شركات صينية بـ2.1 تريليون دولار مهددة بالتخارج من «وول ستريت»

أحمد السيد

يضيف قرار 5 شركات صينية بمغادرة البورصات الأمريكية إلى الشكوك بشأن إمكانية توصل سلطات البلدين إلى اتفاق حول قواعد الإفصاح.


تواصل الشركات الصينية الكبرى الانسحاب من البورصة الأمريكية الأكبر في العالم “وول ستريت”، وسط تصاعد الخلاف بين أمريكا والصين بشأن تدقيق المعلومات.

والانسحاب الصيني من البورصة الأمريكية بدأ منذ نحو عامين. ويلزم قانون صدر عام 2020 أي شركة مدرجة في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية بالحصول على مصادقة على حساباتها من شركة معتمدة من المنظمة المستقلة للمحاسبة، ما ترفضه الصين لأسباب تتعلق بالأمن.

318 مليار دولار يجري سحبها من «وول ستريت»

أعلنت 5 شركات صينية تبلغ قيمتها مجتمعة 318 مليار دولار، بينها أكبر مجموعتين للنفط في الصين، انسحابها من بورصة نيويورك، بحسب موقع قناة “الشرق”، يوم الجمعة 12 أغسطس 2022، إثر تصاعد الخلاف بين النظامين الحاكمين داخل البلدين، الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

الصين

علم الصين

 

وقالت أكبر مجموعات الطاقة في العالم “سينوبيك” و”بتروتشاينا”، في بيانين منفصلين، إنهما ستتقدمان بطلب “لانسحاب طوعي” من سوق المال الأمريكية، وصدرت إعلانات مماثلة عن شركة الألمنيوم الصينية “تشالكو” و”تشاينا لايف” وفرع لشركة الصين للبتروكيماويات “سينوبك”، مقره في شنجهاي.

البداية منذ عامين

لم تكن هذه هي البداية، فموجة الانسحاب الصيني من البورصة الأمريكية بسبب تدقيق البيانات بدأ منذ نحو عامين، عندما أعلنت شركة “سينا كورب” انسحابها من بورصة “وول ستريت”، في الوقت الذي تخضع فيه شركات التكنولوجيا الصينية لمزيد من التدقيق في الولايات المتحدة، وفق “العربية” في 30 سبتمبر 2020.

وتبعها مجموعة “ديدي تشوتشينج” التي تعدّ “أوبر” الصينية في الانسحاب من بورصة نيويورك، بعد 5 أشهر فقط على عملية الإدراج التي جمعت فيها 4.4 مليار دولار، لتنهي العلاقة الودية بين “وول ستريت” ومجموعات التكنولوجيا الصينية التي كانت تواجه حملة تشديدات رقابية من السلطات في بكين والجهات المنظمة في الولايات المتحدة، وفق “فرانس 24“، في 5 ديسمبر 2021.

«علي بابا» قد تترك بورصة نيويورك

بعد أيام من إعلان “ديدي” الانسحاب، تراجعت أسهم شركة “علي بابا” التي دفع وصولها إلى “وول ستريت” عام 2014 العديد من الشركات الصينية إلى إدراج أسهمها في نيويورك، إلى أدنى مستوى لها في 5 سنوات، وأثار شائعات بأن العملاق الصيني قد يترك بورصة نيويورك أيضًا.

image 2

وأعلنت الهيئات المنظمة لأسواق المال في الولايات المتحدة، وقتها، تبني قاعدة تسمح بشطب الشركات الأجنبية من البورصة، حال فشلها في تقديم البيانات إلى مراجعي الحسابات، لتستهدف الخطوة أساسًا الشركات الصينية، وتتطلب منها كشف إن كانت “مملوكة أو خاضعة لسيطرة” الحكومة.

شركات صينية بـ2.1 تريليون دولار مهددة

أشار التقرير إلى وجود بيانات حكومية أمريكية نشرت في 2021، تفيد أن 248 شركة صينية مدرجة في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ مجموع قيمتها السوقية 2.1 تريليون دولار، معرضة لخطر التخارج من “وول ستريت”.

ووفق “بلومبرج“، في 16 أغسطس 2022، فإن السلطتين القضائيتين في الصين وهونج كونج هما الوحيدتان في العالم اللتان لا تسمحان بإجراء مجلس الرقابة المحاسبية الأمريكية العام لعمليات التفتيش، نظرًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي والسرية، على حد تعبير مسؤولي بكين.

موعد الخروج قد يكون مبكرًا

أشار التقرير إلى تحديد السلطة الأمريكية عام 2024 موعدًا نهائيًّا لإلغاء إدراج الشركات غير الممتثلة، ويفكر المشرعون الأمريكيون في تمرير مشروع قانون لتقريب الموعد للعام المقبل 2023. وذكر التقرير أن شركات أخرى تفكر في الانسحاب حاليًّا من “وول ستريت”.

وأبرز هذه الشركات هي “تشاينا إيسترن إيرلاينز”  و”تشاينا ساوثرن إيرلاينز” اللتان تخضعان لسيطرة لجنة مراقبة الأصول والإدارة التابعة لمجلس الدولة (SASAC)، وهي نفس الهيئة المهيمنة على الشركات الأربع التي كشفت، الأسبوع الماضي، عن خططها للخروج من الولايات المتحدة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا