للمرة الأولى منذ 1918.. روسيا تسقط في دائرة التخلف عن سداد الديون

ولاء عدلان
البنك المركزي الروسي

وزير المالية الروسي: تخلفنا عن سداد استحقاقات الديون السيادية هو وضع "مصطنع" تسببت فيه دول غير صديقة، ولن يؤثر على حياة الروس.


تخلفت روسيا عن سداد ديونها السيادية بالعملة الأجنبية للمرة الأولى 1918، بعد إخفاقها في سداد 100 مليون دولار.

ولم تلتزم موسكو بالموعد النهائي المحدد، الأحد 26 يونيو 2022، بعد فترة سماح مدتها 30 يومًا، لسداد مدفوعات الفائدة لحملة السندات المستحقة منذ يوم 27 مايو الماضي، ما يعكس تأثير العقوبات الغربية في النظام الروسي.

روسيا تنكر التخلف عن السداد

بالنسبة إلى العديد من حملة السندات، فإن عدم سداد مستحقات الديون في موعدها يدخل في دائرة التخلف عن السداد، وبحسب “رويترز” بعض حملة السندات الروسية المقومة باليورو أبلغوا، اليوم الاثنين، أنهم لم يتلقوا الفوائد المستحقة من موسكو، بعد انتهاء فترة السماح، وفي المقابل لم تعلن موسكو رسميًّا تخلفها عن السداد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي اليوم، إن “موسكو ترفض مزاعم تخلفها عن سداد ديونها”، موضحًا أن بلاده قادرة على سداد ديونها، وتعد تجميد الغرب لأصولها أو استخدام أموالها المجمدة بدون موافقتها أمرًا غير قانوني وبصريح العبارة “سرقة”، وفق “روسيا اليوم”.

العقوبات تمنع روسيا من السداد

أعلنت روسيا، خلال مايو، أن فوائد سندات الـ”يوروبوند” البالغة 100 مليون دولار، جرى تحويلها إلى بنك “يوروكلير” ليوزعها على حملة السندات، إلا أن ذلك لم يحدث بفعل التزام البنك بالعقوبات المفروضة على موسكو، والتي تمنع البنوك الغربية من إكمال أي معاملات لصالحها، وفق “بي بي سي”.

وقال كبير محللي الأسواق الناشئة في “بلوباي أسيست مانجمنت” تيم آش، في تغريدة إن “التخلف عن السداد في حالة روسيا خارج عن السيطرة بفعل العقوبات الغربية”، واتفق معه كبير محللي الديون السيادية في “لوميس سايلز آند كومباني” حسن مالك، وقال لـ”بلومبرج” إن “روسيا لديها وسائل السداد لكن يجري إجبارها من الغرب”.

تأثير العقوبات على السندات الروسية

تأثير العقوبات على السندات السيادية الروسية – بلومبرج

عجز «مصطنع» عن السداد

شدد وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، الخميس الماضي، على استعداد بلاده لدفع استحقاقات ديونها وامتلاكها الأموال اللازمة لذلك، مضيفًا أن التخلف عن السداد هو وضع مصطنع، تسببت فيه دول غير صديقة، ولن يؤثر في حياة الروس، وفق “الجارديان”.

وحاولت موسكو، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، فبراير الماضي، الاستمرار في دفع فوائد ديونها البالغة 40 مليار دولار، لكنها وصلت إلى نقطة حاسمة مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، مايو الماضي، عدم تمديد إعفاء مدفوعات الديون السيادية الروسية من العقوبات التي عزلت روسيا عن نظام “سويفت” للمدفوعات الدولية.

توقعات بتخلف روسيا عن سداد ديونها

توقعات بسقوط روسيا بدائرة التخلف عن سداد ديونها

تخلف «رمزي» عن السداد

تخلفت روسيا لأول مرة عن سداد ديونها الخارجية في العام 1918، وخلال أزمة 1998 أعلنت تخلفها عن سداد ديونها المحلية، ولمنع تكرار ذلك، أعلنت موسكو الأربعاء الماضي، استعدادها لسداد ديونها الخارجية بالعملة المحلية “الروبل”، من خلال فتح حسابات للمستثمرين بالمصارف الروسية، تجنبًا للعقوبات، وفق “الجارديان”.

وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، كانت موسكو تمتلك نحو 640 مليار دولار احتياطيات من العملات الأجنبية والذهب، لكن كثيرًا من هذه الأموال مجمدة في البنوك الغربية، بفعل العقوبات الدولية، ما يجعل تخلفها عن سداد ديونها رمزيًّا لا يمثل سوى وصمة عار لسمعتها في أسواق الدين العالمية، بفضل عائدات تصديرها النفط والغاز الوفيرة.

 

ربما يعجبك أيضا