إجراءات صارمة لترشيد الغاز.. أوروبا تستعد للشتاء الأصعب مع تناقص إمدادات روسيا

أحمد السيد
الكهرباء

تتفاقم مشاكل الطاقة في أوروبا بسبب موجة الحرّ والجفاف، فضلًا عن انخفاض مستوى المياه في عددٍ كبير من الأنهار التي تعد ذات أهمية كبيرة لشحن الوقود إلى محطات الكهرباء.


تستعد أوروبا هذا العام لشتاء يكاد يكون هو الأصعب منذ سنوات، بسبب تقلص إمدادات الغاز من روسيا، أكبر مورد للقارة بـ40% من احتياجاتها السنوية.

وخفضت عملاقة الطاقة الروسية “جازبروم”، في 27 يوليو 2022، كمية الغاز الطبيعي التي تتدفق عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” من روسيا لأوروبا إلى 20% من طاقته، ما زاد المخاوف من احتمال قطع الغاز تمامًا للضغط السياسي على أوروبا، وهي تحاول تعزيز مخزونها لفصل الشتاء.

الاتحاد الأوروبي يخفض استهلاك الطاقة 15%

يعد هذا أحدث خفض لمعدلات تدفق الغاز عبر خط الأنابيب المهم، والذي عزته روسيا إلى مشكلات فنية، ولكن ألمانيا وصفته بأنه خطوة سياسية لنشر حالة عدم اليقين ورفع الأسعار، وسط أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وفق موقع قناة “سكاي نيوز.

أزمة الطاقة

وردًّا على تهديدات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بقطع إمدادات الغاز، وافق الاتحاد الأوروبي على خفض استهلاك الطاقة 15%، ما أدى إلى اليقظة على مستوى القارة بشأن مقاييس الحرارة ومفاتيح الإضاءة، وفق تقرير لوكالة “بلومبرج” نشرته في 4 أغسطس 2022.

ألمانيا تعتم مواقع سياحية.. وإيطاليا توقف التكييفات

حسب “بلومبرج”، تعهدت حكومة ألمانيا بخفض استهلاكها للطاقة 10%، وتوقفت العاصمة برلين بالفعل عن إضاءة معالمها السياحية ليلًا، وأعتمت مواقع سياحية مثل بوابة براندنبورج وعمود النصر. وحددت إيطاليا واليونان سقف 27 درجة لتكييف الهواء في المباني العامة. وفرضت باريس غرامات مالية على الشركات التي تترك النوافذ والأبواب مفتوحة في أثناء تشغيل مكيّفات الهواء.

ودعا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى التوقف عن ارتداء ربطة عنق، وفرضت حكومة مدريد قواعد جديدة تقضي بعدم السماح لأي شركة بتبريد مكاتبها الداخلية بأقلّ من 27 درجة مئوية أو تدفئتها فوق 19 درجة مئوية خلال فصل الشتاء. وينص المرسوم الإسباني الذي يسري حتى نوفمبر 2023، على وقف إضاءة المعالم الأثرية، ويحظر على المتاجر إضاءة نوافذ العرض بعد الساعة 10 مساءً، حسب بلومبرج.

خفض تدفق الغاز الروسي

شركة الطاقة الروسية جازبروم

ينقل خط الأنابيب الروسي 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًّا إلى أوروبا، أو نحو 40% من إجمالي واردات خط الأنابيب من روسيا. وقطعت موسكو بالفعل صادراتها من الغاز إلى عدة دول أوروبية في يونيو الماضي. وأعلنت ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، عن أزمة غاز بعد أن خفضت “جازبروم” الروسية الحكومية صادراتها عبر خط الأنابيب 60%، وفق موقع قناة سي إن إن”.

ولكن جازبروم ألقت باللوم في هذه الخطوة على قرار الغرب حجب التوربينات الحيوية بسبب العقوبات. وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، في وقت سابق في يوليو، إن ألمانيا يجب أن تستعد للأسوأ بسبب الغاز، وإن أي شيء يمكن أن يحدث، حسب “سي إن إن”.

فرنسا تدعو إلى تجنب انقطاع الكهرباء

من أجل تجنب أزمة قطع الكهرباء في الشتاء، دعت رئيسة كتلة التجمع الوطني اليميني في البرلمان الفرنسي، مارين لوبان، إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، لأنها “غير مجدية، وبسببها يعاني الأوروبيون”، وفق ما نقل موقع قناة “روسيا اليوم”، في 4 أغسطس 2022.

وقالت لوبان: “أتمنى أن تختفي العقوبات لتجنب انقطاع التيار الكهربائي عن أوروبا، خصوصًا في ما يتعلق بواردات الغاز”، منددة بما قالت إنه “عدم قدرة السلطات الفرنسية على التحرك على الإطلاق”، بعد إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية.

ربما يعجبك أيضا