التشديد النقدي الأمريكي.. هل يواجه الاقتصاد العالمي أسوأ كوابيسه؟

أحمد السيد

الانخفاض الكبير المرتقب في الإنفاق الاستهلاكي هو آخر شيء يحتاجه الاقتصاد الأمريكي المتباطئ بالفعل


تواجه الولايات المتحدة تحديًا لم تشهده من قبل في ظل مخاوف الركود الاقتصادي بعد رفع سعر الفائدة لمستويات قياسية من المتوقع أن تصل إلى 4% بحلول 2023.

وترجح تقارير عالمية أن تواجه الولايات المتحدة ركودًا اقتصاديًّا خلال العام المقبل، بعد تزايد مخاطر سوق الائتمان، ونقص حركة الشراء والبيع، وتخفيض الأسر لمستوى الإنفاق، وانهيار الطلب على العقارات، بفعل سياسات التشديد النقدي الأخيرة.

انفجار فقاعات سوق الائتمان

088 1

أحد أسباب الاعتقاد بأن تحوّل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التشدد النقدي لمستوى أوسع قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، هو أنه تسبب بالفعل في انفجار فقاعات سوق الائتمان والأصول التي أنشأها العام الماضي، بعد تراجع أسهم وول ستريت 25% تقريبًا منذ بداية العام، وانخفضت أسعار السندات بنحو 11%، وانهار سوق العملات المشفرة، وفق تقرير CNN في 17 يونيو 2022.

وذكر التقرير أن هذه أدت الانخفاضات إلى خسارة تريليونات من ثروات الأسر الغنية في الأسواق المالية منذ بداية هذا العام. ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في يونيو الحالي، كأكبر زيادة منذ 1994، بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم وصل عند 8.6% على أساس سنوي في مايو، وهي أعلى قراءة في 41 عامًا.

تراجع الإنفاق وبدء ركود اقتصادي

تعتمد القاعدة الأساسية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي على أن الأسر الأمريكية تخفّض الإنفاق بمقدار 4 سنتات مقابل كل دولار واحد من الخسائر في ثرواتها، ولذلك من شبه المؤكد أن الانخفاض في أسعار الأصول حتى الآن سيؤدي إلى تقليص المستهلكين للإنفاق.

ومثل هذا الانخفاض الكبير المرتقب في الإنفاق الاستهلاكي هو آخر شيء يحتاجه الاقتصاد الأمريكي المتباطئ بالفعل، خصوصًا مع اشتعال أسعار البنزين ووصولها لمستوى بين 5-7 دولارات، وفق تقرير سي إن إن الذي ذكر أنه مع ارتفاع معدلات الفائدة على الرهن العقاري مرة أخرى بدأ الطلب على العقارات في الانهيار.

ركود اقتصادي عميق يجتاح العالم

تقرير اندبندنت، في 20 يونيو 2022، أوضح أن أسعار الفائدة سيكون تأثيرها سلبيًّا في الأسواق المالية مع تفضيل المستثمرين البعد عن المخاطرة، والاستثمار في أدوات الدين الأقل خطراً، ما قد يقود في النهاية إلى ركود اقتصادي عميق يحتاج العالم.

بورصة وول ستريت في الولايات المتحدة scaled

بورصة وول ستريت في الولايات المتحدةوأضاف التقرير أن زيادة أسعار الفائدة سيؤدي إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، ما يسبب ضغوطًا متزايدة على الاقتصادات الناشئة، لا سيما مع توقعات استمرار رفع الفائدة مستقبلًا.

أمريكا على أعتاب عامين من الانكماش

توقعت اندبندنت أن يتسبب التشديد النقدي في ركود للاقتصاد الأمريكي وكثير من الاقتصادات حول العالم، مع اضطرار الدول لمواكبة تحركات الفيدرالي على نحو متزامن، ما من شأنه فرض حالة من الركود التضخمي في بعض تلك الدول، وسيكون لها تبعات على قطاع الأعمال والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وكذلك توقع تقرير من Business Insider، في 20 يونيو 2022، إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة سيبدأ في الانكماش في الربع الأخير من هذا العام، يليه 6 أرباع أخرى من النمو السلبي.

وأوضح التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي سينمو 1.8% فقط في العام 2022، قبل أن يتقلص بنسبة 1% في العام 2023، متوقعُا أن تقفز البطالة من المعدل الحالي البالغ 3.6% إلى أكثر من 5% بحلول نهاية عام 2023، وإلى ما يقرب من 6% في العام 2024.

ربما يعجبك أيضا