الصرخي.. مرجع شيعي يناهض إيران ويثير غضب حكومة الكاظمي

نداء كسبر

اشتهر الصرخي بآرائه المناهضة للأحزاب التي تحكم العراق منذ عام 2003، وانتقاده لمواقف آية الله علي السيستاني الذي يعد أكبر مراجع الشيعة في العراق والعالم


استقر في الأذهان أن شيعة العراق يميلون نحو إيران، لكن المرجع الديني في طائفة الشيعة الإثني عشرية، محمود الصرخي، خالف ذلك وعرف بدعوته لدولة مدنية.

وسعى الصرخي لإقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة في وقت كانت تتسم بالتوتر داخل المشهد العراقي، وأفتى بحرمة الدم العراقي، وأعلن رفضه لكل ما صدر عن السلطات الأمريكية ومشروعها في العراق، داعيًا إلى المصالحة والمسامحة.

الدعوة إلى هدم المراقد والمزارات الشيعية

عاد رجل الدين الشيعي للأحداث مرة أخرى بسبب دعوة خطيب صلاة الجمعة، علي المسعودي، وأحد تابعي الصرخية، الثلاثاء 12 إبريل 2022 في بابل، إلى هدم المراقد والمزارات الدينية الشيعية باعتبارها مخالفة للدين الإسلامي.

ووفق وكالة الأنباء العراقية، تسببت تصريحات المسعودي بحالة من الغضب العام في بغداد، فأغلق المحتجون الغاضبون عددًا من المساجد والمقرات التابعة للصرخي، وأضرموا النيران في عدد منها في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية.

إغلاق مقار حركة الصرخي ووصفها بـ”المنحرفة”

أعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان نشرته وكالة الأنباء 13 إبريل، إغلاق مقار حركة الصرخي التي وصفتها الوزارة بـ”المنحرفة”. وأشارت إلى أن تلك الدعوات “تضمنت إساءات لعقائد ومشاعر المواطنين”، وهدفها “إثارة البغضاء بين صفوف أبناء شعبنا، وتحقيق أهداف خبيثة غادرها العراقيون إلى غير رجعة”.

ونوهت وزارة الداخلية بأن “تشكيلات وزارة الداخلية أغلقت مقار هذه الحركة المنحرفة، واعتقلت بمذكرات قضائية المنحرفين المتجاوزين على المشاعر والعقائد لينالوا جزاءهم العادل أمام القضاء”.

من محمود الصرخي؟

ولد محمود الحسني الصرخي في مدينة الكاظمية في العراق عام 1964، وحصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بغداد في العام 1987، وبعد تخرجه حرص على حضور بعض الحلقات الدينية في مدينة النجف، وكان من بين طلبة والد مقتدى الصدر، محمد صادق الصدر.

انضم الصرخي لمليشيا جيش المهدي في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وانفصل عن تيار الصدر، ونفذ أنصاره عددًا من العمليات ضد القوات الأمريكية في جنوب العراق، وكان أنصاره يخططون لشن هجوم على معسكر بوكا للقوات الأمريكية في جنوب العراق، وتنظيم مظاهرة ضد إيران امام القنصلية الإيرانية في كربلاء.

مرجع شيعي و”مشعوذ وقائد عصابة بعثية”

يعرف الصرخي نفسه بأنه مرجع شيعي عراقي عربي ينتمي إلى طائفة الشيعة الإثني عشرية، ولديه عشرات الآلاف من الأتباع الذين يُطلق عليهم “الصرخيين”، ويصفه خصومه بأنه “مشعوذ وقائد عصابة بعثية”.

واشتهر الصرخي بآرائه المناهضة للأحزاب التي تحكم العراق منذ العام 2003، وانتقاده لمواقف آية الله علي السيستاني الذي يعد أكبر مراجع الشيعة في العراق والعالم، وزادت شهرته وبات صوتًا ومرجعية لدى بعض شيعة العراق بعد عام 2004، لكن معظم رجال الدين الشيعة في العراق يجمعون على أنه لا يملك صفة المرجعية التي تبيح للناس تقليده.

الحوار مع داعش

بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي مساحات شاسعة من العراق عام 2014، دعا الصرخي إلى الحوار مع التنظيم وليس “الجهاد” ضده حسب الفتوى التي أصدرها السيستاني، لأن ذلك سيشعل حربًا أهلية ويؤجج النعرات الطائفية في العراق، حسب قوله.

وأثارت دعوة المرجع الشيعي غضب حكومة نوري المالكي آنذاك، وقَصَفت قوات الأمن مقره في كربلاء، وقُتل العشرات من اتباعه، ومنذ ذلك الوقت ابتعد الصرخي عن الأنظار، ولم يظهر إلى العلن.

مناهض نفوذ إيران

ينأى الصرخي بنفسه عن إيران ويعارض مواقفها، وأعلن في تصريحات صحيفة في فبراير 2015، عدم وجود خطاب ديني مذهبي شيعي عراقي، وأن الخطاب الديني في العراق هو خطاب إيراني خالص وبامتياز لا علاقة له بالمذهب الشيعي إلا بالمقدار الذي يخدم فيه سياسة السلطة الإيرانية الحاكمة وأمنها القومي، ليعده سنة العراق ممثلًا للتوجه العربي المناهض لنفوذ إيران بين أوساط شيعة العراق.

وأصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق بيانًا في 2 يوليو 2014 دعت فيه سكان المحافظات الجنوبية في العراق إلى دعم الصرخي ضد حكومة المالكي، مبينة أن المالكي أمر بمداهمة مقر الصرخي في كربلاء في تصعيد ضد “مدرسته الفقهية”، وأن الحملة المستمرة عليه سببها مواقفه المناهضة لإيران والولايات المتحدة، ودعمه “للانتفاضات العربية ضد الأنظمة الاستبدادية.

ربما يعجبك أيضا