أمريكا تدفع اقتصاد العالم إلى نفق مظلم.. وتستعد للخروج سالمة

أحمد السيد

كبير المستشارين الاقتصاديين في «أليانز»، محمد العريان، في انتقاده لبنك الاحتياطي الفيدرالي، قال إنه أخطأ في وصف «ماهية التضخم» وتخلف عن اللحاق به، ما أفقده القدرة على الاستجابة الأولى الأفضل.


أدخلت أمريكا دول العالم في حالة تضخم أسعار، هي الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب رفع معدلات الفائدة إلى مستويات قياسية، تسببت في تخارج الاستثمارات من الأسواق الناشئة.

وفي يوليو المنقضي، واصل بنك الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأمريكي) رفع أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي عند 2.15%، في محاولة لكبح جماح الأسعار المرتفعة في أكبر اقتصاد بالعالم، مواصلًا موجة تصعيد الفائدة التي بدأها في مارس 2022.

أمريكا أخطأت في وصف ماهية التضخم

كبير المستشارين الاقتصاديين في “أليانز”، محمد العريان، قال في انتقاده بنك الاحتياط الفيدرالي، إنه أخطأ في وصف “ماهية التضخم” وتخلف عن اللحاق به، ما أفقده القدرة على الاستجابة الأولى الأفضل، لينتهي المطاف في هذا الموقف الفظيع الذي يمر به العالم اليوم، والذي رفع معدلات التضخم الأمريكي إلى 9%، وفق صحيفة “الخليج” في 13 يونيو 2022.

Fed Doom Spiral scaled 1

 

وبعد رفع الفائدة الأمريكية الأخيرة إلى 2.25%، أعقبت بنوك الخليج في السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر وعمان، الاستجابة لقرار المركزي الأمريكي، برفع سعر الفائدة إلى مستويات قياسية جديدة، نظرًا إلى ربطها عملاتها بالدولار، وفق موقع قناة “العربية“، في 27 يوليو 2022.

بعد الخليج.. مصر تعاني خروج الأموال الساخنة

في مصر، تسبب رفع الفائدة الأمريكية في خروج 90% من الأموال الساخنة في أدوات الدين الحكومية، بما يقارب 20 مليار دولار، حسب وزير المالية المصري، الدكتور محمد معيط، في مقابلة مع قناة “الشرق” في 21 يونيو 2022، وتصريحات رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، في 15 مايو 2022، حسب قناة “العربية“.

وأوضحت دراسة لصندوق النقد الدولي، في 15 إبريل 2022، أن ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، والذي يأتي مدفوعًا بتوقع إجراءات أكثر تشددًا من جانب البنوك المركزية، من شأنه أن يلحق الضرر باقتصادات الأسواق الناشئة.

صندوق النقد يحذر الأسواق الناشئة

أشار التقرير  الصادر عن صندوق النقد إلى أنه ينبغي أن تسعى الاقتصادات الناشئة والنامية لتعويض الارتفاع في أسعار الفائدة العالمية، باستخدام سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في الداخل، ولتحقيق ذلك، فهي تحتاج إلى بعض استقلالية للقرار بعيدًا عن تأثير الأوضاع المالية العالمية،حتى في ظل هروب رؤوس الأموال الساخنة.

صندوق النقد الدولي

وفي ذلك الوقت قال الصندوق إن الوقت ملائم حاليًّا لكي تطيل الأسواق الصاعدة أجل استحقاق الدين، وتحد من عدم تناسق العملات في الميزانيات العمومية، وتتخذ خطوات لتعزيز الصلابة المالية، نظرًا إلى استمرار القدرة العالية على تحمل المخاطر في الأسواق المالية العالمية حتى الآن، مع إمكانية حدوث المزيد من التمييز السوقي في المستقبل.

شركات أمريكية تعاني بسبب بنك الاحتياطي

قرارات المركزي الأمريكي لم تضعف الأسواق العالمية وحدها، بل امتد الأمر إلى الاقتصاد المحلي هناك، واتهمت شركات أمريكية بنك الاحتياط الفيدرالي بارتكاب أخطاء أسهمت في تعميق أكبر موجة تضخم تشهدها البلاد في أكثر من 4 عقود، وفق موقع قناة “العربية” في 22 يونيو 2022.

10228829811626950251

وقال مستشار الرئيس الأمريكي السابق الاقتصادي، جاري كوهن، إن الشركات الأمريكية تشعر بالإحباط من مجلس الاحتياط الفيدرالي بسبب الانتظار طويلًا لمكافحة التضخم، وأن الشركات تعاني تضخم الأجور وارتفاع تكاليف المدخلات لأكثر من عام. وأضاف: “أعتقد أن مجتمع الأعمال يشعر بخيبة أمل في أن الاحتياط الفيدرالي قد استغرق كل الوقت للوصول إلى حقيقة ما يراه مجتمع الأعمال”.

 معدل التضخم الأمريكي المستهدف 2%

الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أضعفت الاقتصاد العالمي، تستعد للخروج منه متعافية تمامًا، فمجلس الاحتياط الفيدرالي مستعد لرفع معدل الفائدة إلى 3.9% بحلول نهاية العام الحالي 2022، وإلى 4.4% بنهاية 2023، بحسب تصريحات رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في منيابوليس، نيل كاشكاري، التي نقلتها قناة “سكاي نيوز” في 11 أغسطس 2022.

وأضاف كاشكاري: “علينا أن نعود إلى معدل تضخم 2% في وقت لاحق”، في إشارة إلى مستوى التضخم الذي يستهدفه مجلس الاحتياط الفيدرالي، مقارنة مع 9.1% بنهاية يونيو الماضي 2022.

 

ربما يعجبك أيضا