ماذا تعكس زيارة حميدتي لموسكو في هذا التوقيت؟

ضياء غنيم

وفيما أعرب لافروف عن عمق العلاقات السودانية الروسية، أوضح أن موسكو على قناعة بقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، وتدعو لعدم التدخل في شئونهم.


يزور نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو العاصمة الروسية موسكو، منذ 23 فبراير الجاري، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سوداني رفيع إلى روسيا منذ الإطاحة بعمر البشير 2019، وفي ضوء ذلك نستعرض أبرز ما تبعثه تلك الخطوة من إشارات.

وصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء 23 فبراير الجاري، على رأس وفد رفيع المستوى يضم كلًّا من وزير المالية جبريل إبراهيم، ووزير المعادن والطاقة محمد بشير أبو نمو، ووزير الزراعة والغابات د. أبو بكر عمر البشرى، ووزير النفط محمد عبد الله محمود، بجانب وكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي.

أهمية الزيارة

وخلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 24 فبراير الجاري، أعرب نائب رئيس مجلس السيادة عن امتنان الخرطوم للدعم والمساندة الروسيين المتواصلين لبلاده، في جميع المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، مؤكدًا “عزم السودان على المضي قدماً بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، إلى جانب تعزيز التعاون القائم بما يحقق الاستفادة من الإمكانيات المشتركة”.

وفيما أعرب لافروف عن عمق العلاقات السودانية الروسية، أوضح أن موسكو على قناعة بقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، وتدعو لعدم التدخل في شئونهم.

وبحث دقلو مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في 25 فبراير الجاري، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وضرورة “تكثيف التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وتفعيل أنشطة اللجنة الوزارية السودانية الروسية“، مرحبًا بانعقاد الدورة السابعة للجنة الوزارية الاقتصادية السودانية الروسية المشتركة بالعاصمة السودانية الخرطوم خلال النصف الأول من العام الجاري.

ومن جانبه أشار نوفاك إلى أن السودان شريك حقيقي لبلاده في جميع المجالات، وأن الجانب الروسي مستعد لتفعيل اتفاقيات التعاون وبدء الاستثمار في السودان.

وبحث حميدتي مع نائب وزير الدفاع الروسي أليكسندر موفين الأوضاع في الشرق الأوسط وإفريقيا و”مواصلة التعاون المفيد في المجالين العسكري والعسكري التقني، وفق تصريحات صحفية لوزارة الدفاع الروسية في يوم السبت 26 فبراير، حسب موقع روسيا اليوم.

كما تناول لقاؤه سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا.

دلالات الزيارة

تتزامن الزيارة مع جولات مماثلة لعضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر إلى دول إفريقية عدة، حيث زار كلًّا من جمهورية السنغال والجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية وجمهورية النيجر، وتضمنت الزيارة بعث رسائل خطية لقادة الدول الأربع من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول “مجمل مجريات الأوضاع بالبلاد”، وحرص المجلس على دعم أي حوار وطني شامل يفضى إلى استكمال الفترة الانتقالية وصولًا لإجراء الانتخابات.

جاءت الزيارة قبيل انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثار رفضًا داخليًّا للزيارة بحسب سودان تريبيون، خاصة مع وجود تصريحات منسوبة لدقلو تضمنت دعمًا لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي “دونيتسك” و”لوهانسك” المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا، بوصفه “قرارًا منطقيًّا”.

وقد سارعت سفارة السودان بموسكو لنفي وصف دقلو وفق بيان للخارجية السودانية، مؤكدة أنه “تحدث بصورة عمومية عن ضرورة اتباع السبل والوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة، كما أمّن على حق روسيا في حماية مواطنيها بما يكفله القانون والدستور”.

انعكاسات محتملة

وبحسب تصريحات المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر لموقع إرم نيوز، فإن تعقيدات المشهدين الإقليمي والدولي والأزمة الأوكرانية ستلقي بظلالها على الأوضاع الداخلية في السودان، خاصة مع التنافس الدولي القائم بالأساس بين روسيا والولايات المتحدة حول السودان.

وترى صحف ومواقع سودانية معارضة أن الزيارة تمثل أحد تجليات الخلاف بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان من جانب ونائبه وقائد قوات الدعم الفريق أول محمد حمدان دقلو من جانب آخر حول دمج قوات الدعم داخل جيش وطني موحد وفق اتفاق سلام جوبا، حيث تزامنت زيارة دقلو لموسكو مع تفقد البرهان مدرعات الشجرة جنوبي الخرطوم، بحسب صحيفة التغيير.

ربما يعجبك أيضا