الحرس الثوري يثير أزمة.. هل اقتربت «مفاوضات فيينا» من المحطة الأخيرة؟

يوسف بنده

تسعى واشنطن لاستثمار المطالب والشروط الإيرانية للتوصل لإتفاق في فيينا، في الحصول على مكاسب مقابل تلك الشروط، من أجل سد ثغرات "إتفاق2015"، ومنها التهديدات الإيرانية في المنطقة.


شهدت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في فيينا، تطورات جديدة تشير إلى إحراز تقدم كبير حول الشروط الواجب تضمينها في الاتفاق.

روسيا طالتها اتهامات بعرقلة المفاوضات التي تقدمت نحو مراحلها الأخيرة، لكن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، لموسكو الثلاثاء الماضي 15 مارس 2022، حملت أنباءً جديدةً، فأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، حل عقدة المطالب الروسية  بشأن عدم تأثّر التعاون التجاري والاقتصادي والنووي بين إيران وروسيا بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

ضمانات أمريكية لروسيا

وزير الخارجية الروسي، قال إن بلاده حصلت على ضمانات نصية من واشنطن بأن العقوبات المفروضة على روسيا لن تنعكس على تعاونها مع إيران، مشيرًا إلى إدارج الضمانات الأمريكية في نص الاتفاق عينه حول استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، لتتجه المفاوضات خطوة إضافية نحو الوصول إلى اتفاق جديد يسد ثغرات اتفاق 2015.

ونوه وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء الماضي،  إلى اقتراب الوصول إلى المراحل الأخيرة منا الاتفاق النووي، متابعًا: “كانت لدينا 4 مواضيع ضمن خطوطنا الحمراء في المراحل النهائية من المفاوضات، وحلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية موضوعين تقريبًا ووصلنا إلى مرحلة الاتفاق، لكن يتبقى موضوعين أحدهما ضمانة اقتصادية”.

مطالب إيرانية.. وقلق إسرائيلي

تشترط طهران على واشنطن حل العديد من القضايا، التي تسميها الخطوط الحمراء، منها رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وكشف موقع آكسيوس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، أن حكومة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تدرس شطب اسم الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، مقابل التزام طهران العلني بتخفيف التوتر في المنطقة. لكن إسرائيل أبدت رفضها الخطوة، متعجبةً من الموقف الأمريكي.

وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير خارجيته يائير لابيد في بيان، أمس الجمعة، أن الحرس الثوري مسؤول عن الهجمات على العسكريين والمدنيين الأمريكيين في الشرق الأوسط، وأنه من الصعب التصديق بحذف اسمه مقابل التعهد بعدم إلحاق الأذى بالأمريكيين، منوهين إلى اعتقادهما بأن واشنطن لن تتخلى عن أقرب حلفائها مقابل وعود الإرهابيين الفارغة، وأن مكافحة الإرهاب شأن عالمي.

ترقب الإتفاق

في حديث مع راديو بي بي سي-4، اليوم السبت، أشار وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون كوني، الذي يحضر محادثات فيينا نيابة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى أنه سيتوصل إلى اتفاق “في نهاية هذا الأسبوع”، مبينًا أن عطلة الأسبوعين في إيران ستبدأ يوم الاثنين، وأن القادة الإيرانيين قد يرغبون في حل المشكلة، في غضون الـ48 ساعة القادمة.

لكن يبدو أن إيران لا تزال تصر على تلبية مطالبها، فنفي موقع نور نيوز، المقرب من مسؤول الأمن القومي، علي شمخاني، الوصول إلى اتفاق، مكملًا: “وفقًا للمعطيات، لم يطرأ جديد على مسار مفاوضات فيينا خلال الأيام المنصرمة، والاتفاق متوقف على اتخاذ قرار سياسي فاعل من قبل واشنطن”.

عقبة “الكونجرس”

يبدو أن الاتفاق المزمع مع طهران سيواجه تحديًا كبيرًا، يتمثل في موافقة الكونجرس الأمريكي، فحسب صحيفة واشنطن فري بيكون، الخميس 17 مارس، تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بمشروع قانون لمنع إدارة بايدن من رفع العقوبات عن إيران، والذي من شأنه السماح لروسيا والصين ببناء أجزاء من برنامج إيران النووي المدني.

وكشفت صحيفة الراي، الخميس الماضي، أن الكونجرس لن يلعب دورًا في الموافقة على الاتفاق القادم. وأن المفاوضين في فيينا يعتقدون أنه سيجرى إحياء  اتفاق 2015 بملحق يشمل بعض التفسيرات والشروط، مشيرةً إلى أنه كان من المقرر سفر وزير الخارجية الإيراني إلى النمسا للقاء نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن أثناء زيارة الأخير “الجبهة الشرقية” المتاخمة للحرب الروسية الأوكرانية.

ربما يعجبك أيضا