وسط انتعاشة الروبل.. هل تربح روسيا حرب العملات؟

ولاء عدلان
الروبل

"سبيربنك" أكبر بنك في روسيا يتوقع أن يتداول الروبل ما بين 54 و58 مقابل الدولار الواحد، على المدى القصير.


يحوم الروبل الروسي حاليًّا قرب أعلى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي، منذ 2015، مواصلًا صموده أمام العقوبات الغربية.

ومنذ بداية 2022 ارتفع الروبل بأكثر من 30%، ليصبح العملة الأفضل أداءً عالميًّا أمام الدولار، بدعم من سلسلة إجراءات اتخذتها موسكو للحد من تأثير العقوبات الغربية التي طالتها مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، فجر الخميس 24 فبراير الماضي 2022 الحالي.

أداء قوي لـ«روبل»

عززت العملة الروسية مكاسبها مقابل الدولار، صباح اليوم الأربعاء، لترتفع بأكثر من 3% مقتربة من أعلى مستوياتها في 7 أعوام، مع تراجع الدولار إلى مستويات 54.8 روبل، في حين تراجع اليورو مقابل الروبل بـ2.7% إلى مستوى 56.2 روبل، وفق “وول ستريت جورنال”.

وخلال تعاملات أمس الثلاثاء، انخفض الدولار إلى 55 روبل لأول مرة منذ أسبوعين، وتراجع اليورو إلى ما دون 56 روبل، مقتربًا من أدنى مستوياته منذ 2015، في مؤشر على أن العملة الروسية تواصل التعافي من انهيارها التاريخي في مارس الماضي، عندما تراجعت إلى مستويات 140 دولارًا، بضغط من العقوبات الأمريكية الأوروبية.

الروبل

الروبل يواصل مكاسبه أمام الدولار

أسباب انتعاشة الروبل

في أواخر فبراير الماضي، تدخّل البنك المركزي الروسي لدعم الروبل وتحييد أثر العقوبات قدر الإمكان، فقرر رفع أسعار الفائدة بأكثر من الضعف إلى 20% من نحو 9.5%، ما أسهم في تعزيز قيمة الروبل في حربه أمام الدولار، وفق “رويترز”. واتخذت موسكو أيضًا عدة إجراءات لدعم الروبل والحد من الطلب على العملات الأجنبية محليًّا.

وفي سياق دعم موسكو للروبل، إثر توالي العقوبات الغربية عليها من جراء الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت ضوابط على رأس المال وألزمت المصدرين ببيع نحو 80% من عائداتهم من العملات الأجنبية، وقررت تحصيل قيمة صادرات الغاز من الدول غير الصديقة، بما يشمل الاتحاد الأوروبي بالروبل، وفق “بلومبرج”.

أسعار النفط تدعم الروبل

قال المحلل في شركة “أريكابيتال” للاستثمار سيرجي سوفيروف، في تصريح لـ”نوفوستي” إن الارتفاع الحالي للروبل يرتبط ببداية الفترة الضريبية في روسيا، إضافة إلى أن العملة تتلقى دعمًا من الارتفاع القياسي في الحساب الجاري للدولة ومن أسعار النفط المتداولة أعلى 100 دولار للبرميل.

ورغم العقوبات ومحاولات الغرب لتقليص مشترياته من النفط الروسي، فإن موسكو تواصل جني مليارات الدولارات أسبوعيًّا من مبيعات الطاقة، فهي ثاني أكبر منتج للغاز وثالث أكبر منتج للنفط عالميًّا، ومن جهة أخرى الأسعار حاليًّا مرتفعة بنحو 60% على أساس سنوي، وفي أول 100 يوم لحربها في أوكرانيا جنت روسيا نحو 98 مليار دولار من صادرات الطاقة، وفق “سي إن بي سي”.

DiQdGheetwCYcG1DJZQH3MBuajgs5 y5uwwvyfc73fw

تراجع صادرات الغرب إلى روسيا

الروبل يتلقى المزيد من الدعم

حصلت العملة الروسية هذا الأسبوع على دفعة جديدة من الدعم، فأعلنت إيران، أمس، عن إطلاق التعامل الثنائي بالريال الإيراني والروبل الروسي في المعاملات التجارية، فيما ذكرت “رويترز” في 18 يوليو أن موسكو تسعى لبيع نفطها لبعض العملاء في الهند بالدرهم الإماراتي، في محاولة لتجنب المدفوعات بالدولار الخاضعة للعقوبات.

في الوقت نفسه تسعى تركيا لدفع ثمن وارداتها من الطاقة الروسية بعملات غير الدولار ضمن صفقة أوسع تشمل تسوية مدفوعات التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية، ومن جهة أخرى انخرطت موسكو منذ فبراير في اتفاقيات مع حلفاء مثل الصين والهند لتبادل العملات، فعلى سبيل المثال سجل حجم التداول الفوري بين الروبل واليوان في يونيو أعلى مستوياته في 6 أشهر عند 48 مليون دولار.

Enm5o6uySWaDszmiYimqGtq7cgPcP1jtcuEryUocTGU

مسار صعودي للروبل منذ مارس

هل يواصل الروبل ارتفاعه؟

يتوقع “سبيربنك” الروسي أن يواصل الروبل الأداء الجيد على المدى القصير ليتداول ما بين 54 و58 روبل مقابل الدولار الواحد، لكن على المدى الطويل يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تتراجع مرونة الروبل أمام العقوبات، إلا أن هذا الأمر موضع شك وسط توقعات بأن تعلن أوروبا، في وقت لاحق اليوم، فك تجميد بعض أموال البنوك الروسية بهدف تخفيف اختناقات تجارة الغذاء والأسمدة عالميًّا.

ومن جهة أخرى تمثل قوة الروبل ضغطًا سلبيًّا على تنافسية الصادرات الروسية، ما قد يدفع “المركزي الروسي” إلى التدخل للتخفيف من صعود الروبل عبر خفض جديد للفائدة، بعد أن خفضها 4 مرات إلى أن وصلت إلى 9.5% خلال يونيو، وتتوقع “رويترز” أن تخفض موسكو هذا الشهر الفائدة بمقدار 0.5%.

لمزيد من المعلومات حول استعداد روسيا للعقوبات الغربية اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا