«طريق السبايا».. مخطط «ملالي قم» للتغيير الديموغرافي في المشرق

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

إذا كان أكثر العرب قد اطلعوا على بروتوكولات حكماء صهيون، فإن أكثرهم لم يطلعوا على بروتوكولات ملالي قم، للسيطرة ليس فقط على المشرق العربي وإنما أفغانستان وأذربيجان وأجزاء من تركيا، بل والتغلغل في كافة أنحاء العالم الإسلامي.

الأحلام الكسروية للخميني ولخامنئي ولكافة ملالي مدينة قم، باتت مخططات تنفذ اليوم على الأرض بشكل خطير ولم يسبق له مثيل، وهي مخططات معلنة لا يخفونها في مجالسهم حتى العلنية، بأنهم يريدون الاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وآخر هذه المخططات هو ما أسموه “طريق السبايا”، والمقصود به الطريق الذي سار فيه نساء آل البيت رضوان الله عليهن ومعهن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا ومعهم رأس الحسين بن علي، من كربلاء (استشهد فيها الإمام الحسين ومعه عدد كبير من آل البيت) إلى دمشق حيث مجلس الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، مع العلم أنه تاريخيا لم يثبت من قريب أو بعيد أن هؤلاء ساروا في هذا الطريق الطويل، كذلك فهم لم يكونوا سبايا لأحد كما تزعم إيران.

والغريب أنهم يعلنون جهارا نهارا عن مخططاتهم تلك ويقولون إنهم سينفذونها رغم أنها في مناطق ومدن سنية بالكامل، يفتتحون الجامعات في العراق وسوريا وينقلون آلاف المستوطنين الإيرانيين إلى الحواضر العربية السنية أمام أنظار العالم أجمع، وهؤلاء يشترون الأراضى والبيوت والشقق ويتزوجون من أهالي تلك الديار، بل الأخطر أنهم يتغلغلون في كيانات حتى إنهم يستولون على أملاك المهجرين العرب السنة في سوريا والعراق واليمن بل يتمددون في لبنان بشكل كبير كذلك، وللأسف فمخططاتهم مستمرة بلا توقف ولا رادع.

ويبدو أن هدف الاستخبارات الإيرانية اليوم في العراق هو الموصل، فهي الهدف الأول والرئيس من اختراع هذا المشروع الوهمي، فهي مركز السنة في العراق، ومخططات تشييعها مستمرة، وبناء المزارات الشيعية الوهمية فيها يتم على قدم وساق، وما يجري هو ضمن مخطط إقامة الهلال الشيعي.

الموصل التي عانت من التدمير حيث كانت القوات المهاجمة لها تقصف المدينة بشكل عشوائي بحجة حرب داعش، والحقيقة أنهم كانوا يدمرون المدينة استعدادا للسيطرة الكاملة عليها عبر التغيير الدميغرافي.

هذا المخطط الأخير يتم برعاية وحماية مليشيات كتائب حزب الله العراقية ومليشيات النجباء والعصائب وكل المليشيات قرارها من إيران.

طريق السبايا

هذا الطريق يبدأ بمدينة كربلاء مرورا ببغداد وسامراء وتكريت والموصل في العراق وصولاً إلى حلب ودمشق في سوريا، ويرى الشيعة أنه الطريق الرابط بين المدينتين وأنه يمر بأراضي شمال العراق فتركيا فسوريا.

وهم اليوم لا يعملون على تحديد ذلك المسار فقط، وإنما يستعدون لإنشاء مزارات شيعية على امتداده !، وبالطبع فإن كل مزار سيصبح بؤرة إيرانية وسيستوطن حوله آلاف الإيرانيين والأفغان والباكستانيين الشيعة.

وفي الأسابيع الماضية قام عدد من ممثلي العتبات الشيعية ومتخصصين في التاريخ والجغرافية، برحلة من كربلاء إلى مناطق شمال العراق في أسكي موصل وسنجار وتلعفر لتحديد مسار طريق نساء آل البيت.

اعتراضات سنية

سنة العراق من العرب والكورد والتركمان يرون أن هذا مخطط إيراني بمباركة من مرجعية النجف الشيعية للاستيلاء على أراضيهم وفرض نفوذ الشيعة والحرس الثور الإيراني ومليشيا الحشد الموالية على على تلك المناطق، فتجربة سامراء تلك المدينة السنية والتي تضم مراقد الأئمة الهادي والعسكري وسرداب “المهدي” (بحسب الشيعة) ماثلة أمامهم حيث أنها محتلة من تلك المليشيات مع أنها مدينة سنية بغالبية ساحقة، فببناء مزارات شيعية في الموصل وسنجار سيعيد تجارب السيدة زينب في جنوبي دمشق وسامراء.

بل إن علماء السنة في العراق ومعهم أكاديميين في التاريخ ينفون وجود مثل هذا الطريق أصلا،

محمد عبد الوهاب، الرئيس السابق للوقف السني في نينوى، قال عبر فضائية “رووداو” عن البحث الجديد للعتبة الحسينية والذي يظهر أن الطريق مر بأسكي موصل وسنجار فنصيبين، فكوردستان سوريا، وصولاً إلى دمشق: “هذا البحث ليس بأمر يدخل في إطار الدين، وهو ليس بعمل جيد في هذا التوقيت الحساس، إن ما يجري لا يصب في مصلحة الدين ولا الأمة”.

ورأى الرئيس السابق للوقف السني في نينوى أن من ينظر إلى مسار هذا الطريق، يعرف أن الطريق من كربلاء إلى دمشق أقرب من هذا الطريق الطويل الذي يشار إليه “والهدف من هذا البحث هو مشروع سياسي يهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي”، وأضاف أن “الشيعة يستخدمون مصطلح سبايا خطأ، فهؤلاء لم يكونوا سبايا بل كانوا أسرى، وثم اختلاف بين السبايا والأسرى، ولم يُتخذ هاشمي ولا قريشي سبية، فالأولى بالشيعة أن يصرحوا بالقول إنهم يريدون الاستحواذ على تلك المناطق لا أن يتحججوا بحجج غير منطقية”.

العالم السني فرست مرعي، قال عبر الفضائية نفسها: “يريد الشيعة عن طريق هذا البحث بناء مزارات ومقامات وهمية، مثل مزار زين العابدين في داقوق الذي لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل هدفهم الوحيد هو التمسك بتلك الأرض… الروايات الشيعية كلها تعتمد على مصادر من عهد الصفويين تم فيها تحريف الكثير من الحقائق التاريخية”، وأردف هؤلاء يريدون: “تسهيل حركة التنقل الإيرانية وتنفيذ الخطة الاستراتيجية الإيرانية، فيريدون أن يفعلوا بالموصل ما فعلوه بالدجيل وينتفعوا من استراتيجيتها الجغرافية”.

نماذج من البروتوكولات

وقد ترجم الدكتور الإيراني عبدالرحيم البلوشي تلك البروتوكولات ونشرها، وهذه بعض الأفكار التي توضح كيف يفكر النظام الإيراني الحالي

“إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة، فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا”

“إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات الإسلامية بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال فى تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بذلك قد حققنا نجاحًا باهرًا

“إن سيطرتنا على الدول العربية والإسلامية تعني السيطرة على نصف العالم”

sabaiaa

ربما يعجبك أيضا