ماذا تحمل زيارة بوريس جونسون للإمارات والسعودية؟

ضياء غنيم

تتعرض بريطانيا لأكبر انخفاض في القيمة الحقيقية للدخول منذ سبعينيات القرن الماضي وهو ما يؤثر في الفئات ذات الدخل المنخفض


بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء 16 مارس 2022، زيارة  تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

تأتي الزيارة لبحث تأمين إمدادات الطاقة العالمية والأمن الإقليمي والأوضاع في أوكرانيا، ويلقي ملف الطاقة بظلاله على المحادثات المتوقعة وسط الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة وارتفاع تكلفة المعيشة داخل بريطانيا، فما أبرز أهداف الزيارة ورسائلها؟

رسائل الداخل

حاول بوريس جونسون في مقال له بـ”الدايلي تليجراف” تأطير استراتيجية الحكومة لمعالجة أزمة الطاقة في بلاده، التي من المفترض أن ترى النور في مارس الجاري 2022، بدءًا من البحث عن بدائل للنفط الروسي سلاح بوتين الأهم في التحايل على العقوبات، وتحمل الآثار الجانبية لهذا الإجراء من أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.

ويعول جونسون على أمرين في زيارته لأبوظبي والرياض أولها تعويض الفاقد من النفط الروسي على المدى القريب، وثانيها ضخ المزيد من استثمارات الطاقة المتجددة في بريطانيا التي تمثل بالكاد 25% من مزيج الطاقة بالمملكة المتحدة.

ورطة الحكومة البريطانية

تواجه الحكومة البريطانية ارتفاع أسعار الطاقة وتكلفة المعيشة بخفض الضرائب والفواتير المنزلية بسقف زمني محدود، وتتعرض البلاد لأكبر انخفاض في القيمة الحقيقية للدخول منذ سبعينيات القرن الماضي وهو ما يؤثر في الفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وتُظهر الإحصاءات انعدام الأمن الغذائي لنحو 4.7 مليون بريطاني في يناير الماضي 2022، بينهم مليون شخص قضوا يومًا كاملًا دون الحصول على طعام بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة.

النفط في صدارة الاهتمامات

تنخرط بريطانيا في مساعي تحجيم النفوذ الروسي وإضعاف إيراداته النفطية، فبعدما انسحبت شركة برتش بتروليوم من روسيا، يسعى جونسون لإنشاء أكبر تحالف دولي يضم السعودية والإمارات للتعامل مع الواقع الجديد ووقف إقبال الغرب والعالم على النفط والغاز الروسيين لرفع تكلفة الحرب الروسية على أوكرانيا.

وكانت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري ذكرت أن نحو 2.5 مليون برميل من النفط قد لا تصل إلى الأسواق العالمية بداية أبريل المقبل 2022 لإحجام المشترين عن الخام الروسي، ما يهبط بالطلب العالمي على النفط للعام الثالث على التوالي نظرًا لارتفاع الأسعار والعقوبات على روسيا ما سيؤثر في نمو الاقتصاد العالمي.

الطاقة المتجددة حاضرة على الطاولة

في كلمته بأبوظبي صباح الأربعاء، أوضح جونسون أن تعزيز الاستثمارات السعودية والإماراتية في مجال الطاقة المتجددة أولوية بريطانية، مشيرًا إلى اعتزام مجموعة الفنار السعودية استثمار مليار جنيه إسترليني بمشروع لايتهاوس جرين فيولز لإنتاج وقود الطيران الأخضر من النفايات في تيسايد.

وأوضح جونسون إمكانية تعزيز استثمارات أبوظبي الضخمة في محطات الرياح بالمملكة المتحدة، وبدا ذلك خفضًا لسقف التوقعات من إمكانية تأثيره على قرار قادة منظمة أوبك الالتزام بالزيادة المقررة مع حلفاء أوبك بلس.

متطلبات الخليج

تدل زيارة جونسون على لحظة محورية في تطور العلاقات الغربية الخليجية، إذ تؤشر على فتور العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية ورفض وليي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وأبوظبي الشيخ محمد بن زايد التواصل مع الرئيس بايدن، ما يلقي الضوء على متطلبات خليجية رئيسية مقابل رفع الإنتاج النفطي.

يأتي ذلك على وقع الموقف الأمريكي من هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية في السعوية في 2019، وعلى أبوظبي خلال العام الجاري 2022.

هل يزداد الإنتاج النفطي؟

يرجح محللون لصحيفة “ذي ناشونال نيوز” أن زيارة جونسون قد تسفر عن زيادة في الإنتاج النفطي تراوح مليون برميل يوميًا، وهو لا يعكس الطاقة القصوى الممكن ضخها لتهدئة الأسواق والمتعلقة بتلبية المطالب الخليجية من واشنطن بشأن ضمانات أمنية لمواجهة التهديدات الإيرانية، بالتوازي مع خطواتها المتسارعة لإبرام اتفاق مع طهران.

وتحتاج دول الخليج لإعادة بناء الثقة مع الولايات المتحدة والنظر إليهم كشركاء عبر التنسيق مع الحلفاء في القرارات المتعلقة بأمنهم أو استغلال مواردهم، وهو ما تشير إليه رويترز نقلًا عن مصدر خليجي، ذكر أن واشنطن كانت على علم بالتحركات الروسية نحو أوكرانيا لكنها انتظرت وقوع الأزمة لتطالب دول الخليج بالامتثال لرفع الإنتاج.

ربما يعجبك أيضا