حصار العبدية.. جريمة حرب ضد الإنسانية والخطر الحوثي يقترب من مأرب

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

وسط استماتة من مليشيا الحوثي الموالية لإيران في الهجوم على مأرب معقل الشرعية اليمنية، يستمر حصار المليشيا الحوثية منذ أكثر من أسبوعين لسكان مديرية العبدية (التابعة لمارب) ووصل الأمر لمنع وصول الغذاء والدواء والماء إلى المديرية، الأمر الذي أجبر المدنيين على شرب مياه ملوثة، ما ينذر بحدوث كارثة صحية.

مليشيا الحوثي منعت إجلاء الجرحى رغم أنها استهدفت المديرية المحاصرة بالصواريخ البالستية وكل أنواع الأسلحة الثقيلة، في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.

الأرقام الرسمية الحكومية قالت إن هناك ما لا يقل عن 9827 طفلاً يعيشون تحت الحصار يعانون من سوء التغذية، منهم 2465 يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما تحتاج 3451 امرأة إلى الرعاية الصحية والإنجابية.

في سياق متصل، استمر محاولات الجيش اليمني والقبائل وقوات التحالف العربي في صد هجمات مليشيا الحوثي على مديرية العبدية من جهة وعن التقدم إلى مركز محافظة مأرب من جهة أخرى.

ومنذ فبراير 2021، يستميت الحوثيون في هجماتهم في محافظة مأرب، حيث يتواجد بها المقر الرئيس لوزارة الدفاع اليمنية، وبسبب ثرواتها النفطية وحقول الغاز، وكذلك احتوائها على محطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.

مقتل 300 مسلح من الحوثيين

فيما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، مقتل نحو على 300 مسلّح من الحوثيين خلال الساعات الـ24 الأخيرة إثر قصف جوي في منطقة العبدية جنوب محافظة مأرب، وقال التحالف في بيان: “استهدفنا تسع آليات عسكرية للميلشيات الحوثية في العبدية وخسائرها تجاوزت 134 عنصرا”، وأكد التحالف، تنفيذ 43 استهدافا لآليات وعناصر الحوثي في مديرية العبدية، جنوب مأرب، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

الحكومة اليمنية

فيما وجه وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني نداء عاجلاً للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي لوقف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب بعد فرضها حصارا عليها.

وقال الإرياني إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل إعاقة ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والمنظمات الدولية والمحلية للقيام بدورها الإغاثي والإنساني، كما منعت وصول الفرق والطواقم الطبية إلى قرى مديرية العبدية، كما أضاف أن هذا الأمر يتسبب في كارثة طبية وصحية في أوساط المدنيين، ويعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان.

تصدينا لاقتحام الحوثي

التحالف أكد أن عملياته الجوية وعلى مدى 20 يوماً أوقفت اقتحام الحوثيين لمديرية العبدية في محافظة مأرب، ودعا المنظمات الأممية وغير الحكومية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية تجاه المدنيين المحاصرين في المدينة.

وتأتي تصريحات التحالف في ظل استمرار القصف الحوثي المتواصل والحصار المطبق لأكثر من 150 ألف نسمة في مديرية العبدية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وإبادة جماعية لأبناء المديرية، وأكد التحالف على “دعم الجيش الوطني اليمني ورجال القبائل في فك الحصار عن المدنيين بمديرية العبدية”، مشددا على أنه :ينظر في كافة الخيارات الإنسانية والعملياتية، خصوصا أن حالة الوضع الإنساني بالعبدية مأساوي”.

مظاهرات في العبدية

وفي العبدية، نظمت العشرات من نساء المديرية وناشطات حقوقيات، وقفة احتجاجية للتنديد بالحصار الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على المديرية جنوب محافظة مأرب منذ 22 يوماً.

ونددت المحتجات خلال الوقفة التي أقيمت أمام مقر المنظمات الإنسانية الأممية الدولية بمدينة مأرب، بالحصار الحوثي المستمر على العبدية والموقف الدولي المتقاعس تجاه الحصار.

كما طالبت المحتجات، الأمم المتحدة بالخروج من دائرة التجاهل والتقاعس وممارسة ضغوط أكبر على الميليشيات الإرهابية لإنهاء هذا الحصار ووقف هجماتها المتزامنة على المديرية وتسيير قوافل إنسانية لإغاثة المحاصرين وإجلاء الجرحى.

وسلمت المحتجات بحسب “وكالة الأنباء اليمنية” نسخة من بيانهن لممثلي المنظمات الأممية، وشددت على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في مديرية العبدية من نساء وأطفال وكبار سن ومرضى من الإبادة الجماعية، وفك الحصار عنهم ومد جسر جوي لإيصال الأدوية والأغذية التي انعدمت تماما لمساعدتهم على مقاومة الموت جوعا ومرضا.

ربما يعجبك أيضا