراير إلى إبريل 2022

الأسواق تحمل “أوبك” عبئًا كبيرًا

قالت المحللة في “آر بي سي كابيتال ماركتس” هيليما كروفت في مذكرة نقلتها “نيويورك تايمز”، إن الأسواق تحمل “أوبك” عبئًا كبيرًا لتعويض الضرر الناجم عن الحرب في      أوكرانيا، يذكر أن “أوبك+” في ضوء القرار الجديد يفترض أن يرتفع إنتاجها اليومي إلى 43.206 مليون برميل، ويتضمن هذا الرقم حصة روسيا البالغة 10 ملايين و833 ألف برميل يوميًا.

حصة روسيا لم تعد موثوقة، وبحسب تصريحات لرئيس شركة الاستشارات العالمية “إف جي إي”، فريدون فشاركي، لـ”بلومبرج” الطلب العالمي على النفط سيرتفع في غضون شهر إلى شهرين، ولن يكون لدى “أوبك” مزيد من الإمدادات الإضافية، وما لم تعد الإمدادات الإيرانية إلى الأسواق بموجب اتفاق جديد مع القوى العظمى فإن العقوبات على روسيا ستبقي الأسعار فوق الـ100 دولار.

ربما يعجبك أيضا