استفزاز متعمد لتأخير الاستحقاق الانتخابي.. هجوم يستهدف الجيش الليبي بالجفرة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أكد الجيش الليبي أنه ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، إلا أنه شدد في الوقت ذاته أنه سيرد على أي استفزاز بقوة وحزم، يأتي هذا بعدما تعرضت، اليوم الخميس، وحدات تابعة للجيش لهجوم من قبل أربع سيارات مسلحة شمال منطقة سوكنة في الجفرة، بحسب ما أعلن أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش.

وفي سياق متصل، قال دبلوماسي أوروبي، أمس الأربعاء، إن الأمم المتحدة تبحث مع دول أوروبية إمكانية المشاركة في مراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتزويد المراقبين في ليبيا بالخبرات وصور الأقمار الاصطناعية، موضحًا أن أسطول “إيريني” يسجل استمرار انتهاك حظر توريد السلاح إلى ليبيا.

كان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر من العام الماضي بين الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة نص على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة بحلول يناير 2021، إلا أن هذا التاريخ انقضى دون التوصل لأي حل.

استفزاز متعمد

يشكل ملف المرتزقة فضلاً عن مسألة توحيد القوى الأمنية إحدى أصعب العقد في وجه السلطة الجديدة في ليبيا، وفي توقيت متزامن، اليوم الخميس، يبحث وزراء الدفاع الأوروبيون، في العاصمة البلجيكية بروكسل، ملف المرتزقة، واستئناف تدريب خفر السواحل الليبي، وفق دبلوماسي أوروبي، حسب ما أورد موقع العربية نت.

الوزراء الأوروبيون سيبحثون كذلك تعطيل تركيا التعاون بين عملية “إيريني” وأسطول الناتو في البحر المتوسط، إضافةً إلى تقوية آليات التدخل العسكري الأوروبية. بينما اعتبر الجيش الليبي أن هذا الهجوم “استفزاز واضح وصريح ومتعمد” يهدف إلى تصعيد المواجهة المسلحة وعرقلة وقف إطلاق النار.

وأوضح الجيش الليبي في بيان، تفاصيل الهجوم، لافتًا إلى أن وحدات من اللواء 128 التابع للجيش تعرضت لهجوم من قبل أربع سيارات مسلحة شمال منطقة سوكنة. وأشار إلى أن ما وصفها بالعصابة الإرهابية انسحبت بعد أن واجهت ردًا مناسبًا من قبل اللواء، إلى ذلك، أكد أن تلك التطورات تعتبر استفزازًا واضحًا وصريحًا ومتعمدًا؛ يهدف إلى تصعيد المواجهة المسلحة وعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار.

توريط الجيش الليبي

يبدو أن المتطرفين يسعون إلى توريط الجيش في اشتباكات من أجل اتهامه بتعطيل التسوية السلمية والوصول للاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر القادم الذي يتطلع إليه الليبيون بفارغ الصبر”، وفقًا لقناة الحدث.

وتبذل ليبيا جهودًا واسعة بمساعدة أطراف إقليمية قوية بينها مصر، لاستعادة الدولة الليبية الأمن والاستقرار والتخلص من الميليشيات المسلحة ووقف تهريب السلاح إلى الداخل الليبي، وبينما ينتشر مرتزقة تمولهم تركيا، دعت وزيرة الخارجية في الحكومة الليبية نجلاء المنقوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي مولود تشاوش أوغلو، أنقرة، مؤخرًا، إلى اتخاذ خطوات لتنفيذ مخرجات برلين حول ليبيا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون معًا في إنهاء تواجد كافة القوات الأجنبية والمرتزقة في البلاد حفاظا على سيادتها.

التزام كبير

وعادت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لتؤكد التزامها التام بمبادئ اتفاقية وقف النار واحترام المساعي المحلية والدولية الرامية لإحلال السلام في البلاد، إلا أن عمليات الجيش في محاربة الإرهابيين ستستمر حتى يتم اجتثاثهم من كامل الأراضي الليبية.

يذكر أن ليبيا تعيش منذ أكتوبر العام الماضي، على وقع اتفاق لوقف النار بين شرق البلاد وغربها برعاية أممية. وتترقب ليبيا التي شهدت قبل أشهر ولادة حكومة وحدة وطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، إجراء انتخابات عامة في ديسمبر المقبل، من أجل تشكيل سلطات جديدة في البلاد، إلا أن خلافات لا تزال قائمة بين الأطراف في الحكم على القواعد الدستورية لتلك الانتخابات.

ربما يعجبك أيضا