أوكرانيا.. الأبواب مفتوحة أمام التسوية مع موسكو 

جاسم محمد

صرح الرئيس الأوكراني زيلنسكي، يوم أمس 27 مارس 2022، بأن قضية "حياد" بلاده التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات لإنهاء النزاع "تُدرَس بعمق"، فهل يسعى الرئيس الأوكراني إلى إيجاد مخرج للحرب في أوكرانيا، أم أنها مناورة سياسية؟


فتح الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأبواب أمام التسوية مع موسكو، في مقابلته يوم 27 مارس 2022، وبدا راضخًا للأمر الواقع أمام هول الدمار الذي حل ببلاده، والتي شبهها بالشيشان في حربها مع الروس.

وقال زيلينسكي، إن قضية “حياد” بلاده التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات لإنهاء النزاع “تُدرَس بعمق”. إلا أنه تدارك ذلك، مضيفًا أن تلك المسألة يجب أن تضمنها دول غربية، ويفترض أن تعرض على الاستفتاء الشعبي في أوكرانيا.

زيلينسكي يتخلى عن حلم الناتو

قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يوم 27 مارس 2022، في تلميح إلى التسوية، إن بلاده يجب أن تقبل عدم انضمامها إلى حلف الناتو العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو ما تعارضه روسيا. وقال زيلينسكي عبر الفيديو: “إذا لم نتمكن من الدخول من خلال الأبواب المفتوحة، فعلينا أن نتعاون مع الجمعيات التي يمكننا معها أن تساعدنا وتحمينا”.

وقال الرئيس الأوكراني: “فقط بعد المحادثات المباشرة بين رئيسي روسيا وأوكرانيا يمكننا إنهاء هذه الحرب”. أوضح: “في أي مفاوضات، هدفي هو إنهاء الحرب مع روسيا… أنا مستعد أيضًا لاتخاذ خطوات معينة”. وقال، إنه يمكن تقديم تنازلات، وأضاف زيلينسكي أنه على الجانب الآخر بالمثل أن يكون مستعدًا لتقديم تنازلات.

أوكرانيا مستعدة للحياد وتطلب تصديق الدول الضامنة على المعاهدة

قال زيلينسكي، إن أوكرانيا مستعدة لمناقشة اتخاذ موقف “الحياد” و”الوضع غير النووي” مع روسيا، لكنها تريد ضمانات أمنية في المقابل. وقال مرة أخرى، إنه سيطرح القضية للاستفتاء في أوكرانيا، وإن أي معاهدة يجب أن تصدق عليها “الدول الضامنة” التي اقترح مسؤولون آخرون أنها يجب أن تشمل الولايات المتحدة.

وصرح الرئيس الأوكراني بأنه لن توقع أي دولة ضامنة، مثل المملكة المتحدة وتركيا، على أي اتفاق في حالة وجود القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.

اتفاقية بودابست

وتُعد وثيقة بودابست، عام 1994، بداية انحسارِ القوة العسكرية الأوكرانية، حين وافقت كييف على التخلّي عن ترسانتها النووية لموسكو، مقابل الضمانات التي منحتها الدول الموقعة.

ونصّت الاتفاقية على التزام كل من روسيا وبريطانيا وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية بالامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأوكرانيا، وبأنها لن تستخدم أيًا من أسلحتها ضد أوكرانيا إلا للدفاع عن النفس، أو أي استخدام آخر يوافق عليه ميثاق الأمم المتحدة.

مجلس الأمن يدعم أوكرانيا

وافقت الدول الموقّعة على الاتفاقية على طلب إجراء فوري من مجلس الأمن الدولي لتقديم المساعدة لأوكرانيا، باعتبارها دولة غير نووية، وطرفًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إذا وقعت ضحية لعمل عدواني، أو هدفًا لعدوان استخدمت فيه الأسلحة النووية.

وشارك ضابط مخابرات أوكراني كبير ما زعم أنه مخطط الغزو الروسي، الوثيقة السرية، التي يُفترض أنها جمعت قبل عبور القوات الروسية للحدود، تتوخى الاستيلاء الكامل على أوكرانيا: الاستيلاء على الممتلكات الخاصة، والاستيلاء على البنوك والنقل والموانئ والمؤسسات المنتخبة، وأحكام لاتحاد “الجمهوريات الشعبية” أو ضمها إلى روسيا إذا لزم الأمر.

مفاوضات السلام مع روسيا تتجه نحو الانفراج

يبدو أن مفاوضات السلام مع روسيا تتجه نحو الانفراج وأن كان ضيقًا، وتطالب روسيا بأربعة مطالب رئيسية: إعلان الحياد الأوكراني، قبول أوكرانيا الرسمي بأن شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا في عام 2014، أراض روسية، وأن منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا، مستقلة؛ ونزع السلاح من أوكرانيا؛ وتخفيف العقوبات الغربية عن روسيا.

ويتضح أن أوكرانيا مستعدة للموافقة على عديد من هذه المطالب، بما في ذلك التخلي عن احتمال عضوية الناتو، وقبول نوع من التسوية بشأن الأراضي المحتلة، وإبقاء أوكرانيا دولة “حياد”. تأتي تصريحات زيلينسكي بعد أن أدرك أن الولايات المتحدة والغرب زج أوكرانيا بحرب “كارثية” ممكن أن تضع نهاية لدولة أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا