مع بروزها في الحرب الروسية الأوكرانية.. كيف تحكمت الاستخبارات في تحديد نتائج الحروب الدولية؟

جاسم محمد

تباين دور أجهزة الاستخبارات في تحديد نتائج الحروب والنزاعات الدولية ما ساهم في اختلافات واسعة في الأحكام بشأن أهمية أجهزة المخابرات


شهدت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة من دور الاستخبارات، كانت واضحة بين المخابرات الروسية والأمريكية.

ورجح البعض تقدم وكالات الاستخبارات المركزية، عبر تسريب المخابرات الأمريكية لخطط الجيش الروسي في أوكرانيا، ما يمثل تحديًا إلى روسيا، وحربًا قذرة في الظل.

تحول الاستخبارات منذ الحرب الباردة

مع التطور التكنولوجي العالمي في العصر الحديث، وتغير مفهوم الأمن منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح تغيُّر خصائص الاستخبارات أمرًا حتميًّا.

ووجَّه هذا التطور الدول إلى تحسين سياساتها بمعلومات وتكتيكات استخباراتية جديدة، تتماشى مع التهديدات والمخاطر الجديدة والحديثة، التي تستخدمها الحرب الهجينة في التخريب اللاعنفي على شاكلة الاختراقات السيبرانية أو التحركات العنيفة الخفية.

التهديدات بين الماضي والحاضر

قبل 20 عامًا كان العالم يتحدث عن الإرهاب، لكن اليوم يتحدث المجتمع الدولي عن مخاطر التهديدات السيبرانية، واستراتيجيات الحرب الهجينة وما إلى ذلك، إضافة إلى الصراعات الداخلية أو الحروب دفعت العالم للانتقال إلى أنشطة استخباراتية مختلفة.

وتسببت الصراعات الجديدة أيضًا في مشاكل أمنية مع وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما ذكره تقرير دور الاستخبارات في الحرب الأمريكية على موقع الجزيرة.نت.

ما أهمية تحليل الاستخبارات؟ 

يعد تحليل الاستخبارات، حسب ما ذكر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، مرحلة حاسمة في عملية الاستخبارات، وله الآلية الخاصة والنماذج والديناميكيات، كذلك التحليل في سياق شؤون الاستخبارات التقييم المحدد لمرحلة العملية.

وتعد استغلال الأساليب المعرفية لتقييم البيانات واختبار الفرضيات الركيزة الحاسمة للعمليات الاستخبارية، التي تتطلب قرارات استراتيجية خلال توظيف تقنياتها. وعلى الرغم من أن هذه التعريفات تبدو واضحة، فلا تزال يوجد ضرورة لتقييم ديناميكيات تحليل الاستخبارات.

 هل المصادر المفتوحة لها جذور في وكالات الاستخبارات؟ 

 ينبغي على ضباط المخابرات المشاركة بدعم صانع القرار وتشخيص المخاطر المحتملة والتهديدات بوضوح وموضوعية بالاعتماد على مصادر المعلومات المصنفة والمفتوحة، بحسب تقرير لموقع أخبار الآن بشأن حادث الطائرة الأوكرانية في إيران.

ويوضح التقرير أنه للوهلة الأولى، تمثل استخبارات المصادر المفتوحة مصادر غير مفيدة، أنه عادة ما ترتبط الاستخبارات بالأسرار والجواسيس، وليس برؤى المحققين عبر الإنترنت، الذين يشاركون نتائجهم مع أي شخص. لكن في الواقع، تحمل هذه الأيام قيمة أكبر من أي وقت مضى لجهود الاستخبارات الوطنية، لكنها لم تعد مرتبطة حصريًا بمجتمع الاستخبارات. 

 دعم صانع القرار السياسي 

 عندما يصبح استخدام المعلومات الاستخباراتية بحد ذاته هو السياسة، فإن الجهود المبذولة لتحديد وتقييم المعلومات ذات الصلة بالسياسة يمكن أن تكون أقرب إلى تشكيل القرار السياسي أو دعمه.

وبناء على ما سبق، من الضروري لجميع الأطراف المعنية أن تكون على دراية دائمة بمسؤولية الاستخبارات للإبلاغ ومسؤولية السياسة لاتخاذ القرار والتنفيذ، كما ذكر تقرير تحسين صنع القرارات في عالم مضطرب.

ما تعريف الأزمة الدولية؟

يُقدم شارلز هيرمن تعريفًا آخر للأزمة الدولية على أنها “الوضع الذي يُهدد أحد الأهداف الرئيسية للوحدة السياسية، بحيث يحد من الوقت للتفكير والتخطيط والاستجابة من أجل تغيير النتيجة المحتملة”، والواضح من تعريف هيرمن أنه ركز على عنصر المفاجأة أي أن الأزمة تحدث مفاجأة لم تُتوقع من قبل صانع القرار.

تبدأ الأزمة الدولية، بحسب الموسوعة السياسية، بعد أن تنهار العلاقات الدبلوماسية وتتخذ الأحداث منعطفًا غير متوقع ومفاجئ، ما يؤدي إلى إنشاء الأزمة التي يجب إدارتها، إدارة الأزمات تدور حول السيطرة على الأحداث لتجنب الحرب. ودون شك تزود الاستخبارات صانعي السياسات المعرفة المسبقة للأحداث التي تتخذ منعطفًا غير متوقع يؤدي إلى أزمة.

أزمة نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا 1962

نشأت أزمة نشر الصواريخ السوفيتية سابقًا في كوبا عام 1962، عندما أظهرت الصور الجوية الفوتوغرافية U-2 بناء مواقع صواريخ في كوبا، التي كانت صدمة إلى البيت الأبيض.

وتتمثل الخطوة الأولى في إدارة الأزمات السياسية في سرعة فهم الخصوم، وفهم نوايا الخصم وأفعاله، ثم اتخاذ قرارً استجابة للأزمة، وفهم ما هي دوافع الطرف الآخر، في السعي لفهم الأسباب التي أدت إلى الأزمة؟ هذا الفهم، هو مفتاح لصياغة استراتيجية تفاوضية لتسوية الأزمة.

الإخفاقات في إدارة الأزمات

الفئة الأولى من الإخفاقات في إدارة الأزمات، هي عدم قدرة الاستخبارات على الرؤية بسبب خداع الخصم في التأهب للأزمة، واحدة من حالات الخداع هي كشف تحركات الخصم وتحضيراته لشن هجوم مفاجئ. مثال، التحذيرات للغزو الألماني لروسيا عام 1941 عندما استخلص الحلفاء وأجهزة استخباراتها، تفسيرات مختلفة من هذه التحذيرات.

الدرس الذي استخلصته أجهزة المخابرات هو الخداع والإنكار المعلومات من قبل الخصم، وهذا ما كان يمثل عقبة رئيسة ضد تقديم تقييمات وتقديرات أفضل إلى صانعي السياسات، لكن إلى أي مدى يكون من الممكن تطوير مواجهة استراتيجيات الخداع ومعرفة النوايا والتهديدات.

ربما يعجبك أيضا