التغيرات المناخية تعصف بالزراعة والأراضي الإفريقية

أحمد السيد
التغيرات المناخية

في الوقت الذي تشتد فيه آثار ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي، يتعين على الدول توسيع نطاق العمل، للتكيف مع الواقع المناخي الجديد، حتى لا تتكبد تكلفة وخسائر باهظة.


يواجه العالم أزمة التغيرات المناخية الحادة، التي تضر بالزراعة والبيئة ويتوقع أن تكلف الاقتصاد العالمي تريليونات الدولار إلى جانب تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

فقدت أماكن بالفعل تربتها السطحية بالكامل بسبب الجفاف الناجم عن التغيرات المناخية، بالإضافة إلى عدم استطاعة عدة دول حول العالم مجابهة أزمة المناخ وحدها رغم مساهمتها المنخفضة جدًا في تلوث المناخ، على رأسها دول قارة إفريقيا.

العالم يتكبد 23 تريليون دولار بحلول 2050

وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، قدرت قيمة خسائر الغذاء وخدمات النظم البيئية والدخل، في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 بسبب تدهور التربة، بنحو 23 تريليون دولار، بحسب العربية، في 5 يونيو 2022.

ويقول سكرتير الشراكة العالمية من أجل التربة ومسؤول الأراضي والمياه في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، رونالد فارغاس: “حددنا 10 تهديدات للتربة في تقريرنا العالمي.. تآكل التربة هو رقم واحد لأنه يحدث في كل مكان”، بحسب العربية.

تقليص المحاصيل 10% ومصر أول متضرر

بحسب الأمم المتحدة، قد يؤدي تآكل التربة إلى تقليل ما يصل إلى 10% من غلة المحاصيل بحلول عام 2050، ما يعادل إزالة ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية.

تعد مصر والتي تسضيف قمة المناخ COP27 في نهاية العام الحالي، من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية، وسرعان ما تضررت من الاحتباس الحراري، بعد تراجع الإنتاجية في بساتين الزيتون ومزارع المانجو، بسبب ارتفاع حرارة صيف 2021، وفق إنتربرايز، في 31 سبتمبر 2021، وقال المزارعون وخبراء المناخ الذين تحدثت إليهم إنتربرايز، إن هذا العام كان من بين أسوأ ما شهدوه منذ عقود.

تراجع إنتاج الزيتون المصري 60-80%

مصر وهي أكبر منتج للزيتون في العالم، بربع الإنتاج العالمي، هبط إنتاجها من الزيتون بنحو 60/ 80% خلال موسم الحصاد 2021، بسبب تغير المناخ، وفق إنتربرايز، وبلغ محصول الزيتون المحلي في عام 2020 نحو 497 ألف طن، وتراوح في عام 2021، بين 100 و200 ألف طن.

إنتاج الزيتون المصري

وبحسب التقرير، واجه محصول المانجو أيضًا نفس الصعوبات بسبب تغير المناخ، وهبط إنتاجه من 20 إلى 25% في موسم حصاد 2021، مضيفًا أن متوسط إنتاج المانجو في موسم 2020، بلغ 5 أطنان للفدان، في حين تراوح متوسط الإنتاج بين 3.75 و4 أطنان في 2021.

إفريقيا أول ضحايا تداعيات التغير المناخي

وفق تقرير سكاي نيوز، في 1 نوفمبر 2021، فإن إفريقيا أول ضحايا تداعيات التغير المناخي، رغم أنها القارة الأقل انبعاثًا لغاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن الأنشطة الصناعية والمتقدمة.

وأوضح التقرير أن تداعيات تغير المناخ في إفريقيا تتمثل في تعرضها لمخاطر التأثير على الموارد المائية، وتفاقم ظاهرة النزوح الداخلي، وتزايد الاحتقان بين الرعاة والمزارعين على خطوط السافانا، ليصل إلى صراعات مسلحة في السودان ونيجيريا ومالي.

أضرار من غينيا حتى تونس

الزراعة في إفريقيا صورة

أشار التقرير إلى وجود دراسات حول تداعيات تغير المناخ، تبين أن دولًا مثل، “غينيا وغامببيا ونيجيريا وتوغو وبنين والكونغو، وتونس وتنزانيا، وجزر القمر” معرضةً لأخطار كبيرة مع حلول 2050، بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر.

الأمم المتحدة ترى أن العالم سيكون بحاجة لتريليونات الدولارات لتمويل جهود مواجهة تغير المناخ، ولمساعدة الدول الفقيرة للتعامل مع زيادة الجفاف والفيضانات وموجات الحر، وفق أرقام، في 12 نوفمبر 2021.

العالم يحتاج ألف مليار دولار سنويًا

يضيف التقرير الصادر عن الأمم المتحدة: “تكاليف التأقلم مرتفعة أكثر من تلك التي قدرت سابقًا في مواجهة الفيضانات في المدن والشح في المواد الغذائية وموجات الحر القاتلة والهجرات الجماعية، حتى أصبحت التصورات الحالية لتمويل التكيف غير كافية بالنظر إلى الحجم المتوقع لتأثيرات المناخ”.

ووفقًا للتقرير، قد يصل التمويل اللازم للتكيف مع تغير المناخ بحلول عام 2050 إلى ألف مليار دولار سنويًا في سيناريوهات معينة للانبعاثات.

ربما يعجبك أيضا