ماذا تتوقع الأسواق من اجتماع «أوبك+»؟

ولاء عدلان
ارتفاع إيرادات صادرات نفط دول أوبك لأعلى مستوى خلال 2022

تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على تعهدات من دول منظمة "أوبك" بمواصلة زيادة إنتاج النفط الخام حتى نهاية العام الجاري.


يعقد وزراء النفط بمنظمة “أوبك”، اليوم الأربعاء 29 يونيو 2022، اجتماعهم الدوري 184 لمناقشة سياسة الإنتاج، وتطورات أوضاع أسواق الطاقة.

ويأتي هذا قبيل اجتماع آخر للمنظمة مع منتجين خارجها في ما يعرف بـ”أوبك+”، وسط توقعات بأن يحافظ التحالف على سياسته الإنتاجية دون تغيير، على الرغم من الدعوات الغربية المتصاعدة لزيادة الإنتاج، للحدّ من ارتفاعات الأسعار التي أشعلتها الحرب الروسية الأوكرانية.

«أوبك+» يتمسك بسياسته

اجتماع “أوبك+” يبحث على مدار يومين، عوامل السوق الأساسية، ومدى الحاجة إلى زيادة معدلات الإنتاج، وسط توقعات بأن يتمسك التحالف الذي يضم كبار منتجي النفط عالميًّا بسياسته المعلن عنها في اجتماع 2 يونيو، وفق “كونا” و”الإندبندنت”.

واتفقت “أوبك” وحليفائها وفي مقدمتها روسيا، في الاجتماع المشار إليه على زيادة إنتاج النفط بـ648 ألف برميل يوميًّا خلال يوليو وأغسطس، ارتفاعًا من سقف 432 ألف برميل يوميًّا المعلن في إبريل 2022، بهدف دعم استقرار الأسواق، في خطوة لم تكن متوقعة، ولاقت ترحيبًا من الإدارة الأمريكية التي كانت تتطالب منذ فبراير بزيادة الإنتاج.

هل يبلور «أوبك+» اتفاقًا جديدًا؟

اجتماع “أوبك +” المقرر، غدًا الخميس، قد يضع أساسًا لاتفاق إنتاج جديد تمهيدًا لانتهاء الاتفاق المعمول به منذ مايو 2020، عندما قرر التحالف تخفيض إنتاجه بنحو 10 ملايين برميل يوميًّا لدعم الأسواق، بعد أن خفضت جائحة كورونا مستويات الطلب على نحو قياسي، وفق تقرير لوكالة “ستاندرد آند بورز”.

ومن المقرر أن ينتهي اتفاق تخفيضات الإنتاج في سبتمبر المقبل، في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية للحصول على تعهدات من دول “أوبك” بمواصلة زيادة الإنتاج حتى نهاية 2022، وسط توقعات بشح الإمدادات العالمية مع تشديد العقوبات الغربية على تدفقات النفط الروسي.

«أوبك +» أمام خيار صعب

ظلت صادرات الخام الروسية صامدة في مواجهة العقوبات حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تتعثر خلال الفترة المقبلة، ما يضاعف الضغط على المعروض العالمي، بالتوازي مع موجة اضطرابات تهدد قدرة منتجين رئيسيين داخل “أوبك+”، مثل ليبيا وكازاخستان ونيجيريا، على الوفاء بحصصهم.

وتسعى “أوبك” للحفاظ على تحالفها مع روسيا عبر إيجاد معادلة مناسبة تحافظ على مستوى مقبول للأسعار، وتستجيب في الوقت نفسه لمطالب زيادة الإنتاج، بما يضمن مصالح المنتجين والمستهلكين، ولكنها تتخوف أيضًا من سقوط الاقتصادات الكبرى في دائرة الركود بفعل موجة التشديد النقدي، لذا خفضت توقعاتها للطلب في مايو الماضي بمقدار 310 آلاف برميل يوميًّا، وفق “كونا”.

الأنظار تتجه للسعودية والإمارات

أظهر تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، نقلته “رويترز”، تراجع إمدادات “أوبك+” للأسواق خلال مايو بأكثر من نصف مليار برميل عن هدف التحالف الإنتاجي، في حين تراجع فائض الطاقة الإنتاجية من “أوبك” خلال مايو إلى 3 ملاين برميل يوميًّا، مقارنة بـ5.4 مليون برميل قبل عام.

وبحسب “إس آند بي”، لن تتمكن روسيا من الوفاء بكامل حصتها الإنتاجية ضمن “أوبك+” البالغة 10.8 مليون برميل يوميًّا، وكذلك العديد من دول التحالف، والأنظار ستتجه للسعودية والإمارات لقدرتهما على زيادة إنتاجهما اليومي بنحو 460 ألف برميل و660 ألف برميل على الترتيب، ما يمكنهما من تعويض الفقد الناجم عن العقوبات على روسيا.

تقديرات الطاقة الفائضة لأعضاء أوبك بلس إس آند بي جلوبال

تقديرات الطاقة الفائضة لأعضاء أوبك بلس- إس آند بي جلوبال

للإطلاع على المزيد بشأن سياسة “أوبك +” الإنتاجية اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا